الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الصواريخ الدقيقة في غزة.. ما الذي يميّز هذه الصواريخ ولماذا تشكل خطرا كبيرا على "إسرائيل"؟

2019-01-30 10:34:13 AM
الصواريخ الدقيقة في غزة.. ما الذي يميّز هذه الصواريخ ولماذا تشكل خطرا كبيرا على

 

الحدث ــ محمد بدر

في السنوات الأخيرة، أصبح الهاجس الأكثر رعبا لـ"إسرائيل" هو وصول الصواريخ الدقيقة إلى الجماعات المقاومة المعادية لها في المنطقة، وتحديدا في لبنان وقطاع غزة. وبدا واضحا أن الجهد الاستخباراتي والعملياتي الإسرائيلي كان منصبا على جبهة لبنان، لعوامل جغرافية وموضوعية تتعلق بالصاروخ نفسه.

وفي الحديث عن الصواريخ الدقيقة، لا بد من التعرض لسيرتها الذاتية، التي بدأت بهامش خطأ بسبب عدم مقدرة مطلق الصاروخ على التحكم بمساره أو تغييره حتى النهاية، لكن الصناعات العسكرية في عدة دول ومنها إيران، جهزت هذا النوع من الصواريخ بنظام (إلكتروبصري) يتيح تزويد الصاروخ بكاميرا بصرية، بحيث يستطيع مطلقوه السيطرة عليه، لتفادي وقوع الخطأ في إصابة الهدف.

وتطور الأمر أكثر وبدأ الصاروخ يعمل بنظام الليزر من خلال تتبع الصاروخ  لشعاع الليزر المصوب نحو الهدف، وهو ما دفع المستوى الأمني في "إسرائيل" للقول إن مثل هذه القدرات المتقدمة  تجلب المزيد من الأهداف لقائمة التهديدات؛ مثل منصات الغاز ومحطات توليد الطاقة والقواعد العسكرية والأمنية الحساسة؛ خاصة وأنه يصعب على أنظمة الدفاع التعامل مع هذه الصواريخ في حال أطلقت منها دفعات بالعشرات.

ويقول عوزي روبين الرئيس السابق للدفاع الصاروخي الإسرائيلي، إن هذا النوع من الصواريخ سيحدث تغييرا في توازن الخسائر البشرية والأضرار، وهو أمر لا تطيقه "إسرائيل" على حد تعبيره. ويرى أن قدرة "إسرائيل" منخفضة في التصدي للعشرات من هذه الصواريخ، وبالتالي فإن قواعد أمنية وعسكرية ومراكز حساسة لن تنجو من هذه الصواريخ، وهو ما يهدد قدرة "إسرائيل" على الردع.

ومن هذه الصواريخ، الصاروخ الإيراني "الفاتح 110"، ويبلغ مداه 250 كلم بطول 9 أمتار ووزن 3.5 طن، وجربته إيران بنجاح عام 2002، وظهر لأول مرة في عرض عسكري في طهران عام 2003. وأعلنت إيران في أغسطس 2012 عن تجربة ناجحة لنسخة مطورة من صاروخ فاتح 110 من الجيل الرابع، يزيد مداه على 300 كم ويستطيع إصابة أهداف برية وبحرية بدقة عالية.

حزب الله أعلن منذ عدة أشهر عن امتلاكه لهذا النوع من الصواريخ، وعاد أمينه العام السيد حسن نصرالله وأكد على ما أعلنه سابقا، مشيرا إلى أن الحزب يمتلك من هذه الصواريخ ما يكفيه في أي مواجهة قادمة مع "إسرائيل". لكن المفاجأة الأكبر والأخطر كانت بالنسبة للإسرائيليين هي تلك التي فجرها الجنرال الإيراني علي شامخاني بقوله إن غزة كذلك فيها صواريخ دقيقة، وهو ما سيضاعف من المخاوف الإسرائيلية من الدخول في معركة حقيقية على أي من الجبهات.