الخميس  28 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية غياب للأصوات النسائية ومسوغات حققت الإبداع

والأصالة وتطوير المعرفة

2019-11-27 06:02:33 AM
جوائز فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية غياب للأصوات النسائية ومسوغات حققت الإبداع
خلال الإعلان عن الجائزة

 

 الحدث – توفيق العيسى

أحد عشر مبدعا حازوا على جوائز دولة فلسطين للآداب والفنون والعلوم الإنسانية، والتي أعلن عنها قبل عدة أيام في مؤتمر صحفي لوزارة الثقافة الفلسطينية في مقرها بمدينة رام الله، بحضور وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف ورئيس لجنة الجائزة الدكتور أحمد حرب وعدد من أعضاء اللجنة والكتاب والأدباء الفنانين.

أحد عشر كوكبا وغياب الصوت النسائي

أحد عشر مبدعا من أصل 121 تنافسوا على هذه الجوائز، وكان المسوغ لمنحهم الجوائز تحقق شروط الإبداع والأصالة وتطوير المعرفة كما جاء في خطابي وزير الثقافة الدكتور عاطف أبو سيف ورئيس لجنة الجائزة الدكتور أحمد حرب، فيما غابت عن الجوائز الأسماء النسائية، حيث لم تحظَ أي من المتقدمات للجائزة بفرصة الفوز ودون تعليق من أي جهة حول هذه المسألة.

وزعت الجوائز على خمسة مجالات شملت، عن مجمل الأعمال، والتي حصل عليها كل من الشاعر عزالدين مناصرة والروائي رشاد أبو شاور والدكتور فهمي جدعان.

جائزة الآداب والتي فاز بها كل من الروائي والقصصي محمود شقير عن مجموعته القصصية "سقوف الرغبة" والروائي أكرم مسلم عن روايته "بنت من شاتيلا".

أكرم مسلم خلال توقيع روايته- بنت من اشاتيلا

أما جائزة الفنون، حصل عليها كل من الفنان خالد حوراني والفنان عبد عابدي.

عبد العابدي

وجائزة الدراسات الاجتماعية والعلوم الإنسانية كانت من نصيب الدكتور نبيه القاسم والدكتور محمد بكر البوجي.

وجائزة المبدعين الشباب لكل من الفنان ثائر العزة عن فيلمه "دلة قهوة"، والشاعر عبدالله بكر عن ديوانه "الحديقة داخل البيت".

عن الجائزة

وتعليقا على منح جوائز دولة فلسطين، عبر الإعلامي عماد الأصفر عن سعادته بمنح هذه الجوائز لمن يستحقها، قائلا: "أكثر ما يسعدني في وضعنا على الأقل هنا في رام الله هو هذا العدد الكبير للفعاليات الثقافية المتنوعة، هذا يعطيني أملا كبيرا بالمستقبل، صحيح أن الحضور عادة قليل ولكنه نوعي، ورغم ذلك فإن عدد الفعاليات التي تشهدها رام الله ربما يفوق عدد ما تشهده عواصم عربية كبرى، وجوائز فلسطين واحدة من أسباب هذا السرور، فمن فازوا بها مستحقون لها وعن جدارة، سعيد جدا بهم كلهم".

أما الفنان خالد حوراني والحائز على جائزة الفنون، عبر عن سعادته بهذا الفوز إلى جانب الفنان عبد عابدي صاحب  تمثال "يوم الأرض" وقال: "أن يفوز الإنسان في بلاده ومن قبل شعبه شيء عزيز ومهم جدا، أكثر من أي فوز آخر". وأضاف: "هذه الجائزة تشعرني بالمسؤولية التي أتمنى أن أكون بمستوى مسؤوليتها، كما أعتز بكوكبة الزملاء والمبدعين الفائزين".

خالد الحوراني

أما الروائي أكرم مسلم فقد كتب على صفحته عن فوز روايته  "بنت من شاتيلا"، قائلا: "فازت رواية بنت من شاتيلا بجائزة الدولة التقديرية، فرع الآداب، لا يوجد الكثير من الأسباب كي يهنئ الكاتب الفلسطيني نفسه، فهو يكتب عن مكان ينسحب تدريجيا من تحت قلمه، وعن شخوص يفقأ الرصاص عيونهم على الهواء مباشرة، وعن زمن يحشره العدو في زجاجات".

وعبر مسلم عن سعادته بالفوز إلى جانب  الكاتب الكبير محمود شقير والفائزين بباقي فروع الجائزة، كل باسمه.

مسوغات منح الجوائز

وعن مسوغات منح الجوائز، فصل بيان لجنة الجائزة المسوغات كالتالي:

أولا: جائزة فلسطين التقديرية عن مجمل الأعمال

الأستاذ رشاد أبو شاور

 الكاتب والروائي رشاد أبو شاور (المولود في ذكرين/ قضاء الخليل في العام 1942)، هو أحد أبرز الكتاب والروائيين الفلسطينيين الذين رافقوا الثورة الفلسطينية من بداياتها الأولى، وعايشوا انتصاراتها في مراحل الأمل والنكوص، وجعلوا من صيرورتها مصدراً للإبداع والثقافة المقاومة، وهو بذلك يرقى إلى مصاف الكتاب الذين تركوا بصمات واضحة على أدب المقاومة والثقافة الوطنية الفلسطينية بشكل عام. وقد أثمرت هذه التجربة الغنية في صفوف الثورة ومنظمة التحرير الفلسطينية العديد من الروايات والمجموعات القصصية والكتابات النثرية والمقالات السياسية والثقافية، وقد اعتبرت روايته "العشاق" (1977) من بين أهم مئة رواية في العالم العربي، وحاز على جائزة (محمود سيف الدين الإيراني) المرموقة للقصة القصيرة. بالإضافة إلى ترجمة بعض أعماله إلى لغات أجنبية وإدراجها في أنطولوجيا الأدب الفلسطيني. رشاد أبو شاور صاحب فكر وقلم يكرسهما لخدمة القضية الفلسطينية سياسياً وإنسانياً وثقافياً من خلال كتاباته ومقابلاته وعلاقاته الواسعة عربياً ودولياً ما يجعله واسع التأثير ومتواصل العطاء في هذا المضمار.

رشاد أبو شاور

الدكتور عز الدّين المناصرة

عز الدّين المناصرة: علمٌ كبير من أعلام الثّقافة الفلسطينيّة، ولد في بلدة بني نعيم– الخليل في العام 1946 وحاصل على شهادة الدكتوراه في الأدب المقارن من جامعة صوفيا 1981، وهو شاعر كبير وناقد بارز وباحث متميّز، ومن روّاد حركة الشّعر العربيّ الحديث، ومن أبرز شعراء المقاومة. لقصيدة المناصرة نكهة فلسطينيّة خاصّة وقد فجّر فيها الشّكل الشّعريّ قديمه وحديثه وغامر في التّجريب معتمدًا على الموروث العربيّ والفلسطينيّ وعلى الشّعر الرّعويّ الكنعانيّ وعلى ثقافته الواسعة، وبرز ذلك في مجموعاته الشّعريّة منذ "يا عنب الخليل" و "الخروج من البحر الميّت" مرورًا بـ قمر جرش كان حزينًا، بالأخضر كفّناه، جفرا، كنعانياذا، رعويّات كنعانيّة ولا أثق بطائر الوقواق. للمناصرة دراسات هامّة ورائدة في النّقد المقارن وفي الفنّ التّشكيليّ الفلسطينيّ وفي السّينما الصّهيونيّة، كما حقّق ديوان الشّاعر عبد الرحيم محمود وقدّم له مقدمةً علميةً. رسّخ المناصرة في أعماله الأدبيّة الوعي الوطنيّ الثّوريّ والذّوق الأدبيّ الفنيّ الرّفيع عند القارئ العربيّ.

عز الدين المناصرة

الدكتور فهمي جدعان

فهمي جدعان: يعد الأستاذ الدكتور فهمي جدعان، المولود في عين غزال/ فلسطين عام 1940، والحاصل على الدكتوراه في الفلسفة وعلم الكلام من جامعة السوربون عام 1968، واحدًا من أهمّ المفكّرين العرب المعاصرين الّذين اشتغلوا على التراث العربيّ، وأضاؤوا على ما هو حيّ فيه وصالح للاستخدام في بناء المستقبل، وقد قدّم عددًا من الأعمال الفكريّة المهمّة في هذا الشأن، منها كتابه الفذّ (أسس التقدّم عند مفكّري الإسلام في العالم العربيّ الحديث)، وكتابه (المحنة: بحث في جدليّة الدينيّ والسياسيّ في الإسلام)، وكتبه (المقدّس والحريّة)، و(الطريق إلى المستقبل)، و(الماضي في الحاضر)، و(رياح العصر)، و(في الخلاص النهائيّ)، و(خارج السرب). ولم يقتصر اهتمامه على التراث الفكريّ، بل امتدّ إلى الفكر النقدي والفكر اليوميّ وفكر الحداثة وما بعد الحداثة، لأنّ هاجسه المركزيّ في كلّ مشاغله الفكريّة كان هاجسًا نهضويًّا يعنى باسترداد الذات الجمعيّة من غيبوبتها وإعادتها ثانية إلى طريق المستقبل، والبحث عمّا يسمّيه (الإنسان التكامليّ، التواصليّ، الرحيم) في مجابهة الوضع الإنسانيّ البائس على الأرض. وقد كان لنتاجه الفكري التنويري تأثير كبير في العالمين العربي والإسلامي لما أحدثه من جدل واسع ما بين التقليد والحداثة.

فهمي الجدعان

 ثانيا: جائزة فلسطين للآداب

 الأستاذ أكرم مسلم

روائي وكاتب من مواليد بلدة تلفيت/ نابلس في العام 1971، يتميز في رواياته بشكل عام بوعي نقدي روائي يجعله في حالة البحث الدائم لتطوير أدواته السردية ومواكبة ما هو حديث في الفن الروائي. ورواية "بنت من شاتيلا"، إضافة نوعية للرواية الفلسطينية؛ إذ تعكس قمة الوعي الفني الروائي لدى الكاتب الذي يتجلى في التوظيف السلس والمتناسق لمستويات السرد مع جمال اللغة والبنية الفنية المرتكزة على الإيحاءات المتبادلة في العلاقة بين الشكل والموضوع "للموتيفات" الموسيقية. كل ذلك في نسيج روائي أشبه بلوحة فنية متكاملة الدلالات والظلال، الأمر الذي يتطابق مع ما سعت إليه رواية "بنت من شاتيلا" من تحويل جريمة صبرا وشاتيلا، الحدث المفجع، إلى مسؤولية ثقافية وأخلاقية وإنسانية تسهم في إعادة النظر في الكيفية التي يصاغ فيها الخطاب الفلسطيني عن المجزرة لجعله أكثر تأثيراً سياسياً وإنسانياً.

الأستاذ محمود شقير

 الأديب محمود شقير المولود في جبل المكبر/القدس عام 1941، تخرج في جامعة دمشق عام 1965 ليسانس فلسفة واجتماع. صدر له خمسون كتابا في مختلف الأصناف الأدبية، واعترف في سيرته الأدبية أن الكتابة مصدر قوته الوحيد. اختير محمود شقير ضمن قائمة الشرف لأفضل مائة كاتب لليافعين في العالم، وذلك تقديرا لكتاباته وأعماله الإبداعية في مجالات القصة والرواية وأدب الأطفال، ونال جائزة محمود سيف الدين الإيراني، وجائزة محمود درويش، ووصلت روايته "مديح لنساء العائلة" ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية في دورة 2016. وعلل اللجوء إلى كتابة القصة القصيرة جدا أنها لا تحتاج إلى مكان مفصل وبدأها حين كان يعيش في المنفى بعيدا عن مكانه الأول القدس. والمجموعة القصصية "سقوف الرغبة" تضم 126 قصة قصيرة جدا تدور أحداثها بين الحلم والواقع وتسكنها الأحداث اليومية ومكانها القدس وضواحيها، ويبرز فيها محاولاته المتجددة لكتابة قصة قصيرة  جدا مجردة من الزوائد ومنتمية إلى عالم شاعري وقصصي واحد ما فتىء الكاتب يشتغل عليه دون توقف.

محمود شقير

 ثالثا : جائزة فلسطين للدراسات الاجتماعية والعلوم الإنسانية

الدكتور محمد بكر البوجي

 منح الأستاذ الدكتور محمد بكر محمود البوجي المولود في مخيم الشاطئ/غزة في العام 1953، أستاذ الأدب العربي والفكر بجامعة الأزهر جائزة فلسطين للعلوم الإنسانية والاجتماعية للعام 2019 عن عمله الموسوعي "في التراث الفلسطيني: نفحات جذور شعبية"، نتاج ثلاثة كتب في التراث الشعبي الفلسطيني تبحث في أصول المثل والحكاية والأغنية الشعبية في فلسطين قبل النكبة من خلال منهج مميز في الجمع والتصنيف والدراسة التحليلية، وتهدف إلى إبراز أهمية التراث الشعبي في تجسيد الهوية الوطنية والثقافية للشعب الفلسطيني وتمتينها في مواجهة سياسات التنكر والسرقة والطمس التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي. الموسوعة إضافة نوعية وكيفية لمجمل الكتب والدراسات في حقل التراث الشعبي الفلسطيني.

محمد البوجي

الدكتور نبيه القاسم

المولود في قرية الرّامة في الجليل في العام 1945، يعد من أهمّ النّقاد الفلسطينيّين وقد رصد في كتبه وأبحاثه النّتاج الأدبيّ الفلسطينيّ قصّةً وروايّةً وقصيدة في خلال العقود السّبعة الأخيرة، مبرزًا الاهتمام بالهويّة العربيّة الفلسطينيّة والمحافظة على المكان جغرافيّا واسمًا. منحت له هذه الجائزة عن كتابه الهام "رحلة مع غوايات الإبداع-دراسات في الرّواية الفلسطينيّة"، حيث تناول فيه روايات عديدة تتميّز بالطّرح الجديد لقضايا كبيرة شغلت الإنسان الفلسطينيّ في العقود الثّلاثة الأخيرة مبرزًا الأثر الجغرافيّ على كلّ رواية والفروق بين رواية المنفى في أقطار العالم العربيّ، ورواية المنفى في الدّول الغربيّة، ورواية الداخل الفلسطيني مبيّنًا جمالية الأعمال الروائية التي تناولها بالبحث على اختلاف تعددية المكان بين الوطن والمنفى.

نبيه القاسم

رابعا : جائزة فلسطين في الفنون

الأستاذ عبد عابدي

ولد الفنان عبد عابدي في حيفا عام 1942 وما زال باقيا في حي النسناس فيها. كرس بالعين الثاقبة طاقاته المتجددة لخلق فن غني ومتنوع. كما عمل على خلق أجيال من الفنانين في الداخل من خلال عمله في تدريس الفن، ويمثل فنه تنوع الروح الفلسطينية وتعددها التي لم يتوقف الاحتلال عن محاولة وأدها، مستخدما مواد متنوعة ومختلفة للتعبير الفني عما يراه. وفي لوحاته وجدارياته المصنوعة من الفسيفساء وأعماله التشكيلية كافة تطل جزيئات حيفا ومشاهدها الملونة بألوان البحر والسماء والطائرات الورقية التي تبزغ نقيضاً للقمع والعدوان. ويبرز من خلال لوحاته ومنحوتاته عناصر البقاء والصمود الفلسطيني في الداخل والإيمان بمستقبل فلسطيني أفضل. يغرف الفنان من رموز الديانات المتسامحة التي حفلت بالتضحية والفداء والانتماء إلى الأرض. يعتبر فنه بمثابة التأريخ الفني للحفاظ على مدينة حيفا العتيقة التي تقوم البلدوزرات الاحتلالية بتهديمها حالياً من قبيل محو ماضي المدينة وأجوائها العربية القديمة التي يتم دمارها أمام عينيه يوماً بيوم. هذا ما يسوغ تقديم جائزة فلسطين للفنون لعام 2019 على مشروعه الأخير الذي يرسم فيه تفاصيل وجزيئات من حيفا القديمة.

الأستاذ خالد الحوراني

خالد حوراني فنان متميز ولد في الخليل عام 1965. بدأت موهبته تلفت الأنظار وهو في السجن في بداية الانتفاضة الأولى، وأصبح سريعا من الفنانين الناشطين في الأرض المحتلة. يعبر في أعماله عن النقد والسخرية من الواقع الذي يعيشه الإنسان الفلسطيني ويتجلى ذلك في معارضه المحلية والدولية المختلفة. أطلق عدة مشاريع فنية منها مهرجان النحت الأول عام 2005 وحجر المسافة إلى القدس عام 2009، و"بيكاسو فلسطين" والذي استقطب اهتماما عالميا واسعا. خالد فنان متعدد المواهب يكتب في النقد الفني وفي الرواية وشارك في العديد من الورش والندوات الثقافية الدولية، وهو كذلك ناشط مجتمعي ومؤسس وعضو فاعل في أكثر من مؤسسة ثقافية وفنية محلية وعالمية، وفاز عام 2013 بجائزة "كرييتيف تايمز creative times"  للفن والتغيير المجتمعي في نيويورك مما يشير إلى اهتمام واعتراف واسعين بنشاطه الفني المجتمعي.

خامسا: جائزة فلسطين للمبدعين الشباب

ثائر العزة

حاز ثائر العزة على جائزة فلسطين للشباب عن فيلمه القصير "دلة قهوة" الذي قام بكتابته وإخراجه وعمل المونتاج له. بعيداً عن الصراخ وبصوت هامس ولكنه مؤثر وفعال ينظر إلى حكاية الحياة لبائع القهوة في بيت لحم بمتاعبها وقلة مردودها، ولكن بمقدار التحدي الكبير فيها. ونكتشف في الشريط مفارقات الحياة الفلسطينية السوداء في ظل الجدار البغيض الذي يصنعه الاحتلال لتكبيل حياة الفلسطينيين. ميزة الفيلم أنه يتعامل بهدوء مع مآسي الشخصية الأساسية ولا يلجأ إلى التهويل، لذلك يتخذ لغة سينمائية دلالية تظهر تمرد الشخصيات على ما يراد لها حتى لو كان المشاركة في هدم بيت فلسطيني نظير الحصول على مبلغ ما، وحتى لو كان هذا من أجل مساعدة صاحب البيت. يمثل ثائر العزة جيلا شابا يبحث عن إمكانياته التعبيرية عبر الأفلام، ويمكننا أن نشيد هنا بدور كلية "دار الكلمة" في العمل الحثيث لكي يبزغ جيل من الشبان الذين يرسمون بلدهم عبر الصوت والضوء رغم الإمكانيات المحدودة المتاحة لهم حاملين إرادة الحرية والتمرد على الشروط الاستعمارية.

ثائر العزة

عبد الله أبو بكر

أحد أهمّ الأصوات الشابّة الّتي ساهمت منذ البداية في إثراء المشهد الشعريّ الفلسطينيّ، مع أنّه لم يصدر بعد سوى ثلاث مجموعاتٍ شعريّة، هي: (ليل معتّق)، و(ولكنّنا واحدان)، و(الحديقة داخل البيت). وقد نال عددًا من الجوائز الشعريّة العربيّة، ووصلت مجموعته (الحديقة داخل البيت) إلى القائمة الطويلة لجائزة زايد للكتاب، وهي مجموعة تنتمي بكاملها إلى الشعر الموزون التفعيليّ، وتنحو إلى معاينة الأشياء والأحداث والكائنات بشكل تأمّليّ ذكيّ يكشف دائمًا عن الجانب الآخر الخفيّ من وجودها الماديّ؛ وعدا عن ذلك فإنّ قصيدة عبد الله أبو بكر لا تعنى فقط بزوايا الرؤية وإحكام اختيار موضوعاتها والكدح على التقاط المكنون واللامرئيّ فيها، بل تشتغل بأناة وأناقةٍ على تخليص قصيدة الوزن من الرتابة الإيقاعيّة الّتي طالما أرهقتها، ومن فائض اللغة الزخرفيّة الّتي جعلت القصيدة مجرّد فقاعةٍ استعاريّة خاوية لا مذاق لها ولا منفعة منها. وهذا ما يجعل هذه المجموعة نموذجًا حيّا للشعر الّذي يدافع في آنٍ واحد عن المعنى وعن الذائقة.

عبد الله أبو بكر