الحدث – كرمل إبراهيم:
دعا عضو اللجنة المركزية لحركة فتح. د.ناصر القدوة، إلى إعادة هيكلة الأجهزة الأمنية وتغيير عقيدتها الأمنية وقدراتها ومهامها بشكل جاد، وذلك في إطار إعادة هيكلة السلطة الفلسطينية وتحويلها إلى سلطة خدماتية فقط، والعمل الجاد لاستعادة الوحدة السياسية والجغرافية.
وأكد القدوة خلال حديث له أمس الإثنين، في الندوة السياسية التي نظمتها مؤسسة ياسر عرفات في رام الله بعنوان: قراءة في "رؤية ترامب"، على تعزيز موقف القيادة الفلسطينية بشأن رؤية ترامب من خلال بلورة وإعداد استراتيجية عمل وإجراءات محددة وربما طواقم جديدة لمواجهة الوضع بشكل جدي.
وقال د. القدوة الذي يترأس مجلس إدارة مؤسسة عرفات: "الإعلان عن أن أي خطوة إسرائيلية لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة سوف يعني إعلانا رسميا إسرائيليا بإنهاء التسوية التفاوضية"
وبالمقابل قال د. القدوة، "إن هدفنا الوطني المركزي تحقيق الاستقلال الوطني في دولة فلسطين القائمة على حدود 1967 وعاصمتها القدس ولا نتفاوض مع الإسرائيليين على أنهم يمنحوننا إياها ولا نناضل من أجل إقامتها، نحن نناضل من أجل إنجاز الاستقلال الوطني في الدولة القائمة على حدود 67 والنضال من أجل تحقيق ذلك دون تسوية تفاوضية على ضوء الموقف الإسرائيلي ومطالبة المجتمع الدولي بدعم ذلك واتخاذ خطوات محددة من أجل تحقيقها".
وأضاف: "نحن الشعب الفلسطيني قادرون على إنهاء الرؤية وآثارها السلبية وقادرون على الاستمرار في النضال حتى نحقق الاستقلال الوطني في دولة فلسطين على حدود 67 وعاصمتها القدس".
ويرفض عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إطلاق مصطلح صفقة القرن أو مبادرة التسوية بقوله: "هذه ليست صفقة قرن، وليست خطة سلام، وليست مبادرة لإنهاء الصراع وقطعا ليست حلا للدولتين، هذه مجموعة مواقف اليمين الإسرائيلي المتطرف بما في ذلك المستعمرين المتطرفين الإنجيليين تنسجم وتكمل المواقف السابقة للإدارة الأمريكية وفقا لسياستها الشرق أوسطية بوضوح، وكتب نصها متطرفون ومستعمرون، أو على الأقل أثروا في صياغتها المجنونة بشكل ملموس وواضح".
وأكد د. القدوة، على أن رؤية ترامب لا علاقة لها بالسلام في الشرق الأوسط، وإنما لاعتبارات أخرى تخص الجانبين الأمريكي والإسرائيلي. وقال: "المعنى الحقيقي لهذه الرؤية هو الانطلاق من أن كل فلسطين انتدابية لإسرائيل الكبرى وإنكار وجود الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، ولكن مع محاولة إيجاد حل للسكان الفلسطينيين داخل إسرائيل في كيان ممزق غير سيادي يمكن للفلسطينيين تسميته دولة أو إمبراطورية وغيرها".
وأوضح، أن نقطة الانطلاق لهذه الرؤية، أنه لا يوجد احتلال وأن كل الانتهاكات التي قامت بها إسرائيل بما فيها إقامة المستعمرات يجب شرعنتها، وأخشى أنه إذا تم التعامل مع هذه الرؤية ستقود على الأرجح إلى استمرار نفس المنطق وبغض النظر عن نوايا الجانب الأمريكي ستقود إلى سياسات طاردة للفلسطينيين قد تصل إلى حد محاولة التهجير القسري أو الترانسفير.
وأكد د. القدوة، على أن جوهر ما يسمى بالرؤية ينتهك أحكام القانون الدولي وأسس النظام الدولي متعدد الأطراف، وينتهك التوافق الدولي على أسس التسوية ويخالف السياسات الأمريكية المعتمدة حول الشرق الأوسط والاتفاقات المعقودة في إطار عملية السلام، وهي هكذا تشجع على المزيد من الانتهاكات الجسيمة وتدفع باتجاه الابتعاد عن السلام من خلال البدء بعمليات الضم بغض النظر عما سيحدث.
وبالنتيجة فإن د. القدوة يؤكد أن الشعب الفلسطيني والقيادة الفلسطينية لا يستطيعان قبول الرؤية أو التفاوض على أساسها أو التعامل معها، ونأمل من جميع الأطراف الداعمة للقضية الفلسطينية والحريصة على تحقيق السلام والعدالة والحريصة على القرار الدولي وأسس النظام العالمي، فمن يريد نظاما عالميا وقانونا دوليا، يجب أن يتخذ نفس الموقف وأن يحاولوا جميعا طرح بدائل لهذه الرؤية وآليات تساعد على تحقيق التسوية.