الخميس 19 حزيران 2025
الحدث- جهاد الدين البدوي
تقول صحيفة "سوهو" الصينية أنه لا أعلم إن كنت سمعت عن محرك "سكرامجيت" أو ما يعرف بالمحرك النفاث التضاغطي، وهو جهاز لا غنى عنه لتصنيع الصواريخ الحديثة. ونظراً لأن محرك "سكرامجيت" هو الحل الأمثل لتحقيق سرعة فرط صوتية، وقد أنفقت العديد من البلدان الكثير من الطاقة لدراستها ولم تحقق النجاح. حتى الولايات المتحدة، وهي دولة قوية من الناحية التكنولوجية، طورت طائرة بمحرك "سكرامجت" بوقت تشغيل 221 ثانية فقط. ولكن هل تعرف وقت تشغيل محرك "سكرامجت" الصيني؟
وفقاً للخبراء، فإن وقت تشغيل المحرك الصيني وصل إلى أكثر من 600 ثانية، لتصبح البلد الأول في العالم في هذا المجال. لذا فإن التطوير الناجح لمحرك "سكرامجت"، يشير إلى مستقبل الصواريخ الصينية فائقة المدى سوف يصبح حقيقة واقعة أيضاً، لأن مدى الصاروخ المجهز بمحرك "سكرامجت" سيكون أبعد.
تضيف الصحيفة أنه على الرغم من أن المحرك لديه وقت تشغيل قصير، إلا أنه مثالي لتحسين مدى الصاروخ بسبب سرعته الفائقة. في الواقع فقد بحثت أوروبا والولايات المتحدة منذ وقت طويل في مجال محركات "سكرامجت"، ولكن كانت النتائج غير مرضية للغاية. ووفقاً لتقارير إعلامية أمريكية، استخدم الجانب الأمريكي سابقاً طائرات "Boeing X-51" لاختبار محركها، على الرغم أنها حققت نجاحاً ملحوظاً، إلا أنها لا تزال لديها فجوة كبيرة جداً عن توقعات الجيش الأمريكي. وبسبب عدم التقدم في المشروع، قام الجيش الأمريكي بإلغاء المشروع، ولكن الآن وبعد أن ترى الصين أحرزت مثل هذه النتائج البارزة في المشروع، ستشعر الولايات المتحدة بالغيرة الشديدة.
ووفقاً لآخر الأخبار الصادرة عن وكالة الطاقة الأميركية، قررت الولايات المتحدة إعادة إطلاق مشروع محرك "سكرامجت". وزيادة جهود البحث، والسعي لتجاوز الرقم القياسي الذي حققته الصين في سرعة المحرك والذي بلغ أكثر من 600 ثانية.
ووفقا للخبراء فإن التطور الناجح لهذا المحرك سيبشر بمستقبل الصين في مجال الصواريخ والذي سيستحوذ على الصدارة العالمية. وستكون الأسلحة الفرط صوتية على مستوى أعلى، طالما أن سرعة الصاروخ سريعة بما فيه الكفاية، وبغض النظر عن مدى حساسية وتطور النظام الأمريكي المضاد للصواريخ إلا أن هذا المحرك سيمثل تحدياً كبيراً لها. وقد أضاف الخبراء أن فكرة محرك "سكرامجت" طرحت لأول مرة من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة، ولكن الصين أول من حقق هذه النتيجة حتى الآن.
توضح الصحيفة بأنه في المستقبل ستستفيد الصين استفادة كاملة من هذه التكنولوجيا لتعزيز القوة الدفاعية الوطنية، وكما هو الحال الآن، فإن الإنجازات التكنولوجية التي حققتها الصين في هذا المجال تجاوزت بكثير إنجازات الدول الأوروبية والولايات المتحدة. في الماضي، كنا في العديد من مجالات البحث نسعى فقط لتحقيق بعد كمي، ولكننا اكتشفنا تدريجياً أن الجودة أكثر أهمية. لذا وجدنا أن سرعة التطور في البحرية الصينية قد تباطأت، ليس لأننا لا نملك المال، ولكن لأننا بحاجة إلى السعي من أجل التميز، والتحول من الاهتمام بالبعد الكمي إلى البعد النوعي والجودة في بناء السفن الحربية الأكثر تقدماً وأكثر قوة.
تختتم الصحيفة بالقول: "في المستقبل ستعمل الصين على تكامل تكنولوجيا محرك "سكرامجت" مع تكنولوجيا الصواريخ لتطوير صاروخ بقوة هجومية فائقة".
