الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

لنساعد بايدن كي يساعدنا/ بقلم: نبيل عمرو

2020-11-08 11:54:12 AM
لنساعد بايدن كي يساعدنا/ بقلم: نبيل عمرو
نبيل عمرو

 لا يلام الفلسطينيون على ابتهاجهم بسقوط دونالد ترامب، فما فعله هذا الرجل فاق في أذاه كل ما فعله خصوم الشعب الفلسطيني منذ بدأت القضية الفلسطينية وإلى ما لا نهاية.

لن نستعيد من الذاكرة القريبة ما فعل بنا دونالد ترامب، فما فعله محفور كآثار السياط على جلودنا ولكن بوسعنا بل وواجب علينا أن ندرس جيدا ما الذي سيفعله جو بايدن بشأن قضيتنا وحلمنا المركزي بتحرير أرضنا وإقامة دولتنا وعودة لاجئينا.

الرئيس بايدن له خبرة طويلة في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وإدارته الديموقراطية، أيام رئيسه باراك أوباما استثمرت في هذا الملف الشائك سنة كاملة لم يغادر فيها وزير الخارجية جون كيري الشرق الأوسط متنقلا بين عواصمه وممتهنا السفر بين تل أبيب ورام الله.

أسفر الأمر عن اعتراف من كيري وأوباما بالفشل، وكان كيري شجاعا حين حمّل نتنياهو مسؤولية فشله بعد أن أشاد مطولا بتعاون الفلسطينيين ودعم العرب.

 نحن الآن أمام وضع أمريكي جديد فيه قدر من الإيجابيات إذا ما قورن مع ما فعله ترامب على مدى أربع سنوات من التنكيل والتحريض بالفلسطينيين وضدهم، سوف يعيد بايدن عجلة العلاقات الأمريكية الفلسطينية إلى بعض سابق عهدها، وكان قد أفصح عن ذلك في حملته الانتخابية ولم يحصد فقط تعاطفا فلسطينيا من قبل أهل السلطة في رام الله، بل حصد كذلك أصواتا مهمة حصل عليها من فلسطينيي أمريكا، وأمام التوازن الدقيق في القوى كان الصوت الفلسطيني الذي أثر إيجابا في الصوت العربي والإسلامي قد سجل مأثرة يتعين على بايدن أن يفهمها جيدا، وأن يرد الجميل لمن صوتوا له وهم كلهم أبناء القضية الواحدة، غير أن نقل بايدن من واقع إدارة الأزمات الفلسطينية الإسرائيلية إلى حلها يتطلب رافعة فلسطينية تساعده على التقويم ورسم السياسة وتنفيذ العمل.

الفلسطينيون بواقعهم الحالي لا يملكون القدرة الكافية على حمل بايدن على أن يذهب مبكرا على الأقل باتجاه مشروع تفاوضي يساعد الفلسطينيين على التفاؤل بحل مستقبلي، إذا لا مناص ونحن نتطلع إلى الوضع الجديد في أمريكا من أن يكون عندنا وضع جديد في فلسطين، نودع فيه كل جوانب الضعف في بنائنا السلطوي والسياسي والمؤسساتي، بما في ذلك توديع الانقسام بوحدة وطنية متفاهمة على برنامج سياسي يستقطب الأصدقاء والحلفاء، ويحرج الخصوم والأعداء، فهل نحن كفلسطينيين جاهزون لأمر كهذا؟

إذا كان الجواب نعم فبوسعنا مساعدة بايدن كي يستطيع مساعدتنا كما نريد، وإن تلكأنا وتأخرنا في إنجاز ذلك فإن الزمن لا يرحم، واضعين في الاعتبار أن في إسرائيل حكومة يمينية غير واردة استجابتها إلى أي مقترحات فيها بعض الفائدة للشعب الفلسطيني وهذه الحكومة مرشحة إلى مزيد من التشدد والتطرف وهذا ما يجعل الوقت ثمينا بالنسبة لنا وما يحتم علينا إنجاز المهام المتعلقة بوضعنا في أسرع وقت ممكن.

وفق تجربتنا الغنية؛ فإن لا وجود للمزايا التلقائية في العمل السياسي بل المزايا تصنع، وهذا ما ينبغي أن ننتبه إليه.