الأحد  01 حزيران 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

المقاتلة "Su-30" ستكون مخصصة لحماية الساحل الصيني من حاملات الطائرات الأمريكية

2019-09-16 09:35:06 AM
المقاتلة
تعبيرية

 

الحدث- جهاد الدين البدوي

شهدت نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفياتي تصاعد التوتر بين الكتلة الغربية وجمهورية الصين الشعبية، وبالتالي نشأ صراع محتمل بين الولايات المتحدة على وجه الخصوص والصين الشعبية.

 تاريخيا هناك أرضية لنشوء صراع محتمل بين واشنطن وبكين، ففي عام 1999 قامت القوات الأمريكية بقصف السفارة الصينية في يوغوسلافيا، مما تسبب بمقتل 3 صينيين وإصابة 20 آخرين، معظمهم من موظفي السفارة الصينية والمراجعين، بالإضافة إلى التهديدات الأمريكية بالحرب ضد كوريا الشمالية، كلها أدت إلى قيام قيادة جيش التحرير الشعبي لتحرير بالاستعدادات اللازمة للتصدي لإمكانية عمل عسكري أمريكي في شمال شرق آسيا.

 وصلت التوترات إلى ذروتها في أزمة مضيق تايوان الثالثة في الفترة ما بين 1995-1996، والتي تخشى فيها بكين من أن تسعى الحكومة المنحازة للغرب إلى الاستقلال الرسمي عن الصين بدعم من أوروبا والولايات المتحدة، والغرب بدوره يخشى غزوا صينيا على شريكهم في شرق آسيا منذ فترة طويلة.

 عانت القوات الصينية من ضعف شديد وتم تأكيد هذا الضعف عندما أبحرت حاملتا طائرات أمريكيتان، يو إس إس بيلو وود، يو إس إس نيميتز، عبر مضيق تايوان إلى جانب مجموعة بحرية كاملة كمظهر من مظاهر استعراض القوة الأمريكية التي أكدت ضعف جيش التحرير الشعبي. وأجبرت هذا الاستعراض بكين على التراجع - على الأقل مؤقتًا. وفقاً للمجلة العسكرية "ميليتري ووتش".

 استجابة لأزمة مضيق تايوان؛ صعد الجيش الصيني من جهوده لتطوير وتحديث قواته العسكرية وخاصة لتعزيز قدراته العسكرية لقطع الطريق على الأسطول الأمريكي وحماية مصالحه البحرية.

 كان على الجيش الصيني في ذلك الوقت الحصول على معدات عسكرية تمكنه من حفظ أمنه البحري، وكانت أفضل وسيلة لتلبية احتياجاته العسكرية والأمنية هي استيراد مقاتلات روسية من طراز "Su-30"، فحمل الحصول على هذا النوع من المقاتلات وسيلة قوية وفعالة من حيث التكلفة لتعزيز الدفاعات الصينية وتعويض نقاط الضعف الحالية.

مثلت "Su-30" قوة هامة لتوفير قدرة أعلى على المناورة، وأجهزة استشعار أكثر قوة، وإلكترونيات طيران متفوقة، وقدرة فريدة لحماية الساحل الصيني.

على الرغم من حساسيتها من تصدير تكنولوجياتها المتطورة، وقعت روسيا والصين عقد لتوريد مقاتلات "Su-30MKK" بقيمة 1.8 مليار دولار، تم توريد 38 مقاتلة حتى الآن على أن يتم الانتهاء من العقد بتوريد 73 مقاتلة في نهاية المطاف. وهذه المقاتلات متناسبة مع الاحتياجات الصينية الدفاعية.

إلى جانب التفوق الجوي للمقاتلة الأصلية "Su-30"؛ فإن التصميم الجديد للمقاتلة " MKK" جاء لإضافة قدرات استهداف القوات البحرية المعادية، فالجيل الجديد من المقاتلة الروسية جاء بخزانات وقود إضافية وقدرتها على التزود بالوقود جواً، مما يسمح للمقاتلة بالعمل بشكل أفضل ضد أهداف بحرية بعيدة المدى.

بإمكان مستقبلات الإنذار في رادارات "Su-30MKK" توفير معلومات الاستهداف لصاروخ "X-31" المضادة للسفن دون استخدام أنظمة الكشف الأخرى، وبالتالي السماح للمقاتلة باستهداف القطع البحرية بشكل أفضل مع درجة عالية من الأمان.

تصل سرعة صاروخ "X-31" 3 ماخ أي ما يعادل 3672كم/الساعة، ويصل وزن رأسه الحربي إلى 100كغم، وهو ما يشكل تهديداً خطراً للسفن الحربية الأمريكية ضمن مداها القتالي.

منذ أزمة مضيق تايوان نمت قدرات الصيني الدفاعية بشكل كبير، وتمتد الان إلى بحر الصين الجنوبي، تستمر الأنظمة الصينية مثل الصواريخ الباليستية "قاتل الحاملات" DF-21D الذي يبلغ مداه أكثر من 1500كم في تمديد قوة الردع الصينية، في حين أن منصات أخرى مثل YJ-12 المضاد للسفن و HQ-9B الذي تم نشره مؤخرًا في المواقع الأمامية المحصنة في بحر الصين الجنوبي تزيد من تعقيدها العمليات البحرية والجوية بالقرب من الأراضي الصينية.

تختتم المجلة العسكرية بالقول أن المقاتلة "Su-30MKK" المسلحة بصواريخ مضادة للسفن بالإضافة إلى الصواريخ الصينية الباليستية التي اطلق عليها اسم "قاتل حاملات الطائرات" جعلت من السواحل والمياه الصينية من بين أفضل المناطق الآمنة على مستوى العالم.