الحدث - إبراهيم أبو صفية
صباح يوم السابع من نيسان/أبريل الماضي، حزم الشاب اياد عدوان علي ضيف الله 47 عاما من سكان قرية بيت لقيا غرب مدينة رام الله، أمتعته وأغراضه التي يحتاجها في عمله بالترميم بالداخل المحتل، مودعا زوجته وأولاده الأربعة.
ووصل عدوان في طريقه إلى عمله في الداخل المحتل عن طريق التهريب، لعدم امتلاكه تصريح يؤهله للدخول بالشكل "قانوني". حيث يحتاج هذا العمل المبيت في المكان الذي يعمل به.
وقالت سوار، ابنة المفقود إياد، إنه وبعد معاينة الأقارب للمكان الذي كان يتواجد به والدها، تبين أنه قام بإعداد القهوة وبعض الحلويات، ولكنه لم يشرب أو يتناول من ما أعدّ أي شيء.
وأشارت أن أغراض وملابس والدها وجدت كما هي، مضيفة "ولكن أبي هو المفقود الوحيد من المكان الذي كان يعيش فيه".
وأوضح سالم عدوان شقيق المفقود "بعد أسبوع من عمله بالداخل المحتل وتحديدا يوم الرابع عشر من نيسان/ أبريل الماضي، اختفت آثار شقيقه بعد آخر مكالمة مع زوجته وابنه ليخبرهم بأنه سيعود الى البيت نهاية الأسبوع أي مع بداية أعياد كيان الاحتلال، إلا أنها كانت أخر مكالمة قبل فقدان أثاره".
وقال عدوان لـ " الحدث" إن هاتف شقيقه استمر لمدة 3 أيام يرن قبل إغلاقه بعد اختفاء صاحبه دون أن يجيب عليه أحد.
وبين أن اليوم الجمعة يمر اليوم العشرين على اختفاء شقيقه دون أن نحصل على معلومة واحدة مكان تواجده، أو ما حصل معه، مشيرا إلى أن تحركات العائلة بدأت من اليوم الأول للبحث عنه، حيث تواصلت العائلة مع كافة الأجهزة الأمنية الفلسطينية وأبلغتها عن اختفاء شقيقه، إضافة لإبلاغ شرطة الاحتلال كون بما أن أثاره فقدت بالداخل المحتل، ولم تتلق العائلة حتى هذه اللحظة أي رد.
وأكد على أن شقيقه ليست لا تربطه أي نزاعات مع أحد، وغير مصاب بأمراض نفسية وغيرها.
وأشار إلى أن شقيقه يعمل في منطقة يسكنها اليهود المتدينين في منطقة اللد في مجال الترميم، لافتا إلى أن شقيقه يعمل لوحده ولا يعمل معه آخرون وهو ما صعّب مهمة البحث عنه.
وأكد عدوان أنه بعد اختفاء شقيقه اياد، ذهب شقيقه الآخر لمكان عمله ولم يجد أي أثر له، بل وسأل اليهود المتواجدين في هذا الحي وبيده صورته، ولكن تباينت رواياتهم حول رؤية الشاب، بعضهم قال بأنهم رأوه قبل أيام من فقدانه وبعضهم قال لم يره، أما صاحب المنزل الذي يعمل به قال: بأنه خرج صباح يوم فقدانه ولم يعد.
وحول التوقعات، قال عدوان، إن العائلة دخلت بهواجس ووضعت احتمالات كثيرة، خاصة بعد مرور 20 يوم على اختفاءه، وأن هناك غموض ولغز في اختفائه، ولم تعرف إذا ما بقي على قيد الحياة أو لا، وأنها الآن تعمل بشكل متواصل في البحث والسؤال.
وأضاف أن العائلة تواصلت مع كافة المستشفيات، والجسور إلا أنه لا يوجد أي طرف خيط نستطيع الإمساك به حتى نصل إليه، مؤكدا على أن شقيقه فقدت آثاره بالداخل المحتل وليس بالضفة الغربية.
وختم عدوان أن العائلة قلقة على ابنها جداً وخاصة في ظل هذه الظروف السياسية، مناشدا كل الجهات المختصة متابعة القضية حتى يتم الوصول لشقيقه ومعرفة مصيره.
تكمن أبرز قضايا الاختفاء بالداخل المحتل في عدة احتمالات، أولا أن الظروف السياسية ووجود الاحتلال مسبب أساسي لاختفاء الشبان، فهناك حالات تمت تصفيتها من قبل " المستوطنين الاسرائيليين" مثل ما حصل مع الشهيد الطفل محمد أبو خضير قبل 5 سنوات، إضافة لبعض عمليات القتل التي نفذتها المافيا " الإسرائيلية" ضد فلسطينيين، كما وأن هناك بعض العداوات بين الفلسطينيين أنفسهم تؤدي إلى قيام طرف بقتل الآخر وإخفائه، وأخيرا قيام أحد أجهزة الأمن " الإسرائيلية" بعملية الاعتقال دون أن يبلغ العائلة أو الارتباط والصليب الأحمر.