الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

نتنياهو الى واشنطن وهرتسوغ الى رام الله/ بقلم: فارس الصرفندي

2015-03-02 08:45:58 AM
نتنياهو الى واشنطن وهرتسوغ الى رام الله/ بقلم: فارس الصرفندي
صورة ارشيفية


الحدث.

الامير اسحق هرتسوغ رئيس حزب العمل ومرشحه لرئاسة الحكومة الاسرائيلية يحاول أن يخالف بنيامين نتنياهو في كل شيء ... فبينما يحاول نتنياهو أن يخاطب المتطرفين والمستوطنين لكسب أصواتهم يعمل هرتسوغ على كسب أصوات الشارع الاسرائيلي الذي لا يعنيه الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أو العربي الاسرائيلي بقدر ما يعنيه الرفاه الاجتماعي وأسعار المحروقات والشقق وسعر الفائدة في المصارف الاسرائيلية ... هذا الشارع وخاصة الذي يسكن المدن الكبرى .. تل ابيب .. حيفا .. يافا وعكا ... يحبذ الحديث عن التسوية ويخشى من الصراع أو الحروب التي تفقده الامن والامان ... بالاضافة الى أن هذا الشارع يرى في الولايات المتحدة الراعي والضامن للمستقبل ... اسحق هرتسوغ الذي جاء من أسرة اسرائيلية سياسية ولها جذور عميقة في الحكم والمال رغم عدم قناعة البعض بشخصيته التي توصف بأنها لا تتحمل الضغط إلا انه يحاول أن يضع خطوطاً مختلفة للسياسة الاسرائيلية المستقبلية حال وصوله إلى سدة الحكم تبتعد عن الخطوط التي امتدت لاكثر من أربعة عشر عاماً ... فالرجل يتحدث بجرأة عن استعداده القاء خطاب أمام البرلمان الفلسطيني في رام الله لاقناع اعضاءه بافكاره حول التسوية ... الرجل ايضا يعد الناخب الاسرائيلي بالرفاه الاجتماعي وبتحسين العلاقة مع واشنطن لاسيما بعد الخلافات التي دبت بين نتنياهو وادارة اوباما لاسباب متعددة كان اخرها البرنامج النووي الايراني ... ادارة اوباما وان كانت وفق الاعراف الدولية والدبلوماسية لا تستطيع ان تعلن عن رغبتها بوصول هرتسوغ الى سدة الحكم إلا انها تصلي في كل ليلة ان يستطيع تحالف "هرتسوغ – ليفني" ان ينهي حقبة بنيامين نتنياهو ... اما نتنياهو فما زال يسير في ذات الطريق التي يرصفها بالاعداء والخوف من المستقبل ان لم يكن هو في هذا المستقبل ... الى واشنطن سيتوجه رئيس الحكومة الاسرائيلية المنتهية ولايته ليقف امام الكونغرس في دعاية انتخابية عنوانها ( ايران ) نتنياهو سيحاول من خلال خطابه في الكونغرس أن يقول للناخب الاسرائيلي "أنا الوحيد القادر على منع ايران من امتلاك السلاح النووي .. وأنا القادر على التاثير في السياسية الامريكية تجاه العالم وتحديدا تجاه اعداء اسرائيل" ... لكن الهجمة المضادة من القيادة الامريكية تجاه زيارة نتنياهو الى واشنطن ومحاولته كسب اصوات الاسرائيليين من البوابة الامريكية قد تؤثر سلبا على الرجل ... لاسيما وان وزير الخارجية الامريكية جون كيري يعلن دفاعا مستميتا عن المفاوضات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية الى الدرجة التي اعلن فيها كيري ومن خلفه جواد ظريف بان زيارة نتنياهو لن يكون لها تاثير على المفاوضات والاتفاق المرتقب ... وقد تكون هذه رسالة الى الناخب الاسرائيلي من الولايات المتحدة وايران بان نتنياهو ليس هو المنقذ والحامي من ايران النووية وانما المنقذ والحامي من ذلك هو بقاء اسرائيل تحت رعاية وحماية الولايات المتحدة الامريكية وليس بمخالفتها ... ومحاولة التشويش عليها في اتفاق -ان تم- سيجد تاييداً عالمياً ومخالفة اسرائيلية منفردة ... اذا دعاية نتنياهو الانتخابية التي ستكون من واشنطن قد ترتد سلبا عليه وبدلا من ان ترفع شعبيته المنهارة قد تزيد من الانهيار .. اما هرتسوغ الذي يريد الوصول الى رام الله فقد اختار طريق المخاطرة في ظل اليمين الاسرائيلي المتنامي لكنه امام المجتمع الدولي والراعي الامريكي اختار المكان الاكثر امنا ... لكن في النهاية لا أحد يستطيع التوقع بنتائج الانتخابات التي ستجري بعد منتصف الشهر الجاري ... لكن المتوقع أن نتياهو لن يغير من شكل الاتفاق الامريكي الايراني المنتظر ومراهنته على ان يقنع الشارع الاسرائيلي بانه قادر على التاثير على القرار الامريكي قد انتهت.