السبت  18 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مخاطر مزامنة كورونا وصفقة القرن/ بقلم: محمد عيد

2020-04-30 09:51:04 AM
مخاطر مزامنة كورونا وصفقة القرن/ بقلم: محمد عيد
محمد عيد

 

بعد سلسلة زمنية متصلة ومتقطعة من المفاوضات الجوفاء التي لم تفض لأية نتائج سياسية على الأرض، أدرك الفلسطينيون أن لا أمل من استمرار محاولات التوصل إلى تسوية سياسية تحقق الحد الأدنى من الحقوق المتمثلة بالاستقلال الحقيقي وعودة اللاجئين وإقامة الدولة ذات السيادة الفعلية على الأرض.

التدهور المتنامي بكافة مناحي الحياة الناتج عن البنيات المؤسساتية الهشة الشكلية واللاشكلية عجل من فقدان اأمل وانعدام الثقة بأية تسوية تبرم من حيث بنيتها ورعاتها.          

المترقب لهياكل البنى المجتمعية الإسرائيلية يستطيع أن يرى تحول اتجاهاتها بتصاعد ملفت نحو اليمين المتطرف منذ توقيع اتفاق أوسلو، الأمر الذي أدى بالضرورة إلى توسع النشاط الاستيطاني بجانب العديد من الانتهاكات غير المبررة للاتفاقية من أسرلة غير مسبوقة للقدس الشرقية واجتياحات كثيفة واعتقالات واختراقات لكل ما هو فلسطيني على الأرض من فرض قوانين عنصرية وأوامر عسكرية متجددة وهدم المنازل وتكثيف مصادرة الأراضي والعقارات وانتهاك حرمة المقدسات وغيرها من ممارسات لافتة.

هشاشة الجانب الإسرائيلي التي كشف عنها فيروس كورونا وفشله في مواجهة أزماته متعددة الأوجه تجعله يتجه نحو التعامل معنا بمنطق كسب الوقت والاستفادة من الحالة المحلية المخلة والإقليمية المتردية والدولية المنشغلة بقضايا أزمات عالمية لعل أبرزها الانشغال بسد فراغات الأثر الاقتصادي والصحي والاجتماعي للتصدعات التي أحدثها الوباء والتي من الواضح بأن المدى الزمني للتعامل معه سيأخذ فترات زمنية أطول من المدى المنظور.           

عمقنا العربي المتمثل بالجماهير العريضة الممتدة من الخليج إلى المحيط والكتلة البشرية الموزعة بكثافة بالأراضي الفلسطينية التاريخية من النهر إلى البحر، الذي يوازي تراجع قدرة الجانب الإسرائيلي لاستقدام اليهود الجدد، يمثل ورقة الضغط الأساس التي يتوجب استثمارها فلسطينيا وعربيا!

بالرغم من قدم المشروع الصهيوني منذ بدايات القرن العشرين واستهدافه للأرض العربية الفلسطينية برعاية الكولونيالية الدولية وبمساندة الرجعية وقوى التخاذل، إلا أن الكيان الإسرائيلي المحتل ما زال هشا مترهلا، يعتمد على الكذب والتضليل عبر آلته الإعلامية الممولة من رأس المال الدولي المنحاز لتمرير مصالحه بالمنطقة العربية والشرق الأوسط.                                               

كيان مشوه ببنياته المجتمعية ومعنوياته وضعف عقيدته وترهل مؤسساته وانتشار فساد أداء قادته وتفكك مكوناته.                       

المطلوب فلسطينيا وعربيا التوحد بقراءة المرحلة ومفاصلها وإعادة استنهاض الهمم وتنحية الخلافات وتعزيز مبادئ الديمقراطية واحترام الاختلافات وعزل تجار وسماسرة التكسب الطفيلي وأشكال الانتهازية وعشاق الجاه والنفوذ بجانب إدارة الموارد بنزاهة مطلقة والاستغلال الكفؤ الرشيد لها  لاستعادة ثقة شعوبنا وأحرار العالم بنا، حينها قد نجني ثمار التكالب الدولي علينا ونغير مجرى التاريخ ومخططات الخصوم بالفتك بما تبقى لدينا من أثر على الأرض.

بالمضرة نفع!!