الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حماس وإيران من جديد.. كيف سيؤثر ذلك على المصالحة الفلسطينية؟؟

2014-12-24 12:43:07 PM
حماس وإيران من جديد.. كيف سيؤثر ذلك على المصالحة الفلسطينية؟؟
صورة ارشيفية

الحدث- محمد غفري
أجمع عدد من الخبراء والمسؤولين الفلسطينيين خلال أحاديث منفصلة مع "الحدث"، على أن عودة العلاقة بين حماس وإيران لن تؤثر في الشأن الفلسطيني الداخلي، ولا على خطوات المصالحة الفلسطينية، إلا في حالات معينة.
 
المحلل السياسي عبد الستار قاسم، لا يعتقد أن علاقة حماس وإيران ستؤثر على المصالحة الفلسطينية، ويبرر موقفه لـ"الحدث"، أن إيران في العادة لا تدخل في الشؤون الداخلية للفلسطينيين، وسوف تكون معنية وراضية إن تمت المصالحة الوطنية، مضيفاً: "الإيرانيون يتطلعون إلى ما هو أكثر من المصالحة".
 
لكن قاسم، يرى أن السلطة الفلسطينية لا تريد أن تكون هناك علاقة بين حماس وإيران، لأن العودة إلى إيران هي قوة لحماس، والسلطة غير معنية بقوة حليفة لحماس، والسلطة لا تستطيع فعل شيء تجاه هذا الأمر.
 
وكان وفد رفيع المستوى من المكتب السياسي لحركة حماس، زار العاصمة الإيرانية طهران خلال شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، للقاء عدد من المسؤولين الإيرانيين، في محاولة لتحسين العلاقات الثنائية بينهما.
 
وحول هذه الزيارة قال عضو المكتب السياسي للحركة موسى أبو مرزوق: "إيران وعدت الحركة باستئناف الدعم الذي كانت تقدمه لها خلال السنوات الماضية، وهذه الزيارة لم تكن الأولى، وهناك زيارات سابقة، غير معلنة، والعلاقة معها (إيران) لم تكن مقطوعة أصلاً، لكنها عادت إلى طبيعتها التي نرجو أن تستقر وتتقدم".
 
وشهدت الأيام الماضية العديد من التصريحات الصحفية والخطابات من قبل قادة حماس، الذين شكروا إيران على دعمها المتواصل للحركة على الصعيدين المالي والعسكري، كما جاء في خطاب الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة"، خلال مهرجان الانطلاقة الـ27.
 
وأكد القيادي البارز في حركة حماس غازي حمد، في تصريح خاص لـ"الحدث"، أن كل التحركات التي تقوم بها حركة حماس على الصعيد الخارجي، تصب باتجاه دعم القضية الفلسطينية وحشد التأييد لها، سواء كانت إيران أو غير إيران.
 
وأضاف حمد: "نحن لدينا علاقات مع كثير من الدول، ونسعى من خلال ذلك إلى خدمة القضية الفلسطينية، وأن تصب في اتجاه المصالحة، وإيران من المعروف أيضاً أن موقفها داعم للقضية الفلسطينية وتؤيدها".
 
 وبالتالي يعتقد حمد أن تحسن العلاقة مع إيران أو غير إيران، هو أساساً من أجل توفير الدعم للقضية الفلسطينية العادلة.
 
ويتفق عضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية نبيل عمرو مع غازي حمد، في أن مصالحة حماس وإيران لن تؤثر على الصعيد الفلسطيني الداخلي.
 
حيث قال لـ"الحدث": "لن تؤثر كثيراً إلا إذا أساءت حماس فهم هذه العلاقة، بمعنى أن حماس إذا اعتبرت هذه العلاقة، مع إيران، رصيداً إضافياً لأرصدتها وبدأت تصعد من شروطها للمصالحة، يمكن أن تؤثر سلباً، وهناك احتمال ضئيل جداً أيضاً، وهو أن تقوم إيران بدعوة حماس إلى مزيد من التوازن في علاقاتها مع السلطة انطلاقاً من أن إيران ذاتها تحاول التوازن".
 
وأضاف الكاتب الفلسطيني: "الأساس عند حماس وما يؤثر على المصالحة وضعها في غزة وعلاقتها مع مصر".
 
وفي هذا الشأن، أكد غازي حمد لـ"الحدث": "علاقتنا مع حركة فتح والرئيس أبو مازن علاقة منفتحة، وهناك لقاءات واتصالات مستمرة، وعلاقتنا مع سوريا أو إيران أو مصر، هي كلها تصب في صالح القضية الفلسطينية ومواجهة الاحتلال، ولن يكون على حساب المصالحة، ولن تنحاز حماس لأجندة خارجية".
 
المحلل السياسي خليل شاهين برر لـ"الحدث" عدم تأثير عودة علاقة حركة حماس بإيران على الشأن الداخلي على صعيدين.
 
الصعيد الأول: أن إيران عملت في الفترة الأخيرة بشكل متوازن ومحايد تجاه الأطراف الفلسطينية فيما يتعلق بالشؤون الداخلية، رغم أنها كانت تدعم حماس بالسلاح والمال قبل حدوث القطيعة بين الطرفين، لكن إيران أبدت حرصاً على تحسين العلاقات مع السلطة، وسبق أن زار مبعوث من قبل السلطة وحركة فتح إيران.
 
على صعيد أخر، ملف المصالحة ما زال بيد مصر، ولا توجد هناك أطراف إقليمية يمكن أن تنافس مصر في هذا الموضوع، وهناك قضايا معقدة وملفات لا يمكن تحقيقها بمعزل عن مصر، وأهمها موضوع معبر رفح.
 
لذلك يعتقد شاهين، أن موضوع المصالحة مع إيران لن يكون له تأثير مباشر، وبشكل غير مباشر تنويع مصادر التحالفات مع الأطراف الإقليمية، يمكن أن يخدم حركة حماس، ويعزز موقفها على الصعيد الداخلي.
 
ويخالف المحلل السياسي طلال عوكل، ما جاء في السابق حول علاقة حماس وإيران، الذي بين تخوفه من هذه العلاقة وتأثيرها السلبي على الصعيد الداخلي، وإتمام ملفات المصالحة.
 
ويرى عوكل، أن المصالحة معطلة في كل الحالات، لكن عودة العلاقة بين حماس وإيران سوف "تزيد الطين بلة"، لأن هناك موقفاً من قبل مصر ودول الخليج من إيران وكل من يتحالف معها، ولا يمكن تجاهل الموقف المصري نظراً لثقلها الإقليمي، وهذا ما سيصعب من تحسين العلاقة بين مصر وحماس، وهو ما سيؤثر، بطبيعة الحال، على العلاقات الفلسطينية الداخلية.
 

ولأن المصالحة معطلة، كما أكد عوكل لـ"الحدث"، فإن هذا ما شكل سبباً لعودة التحالفات والاستقطابات الإقليمية، وتأثيرها على الوضع الفلسطيني، لذلك يرى عوكل أن توجه حماس نحو إيران لن يكون إيجابياً فيما يتعلق بالوضع الداخلي الفلسطيني.