الثلاثاء  23 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الفلسطيني أبو حامد.. قصة تاجر خرج للعمل ولم يعد

2014-07-07 05:10:57 PM
الفلسطيني أبو حامد.. قصة تاجر خرج للعمل ولم يعد
صورة ارشيفية

الحدث-قلقيلة-الاناضول

 

عندما خرج زاهي أبو حامد (44 عاماً) للعمل فجراً من منزله في قلقيلية، شمالي الضفة الغربية إلى داخل إسرائيل، لم يكن يعرف أنه كان يودع طفله أدهم (13 عاماً) الذي كان يساوره ليلاً ويسأله عما يريد أن يأكله حتى يحضره له، سيما وأنه الابن الوحيد الذكر بين 5 بنات.
 
ولقي كل من زاهي أبو حامد من مدينة قلقيلية، وأنور سطل من مدينة يافا، حتفهما أمس الأحد، بعد تعرضهما للدهس من قبل مستوطن قرب حيفا، شمالي إسرائيل، بحسب شهود عيان.
 
وفي حديثه مع وكالة الأناضول يقول أدهم: "سألني والدي ليلاً، ماذا تريد أن تأكل، لكي أحضرها لك"، ويضيف "لكنه ذهب للعمل ولم يعد".
 
وبعد صمت طويل، ودموعه تنساب على وجنتيه يواصل أدهم حديثه: "قتلوه.. أخذوه مني".
 
في منزل أبو حامد رجال يستعدون لاستقبال الجثمان الذي تسلمه الجانب الفلسطيني بعد ظهر اليوم الإثنين، ونسوة يتشحن السواد، لا يجدن سوى العويل، تتوسطهن زوجته المنهارة، التي لم تقدر على النطق، ولا تجد سبيلاً إلا البكاء واحتضان أبنائها.
 
تقول غفرى أبو حامد والدة زاهي: "فجر كل يوم وقبل الذهاب إلى العمل، يزورني لأخذ رضائي عنه، سافر لعمله، لم يعد، قتله المستوطنون، حرموه من تربية أبنائه".
 
وتضيف: "كان ينوي بناء بيت جديد بعد عيد الفطر لنجله أدهم، وكان يقول لي سأزوجه عندما يبلغ سن 16عاماً، أريد أن أزوجه لينجب لي أحفاداً".
 
تبكي والدة أبو حامد وتقول مخاطبة والدة الفتى محمد أبو خضير الذي خُطف وحُرق حياً في بلدة شعفاط، شمالي القدس، الأربعاء الماضي، " جرحي وجرحك واحد، كل يوم يقتل المستوطنون أبناءنا".
 
إلى جوار والدة زاهي، كانت تقف ابنته الصغرى، نسمة (6 سنوات) تحمل صورة والدها، تبكي مع بكاء النسوة، وتبحث عمن يشرح لها الخطب.
 
من جانبه، يقول صبحي أبو حامد والد زاهي، "ما جرى هو عملية قتل عن سبق إصرار وترصد، قتله المستوطن، بينما كان يعمل على إصلاح مركبة صديقه".
 
ويضيف: "لم تتواصل حتى الساعة أي جهة رسمية معنا، إسرائيل تحاول وصف عملية القتل بحادث السير، لكن ما جرى كان مقصوداً"، يتنهد ويواصل حديثه قائلاً: "لنا الله، ترك لنا الشهيد خمس بنات وفتى واحداً، سنعيلهم سيعيشون بدون أب".
 
ويعمل زاهي تاجراً، حيث يشتري الأثاث والأدوات الكهربائية المستعملة من المدن والبلدات العربية داخل إسرائيل، ويعمل على إعادة صيانتها وبيعها في الضفة الغربية.
 
وزاهي واحد من مئات الفلسطينيين في مدينة قلقيلية الذين يعملون في بيع الأثاث والأدوات الكهربائية المستعملة، حيث تشتهر المدينة بسوق يطلق عليه سوق "الارتازاخي"، أي الأثاث المستخدم.
 
ويأتي حادث مقتل أبو حامد وسطل في ظل حالة من الغضب تسود الأراضي الفلسطينية، عقب قيام الجيش الإسرائيلي بحملة عسكرية واسعة في الضفة الغربية منذ اختفاء 3 مستوطنين بالخليل في 12 يونيو/حزيران الماضي، والعثور على جثثهم الأسبوع الماضي، اعتقل خلالها أكثر من 800 مواطن، بحسب مصادر فلسطينية.
 
كما يأتي في ظل حالة من الغضب تسود بلدة شعفاط، شمالي مدينة القدس الشرقية والأحياء القريبة منها، على خلفية خطف وحرق الفتى محمد أبو خضير ، الأربعاء الماضي، والذي يعقتد أن مستوطنين إسرائيليين قاموا باختطافه وقتله انتقاماً لمقتل المستوطنين الثلاثة الذين لم تعلن حتى اليوم أية جهة مسؤوليتها عن حادثة اختفائهم ومقتلهم.