السبت  20 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

حُكِما بالسجن 35 عاماً وغرامة مليون.. أحمد ابتسم ورفع إشارة النصر وعمر نظر لأمه وأوصاها

أيهم صباح: أنا مش إرهابي

2019-07-11 11:24:15 AM
حُكِما بالسجن 35 عاماً وغرامة مليون.. أحمد ابتسم ورفع إشارة النصر وعمر نظر لأمه وأوصاها
الأسيرين عمر الريماوي وأحمد عبيدة

الحدث - رولا حسنين

يعي الفلسطيني جيداً أنه في حالة حرب دائمة ومعركة مستمرة مع الاحتلال في شتى مجالات الحياة، لذلك فإنه لا يترك الفرصة له للانتصار عليه ولو بالرمز أو ابتكار المواقف التي تعزز من قيمة الشعور الوطني في جوفه، ورغم أن التاريخ الفلسطيني حافل بنماذج فتية آمنوا بقضيتهم وانتصروا على عدوّهم ولكن كل مرة تظل بهجتنا تجاه كل فعل بطولي لهم. هذا تحديداً ما جرى أمس في قاعة محكمة الاحتلال، خلال النطق بالحكم على الأسيرين أحمد عبيدة وعمر الريماوي المشاركين في ما عرفت باسم "عملية رامي ليفي" عام 2016.

وللعلم فإن الأسرى أحمد عبيدة من مخيم الجلزون، وعمر الريماوي وأيهم صباح من رام الله، نفذوا في الثامن عشر من شباط عام 2016 عملية طعن في متجر رامي ليفي قضاء رام الله. نتج عنها مقتل جندي وإصابة مستوطن. وكانت محكمة الاحتلال حكمت قبل شهرين على صباح بالسجن 35 عاماً وغرامة مالية باهظة قدرها مليون وربع المليون شيقل، ليشهد أمس إطلاق ذات الحكم على الأسير الريماوي، فيما حكم على الأسير عبيدة بالسجن 32 عاماً وذات الغرامة المالية.

3 سنوات من مماطلة سلطات الاحتلال في إقرار الحكم على الأسرى الثلاثة كانت بسبب أعمارهم، حيث كانوا يبلغون من العمر 15 عاماً، ما يعني أنهم قاصرون ويمنع إطلاق الأحكام المرتفعة عليهم، ولكن قانون الاحتلال الظالم يبيح استمرار تأجيل المحكمة حتى يبلغ الأسير الفتى سن الـ 18 ليطلق عليه أحكامه الجائرة.

"الحدث" تواصلت مع نعيمة أبو كويك والدة الأسير أحمد عبيدة، والتي تفاجأت بالحكم الذي أصدره الاحتلال على نجلها أحمد، على اعتباره لم ينفذ مع صباح والريماوي العملية، فكان الأمن في المتجر قد أخرجوا أحمد منه بعد الاشتباه به، ولكن الاحتلال يعتمد أن معرفة الشخص مسبقاً بالعملية ومحاولته المشاركة فيها "جرم يجب أن يحاكم عليه".

وأوضحت أن لحظة النطق بالحكم لم تكن سهلة، حيث نظرت إلى أحمد الذي بدأ يضحك ويرفع إشارة النصر لها، في محاولة منه لكسر فرحة أهالي الجندي والمستوطن الذين حضروا المحكمة وبدأوا بتهنئة بعضهم البعض على اعتبار أنهم حققوا انتصارا في القضية، على أشبال سيقضون أعمارهم في سجون الاحتلال. 

يشار إلى أن نعيمة أم لخمسة أبناء و3 فتيات، يعيشون في مخيم الجلزون شمال رام الله. وسبق أن اعتقل الاحتلال نجلها الأسير أحمد، وأمضى 8 أشهر بتهمة المشاركة في المسيرات وإلقاء الحجارة.

أما لانا الريماوي والدة الأسير عمر الريماوي والتي بدت أشد قوة وصلابة، قالت في مطلع مقابلتها مع "الحدث"، إن الحكم على نجلها بالسجن لهذه المدة أهون عليها من أن يكون شهيداً لا تراه، خاصة وأن عمر كان قد أصيب برصاص الاحتلال لحظة اعتقاله ويعاني من وجود رصاصتين في جسده.

وأضافت: الموقف الذي كنت فيه كان صعبا جداً، على الرغم من أنني كنت أتوقع هذا الحكم لابني كما الأسير أيهم صباح، ولكن ظلّ أملنا بالتخفيف منها بحكم أعمارهم القاصرة.

ولا تخفي الريماوي حسرتها على أجمل سنوات عمر نجلها التي سيقضيها في سجون الاحتلال، مشيرة إلى أن نجلها عمر بدا عليه أكثر نضجاً وقوة في الشخصية، عدا عن تغير شكله في هذه السنوات.

وحول ردة فعل عمر تجاه الحكم؛ أشارت لينا الريماوي أن نجلها كان ينظر إليها وكأنه يوجه رسائله بعينيه لعينيها أن لا تحزني، إني عائد إلى حضنك وإن كبرت، ولو بعد حين، وكأنه قد قرأ وصيته لها بلغة العيون، والأم تجيد كل لغات أبنائها.

عمر كان قد مهّد لوالدته في زيارتها الأخيرة له قبل المحكمة بضرورة الصبر وعدم الجزع لقاء أي حكمٍ قد يصدر، ما يعني أنه كان يوصيها بضرورة الثبات خاصة أمام المستوطنين الذين حضروا المحكمة، وأن لا يشعرون بلذة الانتصار عليهم.

يشار إلى أن عمر هو الابن الأكبر لعائلته، وله شقيقان، وقد أتم عامه الثامن عشر قبل شهر في سجون الاحتلال. ومن المفترض أن يجري عملية جراحية بسبب إصابته خلال اعتقاله، ولكن الاحتلال يماطل في تقديم العلاج له.

أما باسم صباح والد الأسير أيهم، فقال لـ "الحدث" إن الاحتلال لم يراعي العُمر في قضية الحكم على نجله ورفاقه، بينما لا نرى أن ثمّة محاسبة للمستوطنين الذين يرتكبون جرائم بشعة بحق الفلسطينيين. 

وأضاف: أيهم عندما وجهت له لائحة الاتهام وقد اشتملت على محاولة قتل مستوطنة، قال للقاضي: نحن الشعب الفلسطيني يحكمنا الدين والأخلاق، نحن استهدفنا في العملية جنود وضباط في جيش الاحتلال، ومن المستحيل أن نقتل امرأة، وأنا لستُ إرهابياً.

وأوضح أن ما دفع نجله للاقدام على تنفيذ عملية طعن، هي جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، وخاصة تجاه الفتيات، الأمر الذي أثار حفيظة أيهم والكثير غيره.

وأشار صباح الى أن نجله كان طالباً متفوقاً ويحصل على المرتبة الأولى في دراسته، واليوم بدأ بتعلم اللغات داخل السجن،وكذلك يعتبر قارئاً نهماً، لأنه بطبيعته يحب المعرفة والعلم، وكذلك لديه علاقات طيبة مع الأسرى كونه ذا طابع اجتماعي مرح. 

يشار الى أن أيهم هو الابن الأكبر لعائلته، ولديه شقيق يصغره بسنوات. 

بدوره قال المحامي أكرم سمارة لـ "الحدث"، إن الاحتلال يعتبر أحمد عبيدة شريكاً كاملاً في عملية الطعن من حيث التخطيط ونيّة المشاركة، الأمر الذي جعل الحكم عليه مقارباً لأحكام عمر وأيهم.