السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

هل ستدفع العراق ثمن العملية العسكرية التركية من خلال خلايا داعش؟

2019-10-16 08:55:17 AM
هل ستدفع العراق ثمن العملية العسكرية التركية من خلال خلايا داعش؟
العملية التركية

 

الحدث ـ مادلين الحلبي

رغم أن تركيا كانت قد أعلنت أن الهدف الأساسي من بدء عمليتها العسكرية "نبع السلام" في سوريا هو إقامة منطقة آمنة بعمق 32 كيلومتر على طول الحدود السورية – التركية لإعادة توطين أكثر من 2 مليون لاجئ سوري، إلا أن هذه العملية تطرح العديد من التساؤلات ولعل أهمها فيما يخص الوضع العراقي في عودة الخلايا النائمة من تنظيم داعش إلى الأراضي العراقية، وتأثيرها على العلاقات التركية العراقية.

تشكل مناطق شمال سوريا معقلا أساسيا لمقاتلي داعش والذين يصل عددهم إلى حوالي 12 ألف عنصر مع عوائلهم. وعلى الرغم من تأكيد أردوغان أن الهدف من العملية هو حماية بلاده من الوحدات الكردية والتنظيمات "الإرهابية" مثل حزب العمل الكردستاني الذي في حالة صراع مستمر مع الحكومة التركية منذ 4 عقود؛ إلا أن العملية ستؤثر بشكل واضح على العراق  من خلال إحياء الخلايا الداعشية النائمة، خاصة بعد ما جرى من تفجير لسيارة مفخخة في الحسكة شمال شرق سوريا، بالقرب من سجن لداعش، ليعيد هذا لأذهان الحكومة العراقية سيناريو التفجير الذي استهدف سجن أبي غريب، وفرار أكثر من ألف مقاتل من مقاتلين القاعدة في 2013.

وفي ظل تخوفات الحكومة العراقية المتزامنة مع العملية العسكرية التركية؛ عقد مجلس النواب العراقي يوم 13 أكتوبر الجاري جلسة طارئة لمناقشة تأمين الحدود السورية العراقية، وقد أعطى مجلس الأمن الوطني العراقي أوامر للجيش والحشد الشعبي بتأمين وحماية الحدود.

وقال المحلل السياسي العراقي الناصر دريد لـ"الحدث"، إن "داعش هي مشكلة قائمة قبل بدء عملية نبع السلام، وكان ينبغي حل هذه المشكلة قبل العملية، خاصة وأن داعش أصبحت أكثر جرأة لتنفيذ عمليات إرهابية داخل العراق".

وأضاف أن قسد "قوات سوريا الديمقراطية" هي أحد أهم القوى الممسكة لملف داعش في المنطقة، خاصة وأنها تشكل تحالفا مدعوما غربياً وأمريكيا، مما قد يتيح لها استخدام ورقة داعش كورقة ضغط لدرء "العدوان التركي" عن الأكراد.

أما بشأن العلاقات التركية العراقية فقد أوضح دريد، أنه لا يوجد تأثير واضح لهذه العملية على شكل العلاقات بين البلدين، خاصة وأن العراق تخضع للنفوذ الإيراني بشكل تام خاصة في القرار السياسي.

 وبالتزامن مع بدء العملية، فقد أعلنت إيران بشكل مفاجئ عن انتهاء مناورات للقوات البرية للجيش الإيراني مع الجيش التركي في  منطقة أورومية شمال غربي إيران بالقرب من حدود تركيا، تحت شعار "هدف واحد.. رصاصة واحدة"، مما يدلل على أن هناك تعاونا وترتيبا عسكريا تم بين إيران وتركيا بشأن هذه العملية، في الوقت الذي أعلنت إيران موقفها الرسمي من هذه العملية برفضها "العدوان التركي" على الأراضي السورية، وعلى الرغم من المخاطر التي ستلحق بالأمن الإقليمي للعراق من هذه العملية، فإن الموقف السياسي العراقي تجاه العملية سيتبع للموقف الإيراني دون أي اعتراض.