الحدث ـ محمد بدر
اعتبرت صحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية أن الرسالة التي أرادتها الولايات المتحدة من الإعلان عن مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي، هي أن واشنطن ما زالت موجودة في الشرق الأوسط.
وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الاغتيال تأتي بعد التحول في ميزان القوى في الشمال السوري بعد انسحاب القوات الأمريكية من هناك، وتعزيز روسيا لمواقفها ومواقعها في المنطقة.
وأضافت الصحيفة: "يمثل تحرك الولايات المتحدة في منطقة إدلب في شمال غرب سوريا إشارة واضحة إلى أن الرئيس ترامب لا ينوي أن ينحرف تمامًا عن المخطط الاستراتيجي الأولي الذي قدمه عند دخول البيت الأبيض، والذي يستند إلى مبدأ الاحتواء والحد من الأعمال العسكرية في الخارج".
صحيفة يديعوت أحرونوت نقلت تصريح اثنين من المسؤولين الأمريكيين لصحيفة نيويورك تايمز بأن المعلومات التي حصلت عليها المخابرات المركزية الأمريكية مصدرها زوجته التي اعتقلت الصيف الماضي، وأن المخابرات العراقية والقوات الكردية ساهمت في الوصول إليه من خلال جواسيس على الأرض.
وفقا للمسؤولين، فإن قرار ترامب بالانسحاب من شمال سوريا والتخلي عن الأكراد كاد أن يعطل العملية، لذلك قرر البنتاغون تنفيذ غارة ليلية خطيرة قبل أن تفقد الولايات المتحدة القدرة على السيطرة على الأرض وتنقطع صلتها بالجواسيس.
وبحسب يديعوت، "كانت العملية مفاجئة لجيران البغدادي، الذين أخبروا وسائل الإعلام أنهم لا يعرفون من هو وأنه قدّم نفسه على أنه مجرد بائع ألبان. قال أحد الجيران، أبو أحمد، إنه في منتصف الليل سمع جنودا يتحدثون لغة أجنبية بالقرب من منزله".
وأخبر أبو أحمد وكالة الأنباء الفرنسية أنه شاهد العملية الأمريكية على بعد أمتار قليلة، والمروحيات التي حطت بالقرب من منزل البغدادي وإطلاق النار. وأضاف أنه أثناء القتال، صرخ على البغدادي شخص باللغة العربية وطالبه بالاستسلام ولكنه رفض.
وقال أبو أحمد: "كنا ندعوه إلى منزلنا، وكان يرفض ذلك وحاولنا بناء علاقات جيدة معه لكنه كان يتهرب".
وقال جار آخر له، إنه عاش على بعد نصف ميل من منزله، وقد زوده بالإنترنت، وزاره كثيرًا لحل مشاكله في تصفح الإنترنت، وأنه التقاه قبل عامين وكان يتخفى بهيئة بائع ألبان.