الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

صحيفة: الرجل السعودي القوي شجع التدخل الروسي في سوريا

2020-08-18 01:20:47 AM
صحيفة: الرجل السعودي القوي شجع التدخل الروسي في سوريا
محمد بن سلمان

 

 الحدث- جهاد الدين البدوي 

نشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً تحدثت فيه أن مسؤول المخابرات السابق سعد الجبري المختبئ في كندا كشف النقاب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان قلب دعم بلاده للمعارضة السورية رأساً على عقب عام 2015.

تضيف الصحيفة أنه في صيف عام 2015، قلب محمد بن سلمان، وزير الدفاع السعودي آنذاك والثالث في ترتيب العرش، السياسة الخارجية لبلاده رأسًا على عقب وأعطى الضوء الأخضر السري للتدخل الروسي في سوريا، وفقاً لدعوى قضائية رفعها مسؤول مخابرات سابق.

في شكواه المقدمة إلى محكمة فيدرالية في واشنطن، يزعم سعد الجبري أن التحول المفاجئ من قبل الرجل الذي أصبح الآن ولي العهد في المملكة العربية السعودية أثار قلق مدير وكالة الاستخبارات المركزية آنذاك، جون برينان، الذي التقى الجبري في يوليو وأغسطس 2015 وطلب منه تمرير توبيخه من إدارة أوباما.

وزعم الجبري أن "برينان أعرب عن قلقه من أن المتهم بن سلمان الذي كان يشجع التدخل الروسي في سوريا، في وقت لم تكن فيه روسيا بعد طرفاً في الحرب السورية"، وزعمت الدعوى التي رفعت الأسبوع الماضي أمام محكمة مقاطعة كولومبيا. ونقل الدكتور سعد رسالة برينان إلى المدعى عليه ابن سلمان، الذي رد بغضب".

ووفقا لما جاء في تقرير الصحيفة فقد قال الجبري: إن الاجتماعات مع برينان كلفته وظيفته كثاني أقوى رجل في الاستخبارات السعودية والمنسق مع وكالة الاستخبارات المركزية. وفر بعد ذلك من المملكة العربية السعودية، ويعيش الآن مختبئاً في كندا، حيث يزعم أن ولي العهد حاول قتله على يد فرقة اغتيال سعودية، بعد وقت قصير من مقتل المعارض والصحفي السعودي جمال خاشقجي.

وقدم الجبري اتهامه بمحاولة القتل خارج نطاق القضاء باعتباره "انتهاكاً صارخاً للقانون الأمريكي والقواعد والمعايير الدولية" بموجب قانون حماية ضحايا التعذيب وقانون تعذيب الأجانب.

تتابع الصحيفة: ولم تعلق الحكومة السعودية ولا السفارة السعودية في واشنطن على هذه الاتهامات. ولم يقدم الجبري أدلة تدعم ادعاءاته ولم تتمكن صحيفة الغارديان من التحقق منها بشكل مستقل.

وفي مارس/آذار، القى الأمن السعودي القبض على ابني الجبري سارة التي تبلغ من العمر 20 عاماً، وعمر الذي يبلغ من العمر 21 عاماً. ويقول الجبري إنهما محتجزان كرهائن لإجباره على العودة إلى بلاده، بسبب معرفته التفصيلية بصعود الأمير محمد إلى السلطة. ولم يعلق الديوان الملكي السعودي على مكان احتجاز أبناء الجبري.

وترى الصحيفة بأن الادعاء بأن محمد بن سلمان دعا روسيا سراً للتدخل في سوريا في الوقت الذي كان فيه بشار الأسد على وشك السقوط، هو ادعاء "متفجر". فقد كانت المملكة السعودية تدعم ظاهرياً المعارضة السورية المناهضة للأسد، ومنذ ذلك الحين قتل القصف الروسي للمدن التي تسيطر عليها المعارضة عشرات الآلاف من المدنيين السوريين.

وتنقل الصحيفة البريطانية عن دبلوماسيين غربيين أنه بعد وقت قصير من تولي الأمير محمد منصب وزير الدفاع، بعد صعود والده إلى العرش عقب وفاة الملك عبد الله في يناير 2015، فقد تأثر بشدة بولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد.

توضح الصحيفة بأن الشيخ محمد بن زايد قد فاجأ العالم العربي عندما عقد اتفاقية تطبيع مع "إسرائيل" بوساطة أمريكية.

ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على تسلسل الأحداث في عام 2015، بأن الأمير محمد بن سلمان والشيخ محمد بن زايد التقيا في معرض أسلحة "أيديكس" في أبو ظبي في فبراير/شباط.

وأضاف المصدر: "ان هذه كانت نقطة تحول في طموح ورؤية واعتقاد محمد بن سلمان"، مشيراً إلى أن الشيخ محمد بن زايد اعتبر تهديد ثورة (الاخوان المسلمين) في سوريا كان أخطر من وجهة نظر دول الخليج من بقاء الأسد في السلطة.

تتابع الصحيفة: فقد أقنع الأمير الاماراتي نظيره السعودي الطموح بأنه إذا أراد أن يتنافس مع ابن عمه محمد بن نايف، والإطاحة به في نهاية المطاف - وكان آنذاك نائب ولي العهد ورئيس الاستخبارات (راعي الجبري) الذي تربطه علاقات وثيقة مع برينان وإدارة أوباما - فسيضطر إلى البحث عن أصدقاء خارج واشنطن.

وقال المصدر "قال محمد بن زايد أنه يتعين عليك البدء في بناء تحالفات جديدة، وتحتاج إلى التركيز على الصين وروسيا، ويحظى محمد بن زايد بعلاقة جيدة مع بوتين".

وقال حسن حسن، مدير برنامج الفواعل غير الدول في المركز الدولي في واشنطن: "كنت مطلعاً على بعض المحادثات رفيعة المستوى المتعلقة بدعم دول الخليج لدور تقوده روسيا في سوريا بعد بدء حرب اليمن في [مارس/ آذار] 2015. في ذلك الوقت، كانت الإمارات العربية المتحدة تدفع باتجاه فكرة مساعدة روسيا على تحقيق الاستقرار في سوريا وتمكين نظام الأسد من استعادة السيطرة على البلاد".

 أضاف حسن: "عندما قرأت ادعاء الجبري حول طلب محمد بن سلمان من روسيا التدخل في سوريا، كان ذلك منطقيًا بالنسبة لي، بالنظر إلى المحادثات التي سمعتها في 2015 و2017".

وكان أحد آثار هذا التحول نحو موسكو استنزاف الإرادة السياسية والمصادر من الجهد الاستخباراتي المشترك من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، دعماً لقائمة متفق عليها للجماعات المعارضة السورية.

توضح الصحيفة بأن المبادرة التي بدأها ابن نايف والجبري بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية، تعرف باسم "غرفة الرياض" لأن الممثلين عن الأطراف المعنية اجتمعوا في منشأة في الحي الدبلوماسي بالعاصمة السعودية، لمناقشة أي الفصائل التي يجب دعمها وتلك التي يجب رفض دعمها.

تقول الصحيفة بأن "غرفة الرياض" حققت بعض النجاحات بفرض بعض الالتزام للدعم الغربي والخليجي للجماعات المسلحة المعارضة للأسد في عام 2014. ولكنها سرعان ما تبددت في ربيع وصيف 2015 مع صعود الأمير محمد.

وفي يونيو/حزيران من ذلك العام، ذهب الأمير محمد ـ الذي كان نائباً لولي العهد آنذاك ـ إلى سان بطرسبرغ حيث التقى ببوتين. ووقعا اتفاقيات تعاون في مجالات النفط والفضاء والطاقة النووية، لكنهما ناقشا أيضاً، وفقاً لرواية الجبري، دخول روسيا في الحرب السورية.

وعندما سمعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية عن هذه المناقشات، طلب برينان من الجبري عقد اجتماع عاجل في تموز/يوليو في دبلن، أي في منتصف الطريق تقريباً بين عاصمتيهما، ونقل برينان استياء الولايات المتحدة، طبقاً لمصدر مطلع على المحادثات بين الرجلين.

وقال المصدر "لقد غضبوا الأمريكان. وكان الأمر كما لو أن الأسد على وشك أن ينل لكمة بالضربة القاضية ولكن محمد بن سلمان منحه قبلة الحياة".

ورفض برينان، الذي تقاعد الآن عن العمل ويقوم الآن بكتابة مذكراته تعليقاً على مزاعم الجبري. كما لم يرد المسؤولون السعوديون على طلبات التعليق.

وبعد بضعة أسابيع، التقى الجبري ببرينان مرة ثانية في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه تقريباً أجرى محادثات في لندن مع وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند، الذي أعرب عن مخاوف مماثلة.

تقول الصحيفة أنه عندما قدم الجبري تقريراً عن تلك المحادثات إلى مجلس الأمن القومي السعودي، تعامل الأمير محمد مع ذلك على أنه تحدياً مباشراً لسلطته، ونسق إقالته في 10 سبتمبر/أيلول، قبل أقل من ثلاثة أسابيع من بدء روسيا ضرباتها الجوية في سوريا.

وبقي الجبري مستشاراً لابن نايف حتى أيار/مايو 2017 عندما غادر المملكة قبل شهر من خلع ابن نايف من ولاية العهد وحل بذلك محمد بن سلمان محله.

وقال دبلوماسي سابق في المنطقة إن إدراج الادعاءات حول ولي العهد وعلاقته بالرئيس بوتين وتدخل روسيا في سوريا في الدعوى القضائية التي رفعها الجبري في واشنطن كان يقصد من ذلك توجيه رسالة.

وأضاف الدبلوماسي السابق "أفترض أن الهدف من هذه الشهادة هو إخبار محمد بن سلمان ان سعد لن يتراجع". "يمكنك اعتقال أحد أبنائي وإحدى بناتي، ولكن إذا واصلت ذلك، فلدي معلومات عنك ستغرقك... وهو يشير إلى أنه يعلم أشياء، بعضها تتعلق بسوريا".

توضح الصحيفة بأن ادعاء التواطؤ مع موسكو قد تضر بولي العهد، ولكن معظم الدبلوماسيين الغربيين يرون أن روسيا كانت ستدخل الحرب دون تشجيع سري من الأمراء السعوديين والإماراتيين. ويشير الدبلوماسيون إلى أن زائراً آخر أكثر أهمية بكثير، قد زار موسكو في تموز/يوليو 2015، وهو الجنرال في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.

ووفقاً لرواية "رويترز"، فقد فتح سليماني خريطة أمام نظرائه الروس لشرح موقف الأسد غير المستقر، وكيف يمكن لتدخل بوتين أن يقلب المعادلة.

وقال الدبلوماسي الغربي السابق: " لا أعتقد أن بوتين قد أهتم بما يريده السعوديون والإماراتيون بشكل أساسي، لكنه من المؤكد قد استمتع برغبتهم في دخول الروس الحرب بسوريا، لأن ذلك كان بمثابة ضربة قوية لأميركا".