الجمعة  26 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

روسيا تعتزم نشر أسلحة متطورة لا تمتلكها أي دولة أخرى

2019-11-10 08:37:19 AM
روسيا تعتزم نشر أسلحة متطورة لا تمتلكها أي دولة أخرى
طائرة

 

الحدث - جهاد الدين البدوي 

نشرت صحيفة "نيوزويك" الأمريكية، تقريراً للكاتب توم أوكونور يتحدث فيه أن روسيا تستعد لنشر أسلحة متطورة لا يوجد مثيل لها في العالم.

وأشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بالإنجازات العسكرية الأخيرة لبلاده، بما في ذلك تطوير الأسلحة الحديثة التي أعلن عنها الجيش الروسي مؤخراً.

وخلال كلمة ألقاها في حفل توزيع الجوائز يوم الأربعاء الماضي على الضباط والمدعين العامين في الكرملين، قدم بوتين تهنئته لمن قدم إنجازات "حاسمة للدولة". وأضاف، أن من بين المهام بالغة الأهمية "حماية روسيا ومواطنينا بشكل موثوق من التهديدات الخارجية والمحلية، والتنبؤ بوضوح للمخاطر والتحديات المحتملة وتحسين أدائهم بشكل تدريجي ومتسق".

وقال بوتين: "أولويتكم الرئيسية هي تطوير القوات المسلحة الروسية، لقد أثبت جيشنا وقواتنا البحرية استعداهما الشديد، ومع ذلك نعتزم بناء قدرات دفاعية ونشر أسلحة متطورة فرط صوتية وأسلحة الليزر وغيرها من الأسلحة المتطورة التي لا تمتلكها أي دولة أخرى".

وأضاف: "لكن هذا ليس سبباً لتهديد أحد، وعلى العكس من ذلك، نحن على استعداد لبذل قصارى جهدنا لتعزيز عملية نزع السلاح بمساعدة هذه الأسلحة الجديدة التي تم إنشاؤها حصراً لضمان أمننا في مواجهة التهديدات المتزايدة لبلدنا".

 وأوضح الكاتب أوكونور، أنه لطالما اتهمت روسيا والولايات المتحدة بعضهما  البعض بتعريض الأمن العالمي للخطر من خلال السعي للحصول على أسلحة أكثر تقدماً بقدرات تدميرية أكبر. وتمكنت كل من موسكو وواشنطن من التغلب على عدائهما بالتوقيع على اتفاقية تاريخية للحد من الأسلحة النووية خلال الحرب الباردة، ولكن هذه الاتفاقيات سرعان ما بدأت بالانهيار مع عودة حالة التنافس فيما بينهما في القرن الحادي والعشرين.

تركت الولايات المتحدة لأول مرة معاهدة الحد من الصواريخ  الباليستية عام 2002، مما مهد الطريق أمام البنتاغون لتثبيت الصواريخ الاعتراضية في جميع أنحاء العالم، في خطوة اعتبرها الرئيس بوتين تقويضاً للأمن الروسي. وفي مقابلة مع قناة "MSNBC" بعد فترة وجيزة من تقديم الزعيم الروسي مجموعة من الأسلحة الفتاكة في مارس من العام الماضي؛ استذكر خروج الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ الباليستية لعام 1972، وقال إن سباق التسلح بدأ في تلك اللحظة بالذات.

وتضمنت هذه الترسانة الروسية الجديدة، الصاروخ العابر للقارات من طراز "RS-28 Sarmat" بالإضافة إلى الرؤوس النووية من فئة "أفانغارد" الفرط صوتية، والتي يزعم أنها قادرة على التحليق بسرعة تصل إلى 20 ماخ، بالإضافة إلى صاروخ "تسيركون" وصواريخ بحرية تسير بسرعة فرط صوتية.

ويضيف الكاتب: بجانب كل هذه الأسلحة يوجد غواصة مسيرة من طراز "بوسيدون" بالإضافة إلى صاروخ كروز الذي يعمل بالطاقة النووية من طراز "9M730 Burevestnik" ونظام الليزر "بيريسفيت" الذي لا يقهر ضد الدفاعات الرائدة المستقبلية. وفي المقابل قامت الصين بتطوير مثل هذه القدرات، وهو ما جعل الولايات المتحدة تأخذ موقفاً استباقياً متزايداً في هذا المجال.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، العقيد روبرت كارفر في مقابلة مع صحيفة "نيوزويك": "على الرغم من أن الولايات المتحدة كانت رائدة في دراسة الأنظمة الأسرع من الصوت لعقود مضت، فنحن لم نهدف إلى استخدام التكنولوجيا الأسرع من الصوت كسلاح. أولئك الذين يطمحون أن يصبحوا أعداءنا، قرروا تحويل هذه التكنولوجيا إلى سلاح، وهذا خلق عدم تناسق في القدرات القتالية، ونحن يجب أن نتغلب عليه".

 وأشار كارفر إلى أن: "نشر أسلحة تفوق سرعتها سرعة الصوت هو أعلى أولوية تقنية وبحثية للولايات المتحدة". وأضاف: "نحن نواصل القيام بهذا العمل حتى لا يكون هناك أي شكوك في قدرتنا على الحفاظ على الهيمنة في المعارك المستقبلية في جميع مسارح العمليات".

وسط تفاقم انعدام الثقة بين الولايات المتحدة وروسيا؛ انهارت معاهدة أخرى منذ عقود بين القوتين الرئيسيتين هذا العام، فقد حظرت معاهدة عدم انتشار الصواريخ النووية متوسطة المدى الصواريخ التي تطلق من الأرض على مدى يتراوح بين 310-3420 ميلاً، ولكن الولايات المتحدة ادعت أن صاروخ كروز الروسي الجديد من طراز "99M72" انتهك معاهدة الحد من انتشار الصواريخ متوسطة المدى، واتهمت موسكو واشنطن بتركيب قاذفات متوسطة المدى قادرة على منظومة "أيجس آشور" الموجودة في أوروبا الشرقية.

وفي نهاية المطاف تركت الولايات المتحدة الاتفاقية في أغسطس الماضي، وبعد أسابيع قليلة اختبرت صاروخا من طراز "INF-busting" من نفس أنظمة الإطلاق العمودية Mark-41 المستخدمة في نظام "أيجيس آشور" ولكن أعيد تشكيلها كبديل عن صاروخ توماهوك الهجومي، واتهمت كل من روسيا والصين الولايات المتحدة بمحاولة إثارة سباق تسلح جديد.

وقد صرح الرئيس دونالد ترامب بأن إدارته تنظر إلى اتفاق جديد مع روسيا والصين، وأن كلاهما يرغبان في القيام بذلك، خاصة أننا نتحدث عن الأسلحة النووية، في حين أيدت موسكو اتفاقا جديدا، ولكن بكين رفضت تصريحات ترامب.

وقد صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية كنغ شوانغ فى مؤتمر صحفي: "أن موقف الصين واضح للغاية، وأن فرضية وأساس المفاوضات الثلاثية للحد من التسليح غير موجودة على الإطلاق، ولن تكون الصين جزءا من ذلك، وكما قلنا تحاول الولايات المتحدة جر الصين عندما يتعلق الأمر بهذه القضية. نتساءل عما إذا كانت تريد الولايات المتحدة رفع ترسانة الصين النووية إلى مستواها أو خفض أسلحتها النووية إلى مستوى الصين؟".

وينوه الكاتب بأن الولايات المتحدة وروسيا تمتلكان معظم الأسلحة النووية في العالم، بيد أن مخزوناتها مقيدة باتفاق ثالث لمنع انتشار الأسلحة النووية، وهي معاهدة تخفيض الأسلحة الاستراتيجية الجديدة، وكان من المقرر أن تنتهي المعاهدة في عام 2021، ولكن الجانبين فشلا حتى الآن في الوصول إلى طاولة المفاوضات، مما يمهد الطريق أمام أول إنتاج نووي غير مقيد منذ أجيال.