الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مظاهرة فرنسا المليونية ضد الإرهاب شوهها وجود نتنياهو وليبرمان/ بقلم: سامي سرحان

2015-01-13 10:33:53 AM
مظاهرة فرنسا المليونية ضد الإرهاب شوهها وجود نتنياهو وليبرمان/ بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

شهدت باريس مظاهرة غير مسبوقة ضد الإرهاب والتطرف، تجاوز المشاركون فيها كل التوقعات الرسمية وتعدى عددهم المليون متظاهر من مختلف الديانات والثقافات التي يتشكل منها المجتمع الفرنسي.
التظاهرة شارك فيها رؤساء دول وحكومات نحو خمسين دولة واستحقت بحق أن تكون باريس عاصمة العالم يوم الأحد الماضي كما وصفت في ذلك اليوم. المتضامنون ضد الاعتداء على الصحيفة الفرنسية شارلي أبيدو والمشاركون في المظاهرة عبروا عن استنكارهم للإرهاب الذي لا دين له ومن أي جهة كان.
ومن اللافت في "مسيرة الجمهورية" المليونية التواجد الكبير للمسلمين الفرنسيين الذين شددوا في شعاراتهم وأحاديثهم الصحفية على ضرورة عدم الخلط بين الإرهاب والإسلام. وعدم التعامل معهم حسب أصولهم العربية أو الإفريقية أو التركية أو الباكستانية، بل كمواطنين فرنسيين باتوا ضمن النسيج الاجتماعي لفرنسا، لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، كما أي مواطن فرنسي آخر.
ورفضوا أن تظل نظرة الشك في وطنيتهم لصيقة بهم ما يساعد في إفساد العلاقة بين أبناء الوطن الواحد من مختلف الديانات والثقافات، ورفضوا أن يرجع المتورط في حادث عنف أو إرهاب إلى أصله إن كان مسلماً عربياً أو مسلماً إفريقياً أو آسيوياً. والأمر اللافت الآخر هو مشاركة بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته المتطرف أفيغدرو ليبرمان في المسيرة المليونية في باريس ضد الإرهاب إلى جانب عدد كبير من قادة وزعماء العالم ورجال الفكر والفن.
وتصدر نتنياهو الصف الأول وخلفه ليبرمان ما أساء للمعاني السامية للمسيرة. فالاثنان لا تزال أيديهما ملطخة بدماء أطفال غزة في حربهما الأخيرة الصيف الماضي على غزة، وهما وريثان لجرائم وإرهاب دولة إسرائيل منذ نشأتها حتى اليوم. فهل ذاكرة العالم ضعيفة إلى الحد الذي تنسى فيه جرائم إسرائيل وقادة إسرائيل وقادة جيشها وجنوده، وكيف يمكن لهذين القاتلين أن يقفا في صف واحد مع قادة العالم والمشاركين في المسيرة المليونية ضد الإرهاب.
الإرهاب بات ظاهرة كونية وأحد مصادر تغذية الإرهاب والتطرف هي الجرائم الإسرائيلية المتواصلة والممنهجة ضد الشعب الفلسطيني وإنكار حقه في الحياة الحرة الكريمة في دولة مستقلة له في حدود الرابع من حزيران عام 67 وعاصمتها القدس الشرقية.
لقد أكد الرئيس محمود عباس الذي كان بين المشاركين في مسيرة باريس ضد الإرهاب أن استمرار الاحتلال الاسرائيلي وإنكار حقوق الشعب الفلسطيني وعدم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية سيغذي التطرف والإرهاب في العالم.
وفي الأول من نيسان 2015 ستنضم فلسطين عملياً إلى محكمة الجنايات الدولية، ولن يتفاجأ العالم عندما يقف نتنياهو وأفيغدور ليبرمان وعدد آخر من الشخصيات الإسرائيلية أمام محكمة الجنايات الدولية كمجرمي حرب. ولن يجرؤ نتنياهو وليبرمان ومن على شاكلتهما بعد هذا التاريخ على التحرك بحرية في العواصم الأوروبية وسيكونون مطاردين من الإنتربول للإحضار أمام المحكمة الدولية كمجرمي حرب.
الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل منذ تأسيسها وحتى اليوم هي جرائم حرب لا تسقط بالتقادم، ولا تحجب جريمة الحرب التي ارتكبتها إسرائيل ضد غزة الصيف الماضي الجرائم التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في دير ياسين، ولا تحجب تدمير أكثر من 450 قرية ومدينة فلسطينية وتهجير أهلها والاستيلاء على ممتلكاتهم، ولا تحجب مجازر قبية والسموع ونحالين وصبرا وشاتيلا وقانا وقتل المصلين في الحرم الإبراهيمي في الخليل وقنص محمد الدرة وحرق محمد أبو خضير ولا جرائم المستوطنين اليومية، واعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وحرق سياراتهم ومزروعاتهم واقتلاع أشجارهم وتدمير حياتهم.
يقف نتنياهو في الصف الأول إلى جانب الفرنسي أولاند وقبل ساعات من وصوله باريس أطلق تصريحات ممجوجة تخطاها الزمن بدعوته يهود فرنسا إلى ترك فرنسا وتهجيرهم إلى إسرائيل باعتبارها وطنهم، ما أزعج الحكومة الفرنسية التي بادرت إلى القول إن بدونهم لن تكون فرنسا، حاول نتنياهو أن يجير الاعتداء الارهابي لحملته الانتخابية بدعوته لهجرة اليهود وتحويل المسيرة ضد الإرهاب إلى مسيرة ضد اللا سامية.
 لم يكن نتنياهو ولا وزير خارجيته ليبرمان الذي دعا إلى قصف غزة بسلاح نووي بمواقفه الاستفزازية موضع ترحيب المراقبين والمشاهدين والمشاركين في المظاهرة المليونية الحاشدة، ولسان حالهم جميعاً يقول أي مظاهرة ضد الإرهاب هذه يتصدر الصف الأول فيها شخص كنتنياهو وآخر كليبرمان الملطخة أيديهما بدماء الفلسطينيين.