الإثنين  08 كانون الأول 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"تسيركون" يتحدى هيمنة حاملات الطائرات

2019-12-09 02:43:36 PM
صاروخ "تسيركون"

 

الحدث - جهاد الدين البدوي

أفادت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" الروسية أنه لم يمضِ وقت قصير على قيام المجمع الصناعي العسكري في روسيا بصناعة صاروخ "تسيركون" الفرط الصوتي والمضاد للسفن والتي اعتمدته البحرية الروسية حتى بدأت الأساطير والتخمينات تتكاثر حول هذا الصاروخ داخل وخارج روسيا. في الخارج انتقلت معلومات صاروخ "تسيركون" من حكاية وخرافة إلى مجمع قتالي مضاد للسفن موجود في الواقع وليس له نظير على مستوى العالم.

 ترى الصحيفة العكسرية أن صاروخ "تسيركون" فريد من نوعه في خصائصه، فعندما يحلق بسرعة تتراوح من 8-10 ماخ فإنه قادر على ضرب الأهداف السطحية بدقة في مدى 500-1000كم وأكثر، كما تم انتاج "تسيركون" لضمان التغلب على أنظمة الدفاع الصاروخي والجوي الحالية والمرتقبة الموجودة في الجو أو على السفن الحربية.

 تتساءل الصحيفة العسكرية عن قدرة صاروخ "تسيركون" على تغيير ميزان القوى في البحر؟ تجيب الصحيفة أنه بالطبع نعم، نظراً لأن خصائصه قادرة على إنهاء هيمنة حاملات الطائرات لجملة من الأسباب:

أولاً: لن تتمكن أنظمة الرادار المتكاملة متعددة الوظائف للسفن الحربية وأنظمة الدفاع الجوي للعدو المحتمل من تحديد الهدف المعادي ""تسيركون" بسبب ضيق الوقت، وبمعنى أدق من المستحيل صد هجوم صاروخ "تسيركون" الذي يقطع مسافة 20-25كم، وهي المسافة التي قد يكتشفه عليها الرادار المضاد، في زمن قصير جداً يقل عن 10 ثوان.

ثانيا: إذا تم اكتشاف صاروخ "تسيركون" على بعد 150 ميلا وتم إطلاق الصاروخ المضاد فلن يتمكن الصاروخ المضاد من اللحاق بصاروخ "تسيركون" لأن سرعة الصواريخ المضادة المتوفرة حاليا لا تتجاوز 3.5 ماخ. ولذلك يتطلب الأمر إطلاق 10 صواريخ مضادة، ولكن لا يمكن الجزم بأن ذلك سيضمن اعتراض صاروخ "تسيركون" لاسيما وإن مطلق صواريخ "تسيركون" سيطلق عشرات الصواريخ على حاملة الطائرات المعادية والسفن المرافقة لها. وتصف الصحيفة أن اعتراض صاروخ "تسيركون" سيصبح كابوساً حقيقياً لردارات البحرية وأنظمة الدفاع الجوي التي تحمي حاملات الطائرات.

ثالثاً: لا يستجيب صاروخ "تسيركون" لأنظمة الحرب الإلكترونية، أي أنه يكاد من المستحيل القضاء عليه عبر أنظمة التشويش المعادية.

وبالتالي، وبغية حل مشكلة هزيمة الصواريخ المضادة للسفن التي تفوق سرعة الصوت، سيتعين على العدو المحتمل أن يقوم بعمل مكلف وسنوات عديدة لتحديث رادارات بحرية وصواريخ مضادة.

وتضيف الصحيفة العسكرية أن الاختبارات التي أجريت على صاروخ "تسيركون" كانت على غواصات روسية من مشروع 885، وهي قادرة على حمل صواريخ كروز من طراز "Onyx" و "Caliber"، كما سيتم استبدال صواريخ أونيكس من الغواصة "885M" بـ 40 صاروخاً من طراز "تسيركون"، وفقاً لبرنامج إعادة تجهيز الأسطول، حيث ستقوم أحواض بناء السفن الروسية بتجميع ثماني غواصات من طراز "885M"، زسيتم تسليم أول غوصاة باسم "K-561 Kazan" عام 2020، والأخيرة في عام 2027.

ويمكن إعادة تجهيز تسع غواصات نوية من مشروع "949A Antey" بـ 24 قاذفة لصواريخ مضادة للسفن، ومن المفترض أن يتسلم طراد الصواريخ الثقيلة للمشروع "11442" ترسانة صواريخ "تسيركون المضادة للسفن بعد تركيب 64 قاذفة اطلاق عمودي.

وتتابع الصحفة أن الغواصات النووية من الجيل الخامس "هاسكي" ستضم صواريخ تسيركون إلى ترسانة تسليحها، ولا يزال عدد منصات الإطلاق غير معروف، ولكن بقياس مشروع "885M"، يمكننا أن نفترض أن سكون هناك أربعين منها على الأقل.

وتوضح الصحيفة أن الجيش الروسي يخطط لتزويد كافة القطع البحرية الصغيرة والكبيرة بصواريخ "تسيركون" المضادة للسفن.

وقد قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه من الضروري في السنوات القادمة زيادة القدرات القتالية للأسطيل البحرية بشكل نشط، ويعتمد ذلك في كثير من النواحي على استلام فرقاطات وغواصات معدلة قادرة على استخدام صواريخ "تسيركون" الفرط صوتية. وأكد بوتين أن سلاح "تسيركون" أصبح في غاية الأهمية للحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي.

وتشير الصحيفة إلى أنه بحلول 2030 قد يكون لدى البحرية الروسية أكثر من 500 منظومة صواريخ "تسيركون" منتشرة على كل السفن والغواصات الروسية.

تتساءل الصحيفة عن ما الذي ستحصل عليه روسيا نتيجة امتلاك صاروخ تسيركون؟

أولاً: سيتم التحكم بمنطقة "A2/AD" (المنطقة المحرمة/منع الولوج) على طول الحدود البحرية الروسية حتى 4000 ميل بحري. وبالتالي، لن نغلق منطقة الدفاع القريبة من البحر تمتماً فحسب، بل سنتمكن أيضا من خلق عقبات أمام نشر القوات المسلحة الأمريكية في المنطقة البحرية البعيدة.

ثانياً: إن ظهور صاروخ "تسيركون" في الاساطيل الروسية سيؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر على برنامج التسليح لأساطيل العدو المحتملة.

عندما طورت روسيا وأدخلت تكنولوجيا الفرط صوتية على أسلحتها، أصبحت قادرة على تغيير ميزان القوة ليس فقط في مجال الأسلحة النووية، ولكن أيضا في مجال الأسلحة الدقيقة، وهو ما انعكس على التوازن الاستراتيجي في المنطقة.