السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما مدى فاعلية الاغتيالات التي تنفذها المخابرات الإسرائيلية؟

2019-11-24 00:00:00 AM
ما مدى فاعلية الاغتيالات التي تنفذها المخابرات الإسرائيلية؟
تعبيرية

 

الحدث ـ محمد بدر

نشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا للمراسل العسكري الإسرائيلي ألون بن ديفيد حول سياسة الاغتيالات التي تنتهجها "إسرائيل" بحق المقاومين الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وحول العالم.

وجاء في التقرير، أنه خلال الأيام الماضية، انضم القيادي في الجهاد الإسلامي بهاء أبو العطا إلى قائمة لا حصر لها من المقاومين الذين قتلتهم "إسرائيل"، حيث إن مقابر غزة والضفة تمتلئ بالمئات ممن قامت "إسرائيل" بتصفيتهم. 

وأضاف التقرير: "لقد عملت الدول دائمًا على القضاء على الأفراد الذين يُنظر إليهم على أنهم يشكلون تهديدا جديا. لكن إسرائيل اعتمدت الاغتيالات كسياسة منذ أن أرسلت رئيسة الوزراء غولدا مائير الموساد لاغتيال المسؤولين عن عملية ميونيخ".

وأشار التقرير إلى أن "إسرائيل" اختارت اسما جديدا لعمليات الاغتيال وهو "الإحباط الدقيق للإرهاب" أو "الاستهداف الدقيق"، وذلك لأن الاغتيال أصبح عقيدة عمل لدى الأذرع الاستخباراتية والعسكرية الإسرائيلية.

وتساءل كاتب التقرير: "لكن ما مدى فعالية هذه الطريقة؟ هل هو الحد من المقاومة أم أنه مجرد انتقام؟ هل قرار القضاء على شخص ينبع من الرغبة في منع أنشطته من الاستمرار، أم الرغبة في إغلاق حساب معه على عمليات قام بها في الماضي؟". مجيبا أنه أجرى مئات المقابلات مع أشخاص نفذوا بالفعل عمليات اغتيال وآخرين أشرفوا عليها وأنه أجاب على هذه الأسئلة في تقارير مفصلة.

وأضاف: "إسرائيل هي الدولة الوحيدة في الغرب التي يستطيع فيها رئيس الوزراء أن يأمر بإعدام شخص ما، دون إلزامه باستشارة هيئة أخرى للموافقة على القرار. حتى بعد التنفيذ، لا تخضع عمليات الاغتيال للمساءلة من قبل أي هيئة رسمية في الدولة".

وكشف أن قرار اغتيال أبو العطا اتخذ من قبل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في سبتمبر الماضي، بعد إطلاقه لعدد من الصواريخ على عسقلان وأسدود، حيث كان الأخير يشارك في مؤتمر انتخابي لحزب الليكود، لكن الجيش رفض التنفيذ دون الرجوع لمجلس الوزراء، حينها أوقف المستشار القضائي للحكومة عملية الاغتيال لأسباب تتعلق بالحالة الإسرائيلية الداخلية.

ويؤكد المراسل العسكري بن ديفيد، بأنه لم يكن هناك خلاف داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية على مسألة اغتيال أبو العطا، لأنهم يعتقدون أنه شخص بلا بديل له، وشخصيته ومهاراته لا يمكن أن تتكرر، ومن أقرب الأمثلة على ذلك القائد العسكري السابق لحزب الله الشهيد عماد مغنية الذي اغتالته "إسرائيل" عام 2008.

وفقا للتقرير، "فقد عيّن حزب الله ثلاثة أشخاص لملء الفراغ الذي تركه مغنية، وفشل الثلاثة في ملء الفراغ. المثال الآخر هو اغتيال مؤسس حركة الجهاد الإسلامي فتحي الشقاقي في مالطا عام 1995 حيث واجهت الحركة صعوبة للتعافي من الفراغ الناشئ".

لكن وبحسب التقرير: "في المقابل، أدى اغتيال قائد حزب الله السابق عباس الموسوي عام 1992 في لبنان إلى هجمات انتقامية أودت بحياة أكثر من مائة جندي. لم يكن أحد يتوقع أن يحل محل موسوي شخصية حسن نصر الله الكاريزماتية، التي حولت حزب الله من منظمة صغيرة إلى جيش له دولة".

ويزعم التقرير: "لأنه من الصعب التنبؤ مسبقاً بالنتائج المترتبة على عملية الاغتيال على المدى الطويل. يتم تنفيذ الغالبية العظمى من العمليات ضد القنابل الموقوتة الحقيقية، مثل أبو العطا أو المهندس يحيى عياش، بمعنى آخر ضد الأشخاص الذين تشكل حياتهم خطراً جادًا وفوريًا".

وختم المراسل العسكري ألون بن ديفيد تقريره قائلا: "قاسم سليماني، قائد قوة قدس الإيرانية، ينتمي إلى الفئة التي تنظر إليها إسرائيل على أنها بلا بديل، خاصة وأنه الشخصية الأهم أمنيا في الشرق الأوسط ولديه أذرعه في العراق وسوريا واليمن وغزة، وهو تهديد يتعين على إسرائيل إزالته".