الأربعاء  24 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

زيارة الشيخ للبرغوثي.. فتح أمام اختبار أكبر من النقاشات التقنية

2021-02-14 11:36:30 AM
زيارة الشيخ للبرغوثي.. فتح أمام اختبار أكبر من النقاشات التقنية
مروان البرغوثي

خاص الحدث

ما إن عاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح حسين الشيخ من زيارة الأسير مروان البرغوثي في سجن هداريم، حتى بدأت التكهنات والتحليلات والأخبار - المسربة وغير المسربة - تملأ التصنيفات الرئيسية لوسائل الإعلام ومنشورات مواقع التواصل الاجتماعي. ذهب البعض لنقد الجانب التقني السياسي من الزيارة، كيف وصل الشيخ للسجن؟ وهل تُناقش القضايا الوطنية تحت عين وسمع المخابرات الإسرائيلية في زنزانة إسرائيلية لا شك أنها كانت ملغومة بأجهزة التنصت. ولكن النقاش الأهم كان في تبعات الزيارة والأسباب التي قادت لها. 

في الشق الثاني من النقاش، يمكن القول إن الزيارة بحد ذاتها كانت دليلا واضحا على وجود أزمة بين البرغوثي وقيادة حركة فتح المتمثلة بالرئيس محمود عباس، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن ما أثير عن نية البرغوثي الترشح للانتخابات الرئاسية وإمكانية تشكيله قائمة منفصلة عن فتح، هو واقع تعيشه الحركة في مرحلة حرجة وحساسة، ليس بسبب إمكانية خسارتها في الانتخابات فحسب - إن لم تتوحد، وإنما بسبب الضغط الدولي والإقليمي الذي أخذها للانتخابات ثم طلب منها عدم الخسارة، وفي حال خسارتها قد يعيد الإقليم والنظام الدولي حساباته مع التيارات الأخرى كحماس، التي ليس لديها مشكلة بتبني براغماتية فتح السياسية من أجل الحصول على هذا القبول.

بكل الأحوال، لم يناقش الشيخ مع البرغوثي مسألة انتخابات الرئاسة، لأن الوصول لتلك النقطة يتطلب تذليل عقبات كثيفة وكثيرة من أهمها القضايا المرتبطة بانتخابات المجلس التشريعي والتراكمات السلبية بين البرغوثي وقيادة الحركة، وقد طلب أن يكون له رأي في الأسماء التي تتضمنها قائمة فتح للتشريعي، بما يشمل وجود أشخاص محسوبين عليه، مثل: قدورة فارس وحاتم عبد القادر وغيرهم. وعلى هذا الأساس، من المقرر أن تجري زيارات أخرى له في سجنه خلال الأسابيع المقبلة. 

ورغم أن الشيخ حين عاد من سجن هداريم اجتمع لساعات مع زوجة الأسير مروان البرغوثي، وقيادة حركة فتح تتوجه لها فيما يخص زوجها حتى في مواقفه السياسية، إلا أنها تبدو غائبة عن المشهد ككل، على الأقل بشكل علني. وتؤكد بعض المصادر أن البرغوثي طلب من عائلته وحملته ومكتبه عدم التصريح بأي أمر يخص الانتخابات، فيما يبدو أن حاتم عبد القادر وقدورة فارس، وهما من أصدقائه المقربين، قد تولوا مسألة الظهور الإعلامي والحديث باسمه، في ضوء أن كل المصادر المطلعة على الأمر، تشير إلى عزمه بشكل نهائي الترشح لانتخابات الرئاسة، وهذا قد يكون اختبار فتح القادم، الذي من المتوقع أن يؤسس لمجموعة من الخيارات الجديدة منها ما يخص العلاقة مع حماس.