الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

مصير نتنياهو... يتأرجح / بقلم: سامي سرحان

2015-02-24 11:50:44 AM
مصير نتنياهو... يتأرجح / بقلم: سامي سرحان
صورة ارشيفية

ثلاثة أسابيع حاسمة في إسرائيل يتقرر فيها مصير بنيامين نتنياهو السياسي وحزبه الليكود. ويجهد نتنياهو نفسه ليحافظ على مستقبله السياسي ويقدم نفسه اليوم "كبطل قومي" وحيد يدافع عن وجود إسرائيل المهدد بالخطر من الشمال والجنوب والشرق البعيد إيران النووية.
 
وادعاء كهذا في فترة الدعاية الانتخابية لا يأخذه أحد على محمل الجد في إسرائيل ولا في الدول الصديقة والحليفة لإسرائيل كالولايات المتحدة، وإن كان ينطال على بعض العامة من الناس في إسرائيل وبعض المستفيدين من فترات حكم نتنياهو، وهو ما يحاول نتنياهو الاستفادة منه للإبقاء على وجوده السياسي المهدد في المرحلة المقبلة.
 
رفع نتنياهو توقيع الاتفاق النووي بين المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة وإيران إلى درجة الخطر الوجودي المصيري على إسرائيل، ويحاول أن يرفع توقيع الاتفاق النووي مع إيران إلى قضية الشعب الإسرائيلي الأولى، وأنه المدافع عن مصير إسرائيل المهددة بالسلاح النووي الإيراني فور توقيع الاتفاق.
 
القلة التي تشارك نتنياهو مخاوفه يقولون له "افعل ما تراه في مصلحة إسرائيل ولا تتحدث كثيراً في الموضوع"، معيدين ذكريات قصف مناحيم بيغن أوائل الثمانينات من القرن الماضي للمفاعل النووي العراقي غير أن نتنياهو الذي يعرف حدود قدرة إسرائيل على ضرب المواقع النووية الإيرانية خاصة في ظل موازين القوى التي يتحدث هو نفسه عنها، يستغل الحديث عن "الاتفاق النووي" المتوقع لدواع انتخابية خلال شهر الانتخابات، وبعد ذلك لكل حادث حديث.
 
لم يفلح نتنياهو في رفع شعبية الليكود من استطلاعات الرأي الإسرائيلية ولا تؤهله هذه الاستطلاعات قيادة ائتلاف حكومي مقبل، فالإسرائيليون يرون أن الولايات المتحدة علمياً هي أكثر حرصاً على أمن ووجود إسرائيل من بنيامين نتنياهو وحزب الليكود، وهذا الأمر لا يريد أن يعترف به نتنياهو قبل الانتخابات الإسرائيلية الشهر المقبل، ويريد أن يعرقل الاتفاق ويحرم الإدارة الأمريكية الحالية من انجاز قيم يسجل في ولايتي أوباما.
 
لقد ذهب نتنياهو بعيداً في عناده في تحدي إدارة أوباما في عقر دارها عندما اتفق مع رئيس مجلس النواب الأمريكي الجمهوري على القاء خطاب أمام الكونغرس يشرح فه "مخاطر" توقيع الاتفاق النووي الدولي مع إيران على إسرائيل وعلى المنطقة والعالم، هرب نتنياهو إلى الأمام من فشله في سياسته الداخلية خاصة في مجال الإسكان وتقرير مراقب الدولة يكشف قصور حكومته.
 
وتلاحق عائلته وبالتحديد زوجته فضائح مالية ترقى إلى مستوى الجناية حققت فيها الشرط وقد توصي اليوم النيابة العامة بمتابعته القضية قبل الانتخابات بأسبوع، ما يقلص فرص عودته إلى رئاسة الحكومة على رأس ائتلاف يميني جديد وتبدو خطوط نتنياهو في رئاسة حكومة جديدة لأن الصوت العربي في الانتخابات القادمة سيكون حاسماً إذا ما تعدت نسبة الاقتراع في الوسط العربي نسبة 70% المتوخى في هذه الانتخابات التي تشهد حدثاً غير مسبوق في انتخابات الكنسيت، ويتوقع أن يقول الصوت العربي الموحد لنتنياهو "كش ملك" إذا ما تجاوز عدد الأعضاء العرب في الكنيست القادم 15 عضوا" ولكي يحقق العرب الفلسطينيون هذا الرقم غير الصعب بجب أن يخرجوا جميعاً يوم الاقتراع، فيوم الاقتراع هو يوم واجب وطني للعربي الفلسطيني وليس يوم راحة واستجمام ونزهات في هذا الجو الربيعي، وليكن اليوم التالي للانتخابات يوم فرحة واستجمام لكل العرب وأنصار السلام في إسرائيل عندما يتجاوز نواب القوائم العربية الخمسة عشر نائبا هكذا يمكن القول "باي باي بيبي".
 
وإذا كان تحدي نتنياهو للإرادة الأمريكية لم يؤثر سلباً على شخص نتنياهو حتى الآن وفق استطلاعات الرأي الإسرائيلية، فإن ما لا شك فيه أن تأثيراً سلبياً قد انعكس على العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، ويتمثل هذا التأثير في مقاطعة الرئيس الأمريكي أوباما لرئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو أثناء زيارته للولايات المتحدة، وهو أمر لم يحدث من قبل أن يقاطع الرؤساء الأمريكيون زوار الولايات المتحدة من رؤساء الوزارات الإسرائيليين.
 
والخطر الأكبر الفاضح لنتنياهو مقاطعة البيت الأبيض لمؤتمر "إيباك" والتمثيل فيه على مستوى منخفض لا يتعدى نائبا لوزير الخارجية، و"إيباك" هي إسرائيل وممثلة إسرائيل في الولايات المتحدة فهل يسمح الجهور الإسرائيلي بعبث نتنياهو وذاتيته بمستقبل علاقات إسرائيل الاستراتيجية مع حاميتها وداعيتها الولايات المتحدة أم هي سحابة صيف في سماء هذه العلاقات!!