الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

ما وراء وثائقيات الاغتيال الإسرائيلية

2019-12-31 12:00:18 AM
ما وراء وثائقيات الاغتيال الإسرائيلية
خليل الوزير ( أبوجهاد)

 

الحدث- سهر عبد الرحمن 

نشر الإعلام الإسرائيلي بموافقة الرقابة العسكرية الإسرائيلية، أفلاما وثائقية حول اغتيال الشهيد خليل الوزير "أبو جهاد"، إضافة لمقطع يوثق آخر مكالمة أجراها الشهيد يحيى عياش مع والده قبل اغتياله مباشرة بواسطة الهاتف المفخخ الذي كان عياش يحمله.

الجدير بالذكر أن المكالمة الهاتفية التي أجراها الشهيد عياش مع والده سجلت عام 1996 في بلدة بيت "لاهيا" شمال قطاع غزة، أي أن عمر هذه المكالمة الهاتفية ما يقارب 24 عاماً.

أما عملية اغتيال أبو جهاد فقد كانت عام 1988 في تونس بعد عملية خطط لها الجيش الإسرائيلي بمساعدة الموساد، أي أنه قد مر 31 عاماً على اغتيال خليل الوزير. 

فلماذا عمدت "إسرائيل" لنشر الوثائقي والمكالمة الهاتفية في نهاية 2019؟

تزامن نشر مقاطع الفيديو مع نشر تفاصيل متعلقة بإخفاقات عملية حد السيف، وهي العملية التي تسللت فيها قوة إسرائيلية  إلى المنطقة الشرقية من خانيونس في نوفمبر 2018، واغتالت فيها القائد في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس نور الدين بركة، بالإضافة لفشل إسرائيل في وقف عمليات تهريب السلاح لغزة ولبنان، هذا إلى جانب فشل إسرائيل مسبقاً بعدة عمليات كاغتيال القيادي في حركة حماس خالد مشعل، وفشل الموساد أيضا بعملية اغتيال القيادي الفلسطيني سعيد السبع.

إن تتابع هذه الأحداث التي عكست محطات فشل الأجهزة الإسرائيلية ستخلق دون شك حالة من الذعر لدى "الإسرائيلين"، وإن نشر مقاطع الفيديو التي تتحدث بتفاصيل دقيقة حول محطات "نجاح" الاحتلال الإسرائيلي في إنجاز أكبر عمليات اغتيال للفلسطينيين لم تأت من العبث، فـ"إسرائيل" وفي ظل تعثر انتخاباتها للمرة الثانية على التوالي، إلى جانب تبادل إطلاق الصواريخ مع غزة أفقدها ثقة "الإسرائيليين" وبالتالي شعبيتها.

إن الدقة في السرد الإسرائيلي وفي عرض المشاهد تعطي انطباعاً واضحاً للمشاهد وهو محاولة "إسرائيل" كسب شعبيتها من جديد، ذلك من خلال عرض عملية اغتيال أبو جهاد كإنجاز لا سابقة له لـ"إسرائيل"، وعلى شاكلته المقطع الصوتي الأخير للشهيد يحيى عياش.

تجلى ذلك بوضوح في وثائقي اغتيال خليل الوزير من خلال الدقة في تتبع عملية الاغتيال من مرحلة التخطيط حتى انسحاب القوة إلى الساحل وإنهاء العملية.

عادةً ما تحاول "إسرائيل" خلق صورة نمطية عن العربي ومقارنته مع الإسرائيلي، فتُظهر "إسرائيل" العربي على أنه شخصٌ جاهل، محدود المدارك، ولا يحلل المعطيات، والإسرائيلي متحضر، ذكي ومتيقظ، تجلى هذا في الوثائقي لحظة قتل الحارس الذي كان في السيارة بسلاح يحوي كاتم صوت، أيضاً عندما تحدث "يوئاف غلنت" وهو قائد قوة "شييطت 13" آنذاك عن مرور 20 دقيقة لوصول الشرطة و ملاحظة وجود شيء غريب في تلك المنطقة.

إن نشر وسائل الإعلام الإسرائيلية لهذه المقاطع تزامناً مع تهديد وزير الخارجية "الإسرائيلي" "يسرائيل كاتس" بالعودة لأسلوب الاغتيالات بحق مطلقي الصواريخ على "إسرائيل"، ذلك بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية عن نقل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى منطقة آمنة جراء القصف المتبادل مع غزة، يخلق حالة ضغط على الفلسطينيين، بالإضافة لتمهيد فكرة عودة القوة الإسرائيلية كما عهدها شعبها.

هذا ما أكد عليه الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجاني حيث قال إن "إسرائيل" تحاول استغلال المواد المؤرشفة لديها في استعراض قوتها، مشيراً إلى أنها من خلال هذه المواد "تحاول ردع خصومها وكل من يفكر بممارسة النضال من الجانب الفلسطيني".

وأضاف الدجاني: "إسرائيل تفتخر بهذه المواد ذلك لأنها تستخدمها كرسالة فخر واعتزاز للإسرائيلي من خلال إظهار قوة الجيش وإبداء الانتماء لإسرائيل".

وأشار المحلل السياسي الدجاني إلى صراع الأدمغة المستمر بين إسرائيل والمقاومة، وأن هذا الصراع ازداد "عندما أصبح الإعلام الإسرائيلي قويا".

ووفقا لـ الدجاني، فإن إسرائيل تحاول من خلال عمليات قديمة نفذتها إعادة مجدها الذي فقدته نتيجة عمليات المقاومة.

وختم الدجاني بأن عمل إسرائيل "عملٌ استخباراتي وقوتها قوة احتلال، وليس من السهل على قوة احتلال الوصول للهدف، فهذا يعني أن هناك عدة محاولات لعمليات فاشلة سبقت تلك التي نجحت في تنفيذها".