الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خمسة خيارات عسكرية أمريكية لمواجهة إيران بعد هجمات أرامكو

2019-09-20 10:21:41 AM
خمسة خيارات عسكرية أمريكية لمواجهة إيران بعد هجمات أرامكو

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريراً  للصحفي مارك كانسيان، وتحدث فيه أن هناك خمسة خيارات متاحة قد تلجأ إليها واشنطن للتعامل مع طهران بعد الهجمات التي استهدفت منشأتي نفط لشركة "أرامكو" السعودية.

ويضيف الكاتب أن الخيارات الخمسة تتراوح ما بين تعزيز الإجراءات الدفاعية، وشن غارات جوية موسعة، وقد تم وضع هذه الاحتمالات تحديداً؛ بناءً على إجراءات اتخذها رؤساء أمريكيون سابقون لمواجهة مواقف مماثلة. ويشير كانسيان إلا أنه بالطبع يعمل الدبلوماسيون لإيجاد حل، والرئيس يقول إنه "لا يحب الحرب". ومع ذلك، في مرحلة ما، أعتقد أن إيران سوف تذهب بعيداً، وأن الولايات المتحدة ستشن رداً عسكريًا. وفيما يلي الخيارات الخمسة المتاحة:

تعزيز الدفاعات الجوية حول المدن السعودية والمنشآت النفطية: يرى الكاتب أن هذا الخيار يجنب شن هجوم فوري على إيران، وهو أقل استفزازاً لأطراف الصراع. كما ويؤكد كانسيان أن لدى السعودية قدرات دفاعية واسعة، ولكنها لا تغطي كامل التراب السعودي الكبير، وهذا ما يتطلب المزيد من أنظمة الدفاع الجوي والصاروخي كالباتريوت وبعض الرادارات الإضافية لاعطاء المزيد من التحذير.

وينوه كانسيان بأن المشكلة الأساسية هي أن النظامين "باتريوت" و "هوك" مصممان بشكل جيد للتصدي للطائرات المقاتلة، وبدرجة أقل للتصدي للصواريخ الباليستية، ولكنهما ليسا لاعتراض الطائرات المسيرة والتي تحلق بمسارات مختلفة ومنخفضة، وتكلفة القذيفة الصاروخية مرتفعة جدا، كما وتقوم الولايات المتحدة بتطوير أنظمة للدفاع ضد هذه الأنواع من التهديدات، لكنها ليست جاهزة تمامًا للميدان. إنها فرصة مستقبلية لمبيعات الأسلحة ولكنها لا تساعد في الوقت الحالي.

شن هجوم صاروخي على المنشآت العسكرية الإيرانية: وبموجب هذا الخيار، ستستخدم الولايات المتحدة صواريخها البعيدة المدى تطلق من الطائرات أو سفن البحرية لضرب أهداف عسكرية إيرانية، مثل المطارات والموانئ البحرية. وكثيرا ما فعلت الولايات المتحدة ذلك ضد العراق في ظل حكم صدام وضد تنظيم القاعدة في أفغانستان. واستخدم ترامب نفسه الضربات الصاروخية في عام 2017 لمهاجمة أهداف عسكرية سورية رداً على هجمات بالأسلحة الكيميائية. وهذا هو أيضاً الخيار الذي كان ترامب على ما يبدو على وشك تنفيذه عندما قرر في اللحظة الأخيرة إلغاء تنفيذه بسبب الخسائر الإيرانية المحتملة.

ويرى كانسيان أن لهذا السيناريو جانبين، الجانب الإيجابي هو أن مثل هذه الضربة تبعث برسالة للإيرانيين أن هناك تكلفة باهظة لاستمرار الاستفزازات، دون الدخول في حرب موسعة وطويلة الأمد، علاوة على ذلك، ليس من الواضح أن ضربة واحدة ستغير السلوك الإيراني.

إطلاق الصواريخ والغارات الجوية ضد مجموعة واسعة من الأهداف الإيرانية، بما في ذلك البنية التحتية المدنية: ومن شأن هذه الهجمات أن تتجاوز الهجمات ضد الأهداف العسكرية لتشمل شن هجمات على مرافق القيادة والسيطرة، مثل وزارة الدفاع الإيرانية أو على الأرجح مقر فيلق الحرس الجمهوري الإيراني. كما ستصيب الضربات البنية التحتية المدنية الرئيسة مثل مولدات الكهرباء والجسور وشبكات الاتصالات. والهدف من هذا الخيار هو تهديد القيادة العسكرية والمدنية والضغط على الشعب الإيراني.

القيام بحملة جوية موسعة: ومن شأن الحملة الجوية الموسعة أن تتجاوز ضربة واحدة أو مجموعة من الضربات وقد تدوم لأيام أو حتى لأسابيع. وفي حين أن الضربات في الخيارات السابقة جعلت لإثبات وجهة نظر سياسية، فإن الهدف هنا هو الحد من القدرات العسكرية الإيرانية وإجبار الإيرانيين على التفاوض.

ومثل هذا الخيار يحتم على القيادة الأمريكية استخدام حاملات الطائرات، وبعض القواعد الأرضية، لحاجة واشنطن مجموعة من الأسلحة كطائرات الحرب الالكترونية والاستطلاع وطائرات التزود بالوقود، لذلك يتعين على المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى توفير مثل هذه القواعد.

وقد شنت الولايات المتحدة مثل هذه الحملة الجوية ضد صربيا في عام 1999. واستمر ذلك 79 يوما، أي أطول بكثير مما كان متوقعاً، قبل أن تستسلم صربيا في نهاية المطاف.

ممارسة "الحجر الصحي" على إيران: يجمع هذا الخيار بين العدوان والسلبية، وسيكون عدوانيا لأنه سيهدد الاقتصاد الإيراني؛ وسيكون سلبياً لأن الإيرانيين سيتعين عليهم القيام بالخطوة الأولى، ويتضمن الحجر أيضاً ممارسة حصار الموانئ والسفن الإيرانية، ما من شأنه أن يهدد استقرار النظام الإيراني. لكن هذا يبدو أقل ترجيحًا عندما أصبح جون بولتون من الصقور مستشارًا للأمن القومي. الأمر الذي من شأنه أن يكون أكثر مرونة في ربط الإجراءات بسياسة العقوبات السابقة.

هذا النموذج طبق خلال أزمة الصواريخ الكوبية في عام 1962، حيث أعلنت الولايات المتحدة الحجر الصحي على كوبا. (استخدمت الولايات المتحدة كلمة "الحجر الصحي" لأن الحصار، الذي كان في الواقع، هو عمل من أعمال الحرب بموجب القانون الدولي) ولحسن الحظ، أعاد السوفييت سفنهم إلى الوراء ولم يتحدوا الحصار، مما أتاح للدبلوماسيين الوقت للتوصل إلى تسوية.

وأكد الكاتب أن جميع هذه الخيارات تستدعي مشاركة حلفاء وشركاء من الناتو ودول الخليج، لكن يبدو أن هذه المشاركة غير مرجحة. على الرغم من أن الناتو غير مرتاح للسلوك الإيراني العدواني. إلا أن الناتو يلوم ترامب على الخروج من الاتفاق النووي مع إيران، ومع ذلك تفضل دول الناتو المشاركة بطريقة غير مباشرة عبر تقديم الدعم وتسخير قواعدها العسكرية.

وإلى جانب هذه الخيارات الخمسة، هناك خيارات أكثر عدوانية، مثل الاستيلاء على الجزر الإيرانية في الخليج الفارسي .والولايات المتحدة لديها منذ فترة طويلة خطط لمثل هذه العمليات، لكنها تتجاوز بكثير ما هو محتمل في هذه المرحلة.