الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

محلل اقتصادي: مشاريع مؤتمر البحرين لا أرضية لها في فلسطين وستفشل

ما مدى جدية المشاريع المطروحة؟

2019-07-03 09:49:57 AM
محلل اقتصادي: مشاريع مؤتمر البحرين لا أرضية لها في فلسطين وستفشل
مؤتمر البحرين

 

 

الحدث- رولا حسنين

برر المشاركون في مؤتمر البحرين التطبيعي، أن مشاركتهم جاءت بهدف جلب مشاريع اقتصادية استثمارية من شأنها أن تنهض بالاقتصاد الفلسطيني، ولكن في ظل الرفض الرسمي والشعبي لهذا المؤتمر الذي هو في حقيقته الشق الاقتصادي لصفقة القرن الأمريكية- الإسرائيلية؛ يطرح السؤال نفسه: هل ستلقى هذه المشاريع قبولاً ونجاحاً اقتصادياً في حال نُفذت حقاً؟.

يجيبنا على هذا السؤال الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم، الذي قال إن فرص نجاح هذه المشاريع ضعيفة، ليس لأنها ناتجة عن مشاركة فلسطينيين في مؤتمر البحرين الذي رفضه الشعب؛ إنما لعدة أسباب لها صلة بجدية المشاريع المطروحة، متسائلا عن وجود خطط فعلية وجاهزة لتطبيقها؟. نصر عبد الكريم مؤتمر البحرين التطبيع مع اسرائيل الدول العربية رولا حسنين الحدث

وأضاف عبد الكريم لــ"الحدث"، أن الأمر يتعلق بالناحية الواقعية، من حيث وجود فرص لتطبيق المشاريع الاقتصادية. مشيراً إلى أن مثل هذه المشاريع طُرحت كأفكار أولية فقط، وتطبيقها يحتاج على الأقل لدراسات جدوى اقتصادية أولية وفحص درجة المخاطرة فيها، لأنه في المحصلة يبحث القائمون عليها الربح فقط، عدا عن أنها تحتاج لوقت طويل في تنفيذها.

وأوضح عبد الكريم، أن معيارا آخر يحكم هذه المشاريع، وهو عدم قبول الفلسطينيين لمثل هذه المشاريع كونها تمهد بشكل حقيقي لتطبيق الشق السياسي من صفقة القرن، قائلاً:  في السابق طرحت هذه المشاريع الاقتصادية في خطط أخرى، لكنها لم تنفذ ولم يكتب لها النجاح.

وشدد على أن نجاحها يتعلق بظروف أمنية وسياسية وموضوعية ليست متوفرة في البيئة الفلسطينية، ما يعني أن هذه المشاريع لن تكون في عجلة الاستثمار في الاقتصاد الفلسطيني  إنما ستفيد الجانب الإسرائيلي. مضيفاً أن مثل هذه المشاريع هي في طابع تطبيعي إقليمي ستسهم في دفع ملف التطبيع مع الاحتلال إلى الأمام.

وشارك في ورشة البحرين الاقتصادية حوالي 15 رجل أعمال فلسطيني بحسب ما أوردت تقارير عربية وإسرائيلية. وعقدت الورشة برعاية أمريكية ومشاركة إسرائيلية غير رسمية، ويشار إليها بأنها الخطوة العملية الأولى في إطار تطبيق صفقة القرن الأمريكية.

ويرفض الفلسطينيون رسميا وشعبيا وفصائليا صفقة القرن، حيث إنها تمنح القدس لإسرائيل عاصمة أبدية، ولا تضمن عودة اللاجئين الفلسطينيين، ولا تشير لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.

 

وكان من بين رجال الأعمال الذين شاركوا في ورشة البحرين، أشرف غانم، من مدينة الخليل، والذي كشفت صور الورشة التطبيعية عن مشاركته فيها إلى جانب مجموعة من رجال الأعمال الذين لم يلتزموا بالقرار الفلسطيني العام الذي رفض هذه الورشة على اعتبارها تطبيعية مع الاحتلال وممهدة لتطبيق صفقة القرن.

ويوم الجمعة المنصرم، اقتحمت الأجهزة الأمنية منزل غانم في منطقة العجوري في الخليل لاعتقاله، ولكنه استطاع الهرب الى حيّ يهودي للاحتماء بالاحتلال، في منطقة يمنع على الأجهزة الأمنية الفلسطينية الوصول اليها بأي شكل من الأشكال.

وقال أشرف غانم في مقابلة أجراها مع صحفي إسرائيلي، إنه تعرض للتهديد من قبل الأجهزة الأمنية وحركة فتح بالقتل في حال شارك بورشة البحرين، ولكنه شارك فيها، ما يعني أن رجال الأعمال الذين شاركوا في الورشة كانوا معروفين لدى الجهات الرسمية، فلماذا لم يتم منعهم من السفر أو اتخاذ اجراءات بحقهم؟.

وأفادت مصادر مطلعة، إن أهالي الخليل تفاجأوا من مشاركة غانم في الورشة التطبيعية، علماً أنه أحد نشطاء الغرفة التجارية والمؤسسات الاقتصادية في الخليل، ولم يكن معروفاً لديهم بأنه على استعداد للتطبيع مع الاحتلال، والتساوق مع صفقة القرن، ما أثار الدهشة لدى المواطنين.

عائلة أشرف غانم لم تصدر أي تعقيب على حادثة هربه للعيش في حيّ يهودي والاحتماء بالاحتلال، وكذلك حول مشاركته في مؤتمر البحرين، فلم يسبق له أن نوّه بمشاركته في الورشة.

علماً أن الذين تم اعتقالهم على خلفية مشاركتهم في ورشة البحرين، جرى الإفراج عنهم، أمثال صالح أبو ميالة.