الحدث- محمد مصطفى
أكد القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي، الشيخ نافذ عزام، أن كل الجهود التي بذلتها حركته، من أجل رأب الصدع بين حركتي "فتح" و"حماس"، وتحقيق حالة وفاق وطني، تتجسد بإجراءات عملية تنهي حالة الانقسام، لم يكتب لها النجاح حتى الآن.
وقال عزام في حوار مع "الحدث": " بذلنا جهوداً كبيرة، امتدت لسنوات، لكن لم نحقق شيء ملموس والفجوات لازالت كبيرة بين الطرفين".
توافق شامل
وحول دعوة حركة "حماس"، وقبول الرئيس بإصدار مرسوم رئاسي، يمهد لإجراء انتخابات عامة، أكد عزام، أنها خطوة جيدة، لكن ما هو مطلوب أكبر وأبعد من ذلك، فالساحة الفلسطينية بحاجة إلى توافقات على مواضيع كثيرة لازالت عالقة، أبرزها منظمة التحرير، وانتخابات المجلس الوطني، وكذلك الانتخابات الرئاسية والتشريعية، بغض النظر عن موقف حركة الجهاد من المشاركة في الأخيرة، لكنها ضرورية.
وأكد أن أكثر ما يحزن حركته، وكل فلسطيني حر وغيور على مصلحة شعبه، بأن الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة يعانون، جراء الاحتلال وممارساته من جانب، ومن الانقسام والمناكفات السياسية وتبعات ذلك من جانب آخر، وهذا يتطلب من كل القوى والتنظيمات الفاعلة على الساحة، بذل كل جهد ممكن من أجل الوصول لحالة توافق.
ولفت إلى أن أكثر معيق أمام تحقيق الوفاق المطلوب، وجود هواجس، وحالة من عم الثقة تنتاب كلا الطرفين، داعياً إلى تجاوزها، والوصول لبناء جسور من الثقة المتبادلة، التي من المؤكد أنها ستحقق الوحدة المطلوبة، خاصة في مثل هذه الظروف العصيبة، وإحكام الحصار وزيادة المعاناة.
واستبعد عزام كلياً وجود أطراف خارجية قد تؤثر على القرار الفلسطيني بشأن المصالحة، مبينا أنه هذا ربما كان موجوداً قبل سنوات، لكنه يعتقد بأن قرار المصالحة والمضي بها حالياً، هو قرار فلسطيني خالص، ويجب التحلي بالإرادة والعزيمة للمضي قدماً، في تحقيق هذا القرار المصري الهام.
ونفى عزام أن تكون حركته شعرت باليأس، أو قررت التخلي عن دورها في هذا الإطار، مؤكدا استمرار بذل كل الجهود الممكنة، للوصل إلى حالة من الوحدة، تحقق وفاق وطني، وتنهي كل الخلافات القائمة.
وكان وفد رفيع من حركة الجهاد الإسلامي زار مصر مؤخراً، والتقى مسئولين في الحكومة المصرية، لبحث سبل تخفيف معاناة سكان قطاع غزة، دون أن ترشح أية تفاصيل حول تلك الحوارات، أو نتائج اللقاءات مع المسئولين المصريين.