هل يجد فلسطينيو الضفة أنفسهم خارجها خلال عدة سنوات؟!

الحدث - سجود عاصي

قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس لـ "الحدث"، إن اللوبي الصهيوني لا يفكر إلا بالسيطرة على الضفة الغربية بالكامل خاصة مناطق (ج) والتي تشكل 63% من إجمالي مساحة الضفة الغربية، ومن الواضح جدا أن هناك خطة يتم تنفيذها منذ سنوات من أجل الإجهاز على هذه المناطق وإدخالها تحت سيطرتهم، وذلك من خلال الإجراءات اليومية في الضفة، الأمر الذي يجعل الفلسطيني يحارب من أجل كل شبر من أرضه.

وأضاف دغلس، أن المشاريع الاستيطانية تقوم بهدم أي منشآت أو منازل تابعة للفلسطينيين في مناطق (ج)، وكل ما يتم إنشاؤه معرض للهدم، مؤكدا أن الخطر يكمن اليوم في أن الفلسطيني يعيش تحت تأثير الاعتقاد بأن الذهاب إلى أرضه أصبح محفوفا بالمخاطر وقد لا يعود لبيته وعائلته، وهو ما يفسر الاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين والمزارعين، وهو ما اعتبره دغلس تنفيذا ممنهجا لخطة بدأت معالمها بالظهور منذ سنوات قبل أن يعلن عنها بشكل رسمي.

وأشار مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية إلى أن الاحتلال يريد السيطرة الكاملة على الأرض الفلسطينية وإحلال المستوطنات والمستوطنين مكان الفلسطينيين، مؤكدا أن الفلسطينيين يمرون بأسوأ الظروف في ظل الواقع العربي والإقليمي المترهل، والحل يكمن وفقا لـ دغلس، بالوحدة الوطنية والصمود والثبات على الأرض وعدم مغادرتها مهما كان الثمن.

وبحسب دغلس، فإن القيادة الفلسطينية أمامها كافة الخيارات مفتوحة في حال لم يتحقق الحلم الفلسطيني بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس.

وفي ذات السياق، قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني نزار رمضان لـ "الحدث"، إن مواجهة الاستيطان بحاجة إلى موقف سياسي واضح من قبل السلطة الفلسطينية خاصة في ظل التعامل مع ملف الاستيطان بصورة "متراخية".

وحمل رمضان السلطة جزءا من المسؤولية لأنها لا تتخذ الخطوات اللازمة في قضايا الاستيطان، حيث إن المستوطنين يقتحمون الأراضي الفلسطينية ويعتدون على الفلسطينيين بلا حسيب أو رقيب.

واستبعد رمضان في حديثه مع "الحدث"، أن تباشر "إسرائيل" بسياسة تهجير واضحة للفلسطينيين في الضفة الغربية لأن الفلسطيني متجذر في أرضه ولا يمكن للاحتلال بسهولة أن ينجز خطواته  وخططه.

وكانت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية، قد قالت صباح أمس الثلاثاء، إن العشرات من كبار الوزراء وأعضاء كنيست وقعوا على تطبيق خطة خاصة بالمستوطنات، وتشمل الخطة الانتقال من مبدأ توسيع المستوطنات إلى إنشاء مستوطنات جديدة في جميع أنحاء الضفة الغربية. كما وتشمل تعهدا بزيادة عدد المستوطنين في الضفة الغربية إلى مليونين، وذلك لتشجيع الاستيطان والسيطرة على الأراضي في الضفة وتهجير الفلسطينيين، وقتل أي إمكانية لتطبيق مبدأ حل الدولتين، واستبداله بمبدأ دولة واحدة لشعب واحد.