الخميس  16 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

انتفاضة فلسطيني الـ 48 الجماهير لم تخرج بعد! سلام يخترق تعهداته.. والتحالف ينسحب هل تنجح محاولات تهدئة الشارع الفلسطيني في الداخل..؟!

2014-07-08 10:05:14 PM
انتفاضة فلسطيني الـ 48 الجماهير لم تخرج بعد!
سلام يخترق تعهداته.. والتحالف ينسحب
هل تنجح محاولات تهدئة الشارع الفلسطيني في الداخل..؟!
صورة ارشيفية

 الحدث- الناصرة- ربيع عيد

كما في أكتوبر 2000 عندما هبّ الفلسطينييون في الأراضي المحتلة عام1948 التحاما مع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، تجري هذه الأيام العديد من مظاهرات الغضب في عدة بلدات عربية انفجرت بشكل عفوي بعد مقتل الشهيد محمد أبو خضير، تحولت إلى مواجهات مع الأمن الإسرائيلي الذي قمع هذه النشاطات وقام باعتقال المئات. ولعل أبرز أوجه الشبه بين عام 2000 واليوم، هو نزول الجماهير وبالأخص الجيل الشبابي للشارع، دون توجيه من القيادات والأحزاب السياسية كما كان يجري عادة في المظاهرات والمناسبات الوطنية.
والمفاجئ ايضا في الهبة الأخيرة، هو حدة المواجهة واستمرارها بشكل يومي، بعد أن بدأت في بلدات المثلث لتنتقل إلى الجليل والنقب والساحل، خصوصا أن هنالك بلدات تشهد مواجهات مع الشرطة بشكل يومي، مما أربك المؤسسة الإسرائيلية التي قامت بإعتقال المئات، العديد منهم قاصرين، قسم أُطلق سراحه وقسم ما زال قيد الاعتقال. وبموجب المعلومات التي ترد تباعًا من المحاكم إلى مركز عدالة، بعد جلسات يوم أمس، الإثنين 7.7.2014، بقي في المعتقلات 75 معتقلاً من بينهم 37 طفلاً. منذ الأمس أضيف إليهم اليوم 33 معتقلاً، أيّ حتّى هذه اللحظة هناك 108 معتقل على خلفية هذه الهبة الجماهيرية.
ولكن ليس الاعتقال وحده الطريقة التي تعمل عليها إسرائيل بهدف انهاء الحراك الشعبي المتصاعد، فقد بادر العديد من المسؤولين والوزراء الاسرائيليين بالاتصال مع عدد من قيادات عرب الداخل خصوصاً رؤساء السلطات المحلية العربية، طالبين منهم تهدئة الشارع، وعدم السماح بتفجر الأمور. فعقد ظهر اليوم في مجلس محلي جديدة المكر اجتماع ضم وزير الداخلية جدعون ساعر، مع رؤساء سلطات محلية في منطقة الشمال، أصدروا في أعقابه بيانا جاء فيه: "دولة اسرائيل تمر بأيام صعبة، علينا العمل جميعًا لتهدئة الاوضاع بين اليهود والعرب، هنالك أجسام تحاول تأجيج المشاكل، ويهمها أن تزداد الأحداث توترًا، وتتولى قوات الأمن ووحدات حفظ النظام أمرهم بحسب القانون". وأضاف البيان: "أغلب الجمهور لا تشارك في هذه الأعمال، وتستنكرها جملةً وتفصيلًا، تهدئة الأمور هو مطلب الساعة لإعادة الحياة لمجراها الطبيعي في البلاد، وسنكمل سويًا العيش المشترك في هذه البلاد ولن نسمح للمتطرفين بالمس بالتعايش المشترك والخاص في بلادنا".
أصوات التهدئة
كما وقع رؤساء السلطات على وثيقة يطالبون فيها "المواطنين بالتروي والمحافظة على العيش المشترك وعلاقات الجيرة الطيبة مع جيرانهم الإسرائيليين". وجاء في العريضة أيضًا أنه لم تحدث للآن مصائب كبيرة في منطقتنا، رغم ألم الأحداث نحن نشارك العائلات مصابها، وسنعمل سويًا لإنهاء هذه الأحداث والاستمرار بالعيش بهدوء.
بيان اليوم الذي وقع عليه العديد من رؤساء السلطات المحلية، اتى بعد عدد من البيانات التي اصدرت من المجالس المحلية خصوصا تلك التي شهدت مواجهات، دعوا فيها الناس إلى التهدئة وعدم تخريب الممتلكات العامة. ولعل أبرز ما حدث من خلافات داخلية بين القوى السياسية للفلسطينيين في الداخل هو ما حصل في مدينة الناصرة، التي شهدت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمتظاهرين الذين حاولوا قبل أيام الوصول إلى المفرق الخارجي للمدينة مما دفع الشرطة للهجوم بقنابل الغاز، وقيام المتظاهرين بحرق الاعجال وحاويات القمامة، ما دفع رئيس البلدية الجديد "علي سلام" لاصدار بيان يدين فيه أعمال الشغب ويهاجم الأحزاب السياسية متهما إياها باشعال الأحداث والهروب.
الناصرة قلعة وطنية؟
سلام لم يكتفِ بمهاجمة المتظاهرين، بل رفض طلب لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية بتنظيم مظاهرة وحدوية ضخمة يوم الجمعة في مدينة الناصرة، مما دفع القائمة الأهلية المتحالفة مع سلام للإنسحاب من التحالف كما جاء في بيان نائب "علي سلام" عن التجمع، عوني بنا اليوم والذي جاء فيه "  تقوم استقالتي على الأسباب التالية: لقد خرقت كرئيس للبلدية، التزامك بالعمل وفق قرارات لجنة المتابعة التي هي المرجعية السياسية العليا لشعبنا بالداخل، واخترت ذلك ضمن مرحلة سياسية خطيرة وحرجة، حيث يقوم شعبنا بتفعيل حراك سياسي هام، وباحتجاجات غضب ضد القمع والعنف الإسرائيليين" .وتابع البيان: "فمن الطبيعي سياسيا أن تحتضن الناصرة غضب الجماهير العربية ونضالها العادل، هذه مكانتها الطبيعية، ومن يريد أن يمثل هذا البلد، عليه أيضا أن يمثل مكانتها ودورها القيادي، إن الإصرار على تحييد دور الناصرة، والإصرار على رفض قرارات المتابعة بإجراء مظاهرة قطرية في الناصرة، يعد استمرارا لنهج الجبهة الرافض للمظاهرات القطرية في الناصرة، ونحن نأسف لهذا، بالإضافة لذلك حملت من خلال تصريحاتك القيادة العربية، مسؤولية الاحتجاجات الشرعية، ضاربا بذلك عرض الحائط بحقنا في تحميل المسؤولية لعنصرية المؤسسة الإسرائيلية، بما فيها الشرطة والحكومة وقوات الأمن، بشكل يناقض حتى تقرير لجنة "أور" الذي يعترف بعداء الشرطة للجماهير العربية".
وردا على ممارسات علي سلام واستمرارا للحراك الشعبي، دعا الحراك الشبابي في مدينة الناصرة إلى مظاهرة غدا الاربعاء للتعبير عن الغضب على ما تقوم به المؤسسة الاسرائيلية خصوصا مع بدء العدوان على قطاع غزة.
عكا تدخل على خط المواجهة
وفي عكا يوم أمس، جرى أيضا مشاحنات بين المتظاهرين وتجار البلدة القديمة، بعد أن حاول المتظاهرون دخول البلدة القديمة في مظاهرة احتجاجية، الأمر الذي دفع ببعض التجار لطرد الجموع، خوفا على ما يبدو من مواجهات قد تحصل تضر بعملهم خصوصا في شهر رمضان، ومع اقتراب عيد الفطر الذي يعتبر حدث اقتصادي مهم للعرب في المدينة. وعلى ما يبدو، فإن الاصطدام مع القيادات التقليدية هو سمة المرحلة القادمة، أو على الأقل الأيام القادمة، إذ لم يحدث شيء ما يغير صورة الوضع القائم، خصوصا مع بدء العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة.
 ففي عدوان عام 2008 كان للفلسطينيين في الداخل مظاهرات بعشرات الالاف يومها، وبمشاركة من جميع القوى السياسية بما فيهم رؤساء المجالس المحلية، ونذكر منها مظاهرة سخنين التي شارك فيها قرابة 150 ألف متظاهر.
الشارع لم يخرج بعد
بالرغم من ذلك، ما زال النشطاء الشباب مصرين على مواصلة حراكهم رغم الاعتقالات وسياسة الترهيب، ومحاولات التهدئة وتنفيس الحراك، آخذين بعين الاعتبار الحساسيات الداخلية للمجتمع المحلي، وباحثين عن أساليب جديدة لتحشيد الناس وضمان مشاركة أكبر ردا على ممارسات المؤسسة الاسرائيلية والصوت الداخلي الخائف.
وفي حديث مع الناشط الشبابي "فادي عاصلة" حول توقعاته للأيام القادمة، أكد عاصلة لمراسل "الحدث" أن ما حصل في الأيام الأخيرة لن يردع الحراك الشبابي، جازما بأن الحراك اليوم في مرحلة لا يمكن أن يتراجع عنها، معتبرا أن الجيل الثالث بعد النكبة يختلف عن الأجيال السابقة، وهو مكشوف على كل محاولات التدجين التي تحاول انتهاجها المؤسسة الاسرائيلية ولا يخاف تهديدات الشاباك، وذلك بسبب تراكم الوعي السياسي النابع عن تجربة 66 سنة مع دولة الاحتلال.
وعن امكانية الحوار بين الحراك الشبابي والقيادات التي تدعو للتهدئة، استبعد عاصلة حدوثها قائلا "من الصعب محاورة نظام اجتماعي مخترق، بعضهم لديه مكاسب سياسية أو اقتصادية، والرد الوحيد هو تحشيد الناس في الشارع وتوسيع دائرة المشاركين وتوحيد المجهود الشبابي والتواجد في الشارع، فهذا هو الحضور الذي تفهمه المؤسسة الاقتصادية والسياسية في إسرائيل.
وخلص عاصلة إلى القول "الأيام القادمة مصيرية، خصوصا مع بدء الحملة العسكرية على قطاع غزة، فالشارع لم يعطِ كلمته حتى الآن، وعندما يخرج الشارع بالآلاف وعشرات الآلاف سيخبو صوت التهدئة، حتى أن بعض القيادات التي دعت إلى التهدئة سنراها بيننا في الشارع".