اعتراف ترامب بسيادة إسرائيل على الجولان يخالف القانون الأمريكي والدولي ولا قيمة له

الحدث- محمد غفري

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يجد أي حراك عربي ودولي جدي يرفض اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل، تجرأ مجدداً واعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السوري المحتل، غير أن خبراء في الشأن القانوني الدولي يعتبرون هذا الاعتراف مخالفاً للقانون الأمريكي والدولي، ولا قيمة له.

في هذا السياق يقول الخبير في القانون الدولي حنا عيسى، إن إعلان ترامب سيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، هو إعلان رئاسي وليس قانون صادر من الكونغريس الأمريكي، وبالتالي فإن أي رئيس أمريكي يأتي بعد ترامب يستطيع إلغاء ما قام به ترامب.

وأكد عيسى في حوار مع "الحدث"، أن إعلان ترامب يخالف قواعد القانون الدولي الإنساني، وبالأخص اتفاقية كامبل لسنة 1907، واتفاقية جنيف لسنة 1949، هذا من الناحية الأولى.

أما من الناحية الثانية وهي الأهم، بحسب ما يرى عيسى فإن الولايات المتحدة الأمريكية هي التي شاركت في صياغة قرار مجلس الأمن 497 لسنة 1980، والذي ينص على سحب البعثات الدبلوماسية من القدس، وعدم الاعتراف بالقانون الأساسي الذي سنه الكنيست في عام 1980، وبالتالي الولايات المتحدة الآن تخالف نمط القانون الداخلي الأمريكي وكذلك القانون الدولي.

وأشار عيسى إلى أن القانون الدولي يعلو على القانون الداخلي لأي دولة، وما يجري يعد انتهاك جسيم لميثاق الأمم المتحدة لسنة 1945، وبالأخص المادة الثانية التي تحرم الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة.

ونوه عيسى إلى أن هذا الإعلان لا قيمة له على المستويين الدولي والقانوني، ولكن "لغة البلطجة والقوة هي التي تسود على خطاب الرئيس ترامب، أولها كان بالقدس، وثانيها بالجولان، وثالثها لا ندري مع أي دولة عربية أخرى".

وجدد حنا عيسى التأكيد على أن كل ما قام به الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو غير قانوني وغير شرعي.

إذاً ما هو المطلوب؟

يرى حنا عيسى وهو خبير في القانون الدولي، أنه لو توفرت فعالية للعرب، لتم رفع قضايا في المحاكم الأمريكية وتم إسقاط الرئيس ترامب من الحكم، وهذا الذي يجب أن يفعله العرب.

بالإضافة إلى ذلك يجب دعوة مجلس الأمن بشكل سريع للانعقاد، لأن أمريكا هي التي وافقت وصاغت القرار والان هي من تتهرب من القرار الأممي، بحسب ما ذكر عيسى.

وأضاف أنه يجب الطلب من الكونغريس الأمريكي بشقيه مجلس الشيوخ ومجلس النواب إعادة دراسة الموضوع، واتخاذ قرار يلغي ما قام به ترامب على اعتبار أن ذلك يخالف التشريع الأمريكي.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد اعترف رسميا، أمس الإثنين، بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، خلال مؤتمر صحفي مشترك جمعه برئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن.

وتعد الجولان أرضاً سورية تحتلها إسرائيل منذ عام 1967، بموجب القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.

وأكان ترامب قد أهدى نتنياهو القلم الذي وقع به مرسوم القرار كتذكار.

وخلال المؤتمر الصحفي، قال ترامب إن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان "كان لابد اتخاذه من قبل عدة رؤساء سابقين للولايات المتحدة".