الثلاثاء  07 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الولايات المتحدة تدفع ثمنا مؤلما للهيمنة على العالم

لماذا لم تكن كافية الـ 700 مليار دولار للإنفاق العسكري الأمريكي؟

2019-11-23 02:14:21 PM
الولايات المتحدة تدفع ثمنا مؤلما للهيمنة على العالم
الجيش الأمريكي

 

الحدث - جهاد الدين البدوي 

نشرت صحيفة "سوهو" الصينية مقالاً تحدثت فيه أن الولايات المتحدة تنفق سنوياً نحو 700 مليار دولار على جيشها الذي يعتبر القوة الأولى عالمياً، ومع ذلك ووفقاً للصحيفة، لا تزال واشنطن تبكي بشكل سيء مدعية أن الانفاق العسكري البالغ 700 مليار دولار لا يكفي.

 تتساءل الصحيفة الصينية عن السبب الذي يجعل الـ 700 مليار دولار غير كافية للإنفاق على الجيش الأمريكي، وفي هذا الصدد يقول أحد الألوية الصينية: "نظراً لأن الجيش الأمريكي وقع في حفرة لا نهاية لها، فإن هذا الثمن المؤلم الذي دفعته الولايات المتحدة لتحقيق طموحها في السيطرة على العالم".

وتوضح الصحيفة الصينية أنه في حال سحبت الولايات المتحدة قواتها المنتشرة من جميع أنحاء العالم، ناهيك عن الـ 700 مليار دولار؛ ستكون 100 مليار دولار كافية للجيش الأمريكي لعدة سنوات.

تضيف الصحيفة أن المناطق في جنوب الولايات المتحدة المحاذية للمكسيك، إلى الشمال، بالإضافة إلى الاسكا لا تتطلب الكثير من القوات للتمركز، ولكن بمجرد أن تعود القوات الأمريكية إلى أراضيها، هذا يعني أن الاستراتيجية الأمريكية العالمية قد فشلت.

وترى الصحيفة الصينية أن الولايات المتحدة لا تستطيع إعادة جيشها إلى الوطن، لأنه من المستحيل تماماً أن تحتفظ بمركزها العسكري الأول على العالم، وهو السبب الأساسي لضمان الهيمنة والحصول على عائدات اقتصادية كبيرة من العديد من دول العالم، لذلك وبغض النظر يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على موقعها كأقوى جيش في العالم لضمان بقاء النظام الاقتصادي الأمريكي مستقراً، وإلا فإنه بمجرد أن يبدأ الجيش الأمريكي بالتراجع، سيصبح وضع البلاد غير مستقر.

ونقلت الصيحفة تقريراً عن مركز أبحاث أمريكي يفيد بأنه يجب على الولايات المتحدة أن تستمر في توسعها من أجل ضمان بقاء قوة كافية لمواصلة الحفاظ على استراتيجيتها العالمية، والأهم من ذلك؛ يجب القضاء على مجموعة المعدات المستخدمة أو اجبارها على التقاعد، بغض النظر عن الوجود الواسع لمقاتلات الجيل الخامس من طراز "F-35"، ونشر العديد من الغواصات النووية الحديثة من طراز فرجينيا وكولومبيا، ناهيك عن حاملات الطائرات الحديثة من طراز فورد، وهي مثال قوي علىتحديث الجيش الأمريكي لمعداته العسكرية.

تتساءل الصحيفة الصينية عن المعنى من التخلص التدريجي من المعدات القديمة وتحديث وتطوير معدات ضخمة ونشرها على نطاق واسع؟ وترى الصحيفة أن هذا يعني أن الانفاق العسكري الأمريكي يتم استهلاكه بسرعة "كمن يلقي به في النار" إلى جانب سلسلة الحروب العسكرية التي قامت بها الولايات المتحدة في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة، إضافة على العمليات العسكرية في سوريا،ـ ونشر قوتها بالقرب من روسيا، ناهيك عن نشر الدرع الصاروخي في أوروبا، وتطوير وإنتاج الصواريخ متوسطة المدى وأخيراً تكاليف الصيانة واصلاح المعدات الثقلية، كل هذا يعني أن الانفاق العسكري الأمريكي البالغ 700 مليار دولار لا تكفي بالتأكيد.

تختتم الصحيفة الصينية بالقول: ليس لدى الولايات المتحدة خيار سوى الإبقاء على هيمنتها العسكرية العالمية، وهذا يعني أن مجموعة الطرق والوسائل التي تتيح للولايات المتحدة الحصول على الموارد العالمية ستتضرر وربما ستختفي مع الوقت، لذلك حتى لو كان على الولايات المتحدة أن تدفع ثمن فتح حفرة بلا نهاية في خزينتها الوطنية، فمن الضروري أيضاً أن تحافظ على هيمنتها العالمية، وإلا فإن المشكلات التي ستواجه واشنطن لن تكون فقط جديدة وعالية من حيث انفاقها العسكري، ولكنها ستواجه مشكلة خطيرة للغاية في نظامها الاقتصادي بأكمله.