الجمعة  19 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"انتفاضة الواتس آب" في لبنان من منظور إسرائيلي

2019-10-20 10:17:58 AM
الثورة اللبنانية

 

الحدث ـ محمد بدر

كتب البروفيسور الإسرائيلي يارون فريدمان المختص في شؤون العالم العربي والمحاضر ومدرس اللغة العربية في جامعة حيفا في قسم الشرق الأوسط والدراسات الإسلامية مقالة حول الاحتجاجات في لبنان جاء فيها:

الأزمة الاقتصادية التي دفعت المتظاهرين إلى الخروج لشوارع لبنان في نهاية هذا الأسبوع هي أزمة مزمنة، وتنعكس في سلسلة من الاحتجاجات التي بدأت تظهر في البلاد منذ ما يعرف بـ"الربيع العربي". تعود هذه الاحتجاجات مرة كل بضعة أشهر، ويتغير فقط دافعها الآني مع كل موجة، مرة بسبب أكوام القمامة، ومرة ​​أخرى بسبب رفع الضرائب، أو رواتب المسؤولين والمعلمين ومعاشات الأفراد العسكريين.

لكن الاحتجاج الذي اندلع في نهاية الأسبوع هو الأبرز منذ الحرب الأهلية اللبنانية، وقد أطلق عليه بالفعل اسم ""انتفاضة الواتس آب". (كان المحفز المباشر للاحتجاج هذه المرة هو قرار الحكومة بفرض ضريبة على المكالمات الصوتية في تطبيق واتساب).

 ويأتي هذا الاحتجاج في الوقت الذي يحذر فيه خبراء الاقتصاد من أن لبنان على شفا الانهيار الاقتصادي والإفلاس بسبب ديونها الضخمة، والتي تعد واحدة من أعلى المعدلات في العالم، وتصل إلى حوالي 85 مليار دولار. كما أن معدل البطالة بين الشباب مرتفع، حيث يصل إلى حوالي 36 ٪، فيما أن عدد السكان ينمو بشكل مطرد.

وفرضت الولايات المتحدة عقوبات شديدة على حزب الله في السنوات الأخيرة، وذلك لأن المنظمة تسيطر على مؤسسات الدولة اللبنانية، وهذه العقوبات أضرت بالاقتصاد اللبناني.

قبل شهر تقريبا، صرح فؤاد السنيورة، الذي كان رئيسًا للوزراء خلال حرب لبنان الثانية، بأن لبنان يعاني من مرضين مزمنين: أحدهما الأزمة الاقتصادية الناجمة عن فشل الحكومة في القيام بالإصلاحات الضرورية، والثاني هو الطائفية، حيث يفضل كل مجتمع احتياجاته على الاحتياجات الوطنية للبنان.

الطائفية هي أولاً وقبل كل شيء سمة مرتبطة بحزب الله، الذي يعمل "كدولة داخل البلد" ويشن قتالًا ضد "إسرائيل" على حساب المواطنين اللبنانيين. لقد حولت المنظمة لبنان إلى نقطة مواجهة بين "إسرائيل" وإيران، وهذا يساهم بشكل كبير في تدمير اقتصاد البلد.

في مظاهرات نهاية الأسبوع، يمكن للمرء أن يتخيل أن الخوف يسيطر على المتظاهرين من مهاجمة حزب الله علانية أو مهاجمة مرافق الحزب. في المقابل تمت مهاجمة مكاتب لحركة أمل وطالب المحتجون زعيم الحركة نبيه بري بالاستقالة، لكن ضد حزب الله وإيران لا أحد يجرؤ.

لكن أحد الأدلة على أن الاحتجاج الآن ليس اجتماعيًا فحسب، بل أيضًا ذو طبيعة سياسية، هو أنه جاء بعد أسبوعين من الاحتجاجات في العراق، والتشابه بين الاحتجاجين كبير. كلاهما ضد الفقر والفساد وحقيقة أن الأنظمة في هذه البلدان تخضع للنفوذ الإيراني.

الفرق هو أن هناك معارضة للنفوذ الإيراني في العراق، من قبل أحزاب وازنة وقوية، مثل التيار الصدري، لذلك تجرأ المتظاهرون على انتقاد إيران، بينما في لبنان لا أحد يستطيع أن يفعل ذات الشيء.