الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

من ديمقراطية البندقية إلى ديمقراطية الشرعية بقلم: أ . مازن الجعبري

باحث في جمعية الدراسات العربية

2020-09-23 01:38:52 PM
من ديمقراطية البندقية إلى ديمقراطية الشرعية بقلم: أ . مازن الجعبري
أ . مازن الجعبري

من الملفت للنظر طريقة استخدام السياسيين والمثقفين الفلسطينيين للمصطلحات والمفردات عندما يتعلق الامر بوضع الحلول، خاصة للوضع الفلسطيني الحالي والانقسام وتطبيع الدول العربية مع اسرائيل وازمة انتخابات اقليم فتح في القدس، عدا الكثير من القضايا الحيوية فيطرحون دوما "الانتخابات "هي العنوان لحلحلة التفكك الفلسطيني حيث يتم ادراج هذا الموضوع وكأنه الاداة السحرية التي ستقوم بالغاء كل همومنا الداخلية خاصة فيما يتعلق بالوحدة والشرعية ولململة فتات الحركات والاحزاب السياسية، وبمهارة عالية يتم البناء على هذه الاداة وعمل البرامج والمفاوضات وطلب المساعدة من الاوروبيين والاصدقاء لمراقبة العملية الانتخابية وايجاد حلول ذكية لاجراء الانتخابات في القدس.

الفلسطينيون يفتقرون الى "تاريخ ثقافة ديمقراطية" ولا ممارسة سياسية ومدنية ديمقراطية. بل انتقلوا من رفع شعار"ديمقراطية البندقية" الى شعار"ديمقراطية الشرعية", وعندما مارسوا الديمقراطية تحت حراب الاحتلال انقسموا ولم يعودوا كما كانوا، ومؤسساتهم السياسية والمدنية مثل اي دولة افريقية تتم بالقوة المتنفذة وبدون منافسة للمصلحة العامة.

وهذا ينطبق على الاحزاب السياسية والنقابية والجمعيات الاهلية غير الربحية. عندما تصاعدت الآلة الدموية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وعنف المستوطنيين ضدهم في الضفة فكان الشعب الفلسطيني يشعر بالضعف لعدم القدرة على الرد او الردع، فكانت هناك فرصة سياسية للقادة المتنفذين ومؤسسات حقوق الانسان باللجوء الى المؤسسات الدولية وخاصة محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، واصبحت هذه المعركة على حافة الاندلاع فور انتهاء صائب عريقات ووزير خارجيتنا ومؤسسات حقوق الانسان من اعداد ملفات جرائم اسرائيل ضد الفلسطينيين، فكلما جرت جريمة تبدأ الطاحونة الاعلامية بالتهديد برفع الملفات الى محكمة الجنايات الدولية والمؤسسات الدولية.

الوضع السياسي الحالي لم يكن فقط نتيجة اوسلو بل هو تراكم ومضمون ومفاهيم المفاعيل السياسية الفلسطينية وخاصة التفرد والهيمنة واستبعاد المنافسيين واضطهادهم، فالثورة الفلسطينية المعاصرة لم تعمل على التحولات الاجتماعية والسياسية المطلوبة للصمود في معركة التحرر بل جندت كل قواها في سبيل استمرار المفاهيم العربية السائدة في دول المحيط ونسخنا النظام الامني من مصر والنظام السياسي من الاردن والسودان وحولنا منظمة التحرير الى كيانية تخدم استمرار الوضع السياسي الحالي سلطة تحت الاحتلال مع رفع شعار ثورة حتى النصر. مازن الجعبري