الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الزي الفلسطيني دلالة للمكان والموروث الثقافي

2019-07-28 01:01:19 PM
الزي الفلسطيني دلالة للمكان والموروث الثقافي
ثوب اللد



الحدث - إسراء أبو عيشة 

يعتبر الزي الفلسطيني هوية للمرأة الفلسطينية على الرغم من تطوره على مدار السنين، ويرتبط كل ثوب بالمكان الذي خرج منه حيث يمثل ثقافة معينة لكل منطقة، ويأتي وجود الزي الفلسطيني القديم كدليل واضح على وجود مصانع للقماش والحرير في تلك الحقبة، ولكي يتم إنتاج "زي" يجب أن يكون هناك تكاملا ثقافيا واقتصاديا في تلك المنطقة.

وقال المصور والصاحفي، أسامة سلوادي لـ "الحدث"، إن وجود الثوب واللباس والطعام الفلسطيني هو نتاج عملية ثقافية متكاملة، ويوجد لكل منطقة زيها الخاص الذي يشكل هوية تلك المنطقة، بحيث تعرف المرأة من خلال لباسها من أي منطقة تنحدر، وكذلك إن كانت متزوجة أم لا، فلكل ثوب مكونات تختلف عن الثوب الآخر؛ فمن خلال لون الثوب ونقشة التطريز الذي يحتويه يمكن معرفة من أي منطقة جاء، فإذا مثلا احتوى الثوب على تطريز زهرة يعرف هذا الثوب من أي منطقة لأن هذه الزهرة تنمو في تلك المنطقة، بحيث شكل الثوب هوية للمنطقة وللمرأة نفسها.

وأضاف سلوادي، أن الثوب المطرز بنقشة العنب معروف بأنه ثوب جاء من منطقة حلحول؛ لأن هذه المنطقة تشتهر بالعنب، فلكل ثوب قصة مرتبطة بقضية معينة.

وأشار سلوادي، أن نساء منطقة الشمال الفلسطيني، ثوبهن يختلف عن نساء مناطق الجنوب، ويرتبط ذلك بشكل أساسي بطبيعة العمل، فالمرأة الأقل عملا نجد ثوبها مطرزا أكثر وبشكل كثيف، والألوان أكثر حدة، ويكون الثوب طويلا عند نساء الجنوب، بينما في مناطق الشمال (مرج بن عامر، الجليل) يكون التطريز قليلا وقصيرا بسبب عمل المرأة.

وأوضح سلوادي، أن كلمة إحياء في "إحياء الزي الفلسطيني" هي كلمة خاطئة، لأنها تشير للشيء الميت، والثوب الفلسطيني لم يمت، فهو موجود وبكثرة في الريف الفلسطيني، ويعتبر الثوب الفلسطيني ريفيا لأن المدن الفلسطينية لا يوجد لها أثواب. وأضاف، أن القرى والريف كانت تشكل 80% من المجتمع الفلسطيني وهو الذي كان ينتج الثوب.

وبين سلوادي، بأنه ضد ما يسمى استحداث الثوب والزي الفلسطيني القديم، فمثلا، شعوب أوروبا الشرقية مثل رومانيا وبلغاريا لديهم أثواب وتطريز ما زالوا يحافظون على الشكل التقليدي المعروف به إلى الآن، وكذلك النرويج والسويد وفنلندا جميعهم يملكون الزي الشعبي ولم يحاولوا أن يغيروا فيه، فلماذا يقوم الشعب الفلسطيني باستحداث الثوب والزي التقليدي، وهو الشعب الوحيد المهدد بهويته، فلذلك يجب أن يبقى كما هو، وأضاف، "أما الاستنساخ، فهي عملية استمرار للثوب نفسه، بحيث نقوم بالمحافظة عليه من الضياع.

وقال: ساهمنا في ضياع الثوب الفلسطيني الحقيقي الذي يحمل المعاني التاريخية والحضارية والجتماعية، من خلال الثوب المستحدث بتصاميم جديدة لا تتناسب مع الثقافة الاجتماعية والتاريخ، لأنه لا يشكل نتاج التراث الحضاري والثقافي لفلسطين، إنما هو نتاج غربي قمنا بوضع التطريز الفلسطيني عليه، ولم يعد يشكل الثوب الفلسطيني القديم ولا الثوب الغربي، إنما أصبح يشكل تشويها للمفاهيم الاجتماعية والتراثية والحضارية الفلسطينية، لذلك يجب الحفاظ على الزي الفلسطيني دون العبث فيه.