السبت  27 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

القيادة أضاعت الطريق/ بقلم: نبهان خريشه

2021-05-28 04:58:54 PM
القيادة أضاعت الطريق/ بقلم: نبهان خريشه
نبهان خريشة

 

القيادة الفلسطينية اليوم وصلت الى طريق مسدود، فلا مسار امامها لإقامة الدوله الفلسطينية ، ولمواجهة سياسات الاحتلال ، كمصادرة الاراضي في الضفة الغربية والقدس لصالح المستوطنين، ومضاعفة اعدادهم، واعاقة حرية حركة الفلسطينيين مما  يحول بينهم وبين ابواب رزقهم، وغيرها من السياسات التي تقف حائلا دون اقامة دولة فلسطينية.

والقيادة الفلسطينية اليوم ، حالها كحال القيادة شبه الاقطاعية والدينية قبل الـ 1948 ، التي كانت مواقفها لا تؤهلها لتنظيم الشعب الفلسطيني لانقطاعها عن حياته، فلم تمثل الفلاحين والعمال الذين كانوا يشكلون غالبية السكان آنذاك، بالاضافة الى انها كانت منشغله بالتنافس على المراكز القيادية ومنافعها، وذهب بعضها للتعاون مع الاحتلال البريطاني في قمع ثورة عام 1936 ، ككتائب السلام التي تم تشكيلها من تحالف عائلات اقطاعية – دينية..   

إن المشهد اليوم اكثر تعقيدا، فخديعة اتفاق اوسلو اعادت السعي الفلسطينيي للتحرر الى المربع الاول مع اختلاف الادوات، فأدوات قيادة اليوم دبلوماسية وسياسية تتركز في مجملها  التوجه للمجتمع الدولي ومنظماته لاستصدار وبيانات وتصريحات تدين السياسات الاسرائيلية، وتؤيد حق الفلسطينيين في اقامة الدولة .. هذا التوجه الذي تواجهه اسرائيل بإدارة الظهر، مدعومة بمواقف الولايات المتحدة، وبميوعة المواقف الاوروبية ومسك العصا من المنتصف، ومدعومة ايضا بسلسلة من المواقف العربية الغنائية الفارغه من المضمون..  

صحيح انه من الصعب، بل من المستحيل عودة قيادة اليوم الى الكفاح المسلح، بسبب توجهاتها "المعادية" لهكذا خيار، الا انها تعيد اختراع العجله بتبنيها خيار المقاومة الشعبية السلمية، الذي طالما اعتمده الفلسطينيون مع بدايات الاستيطان اليهودي في فلسطين، في سنوات العشرينييات والثلاثينييات والاربعينييات، مثل المظاهرات التي كان يقودها موسى كاظم الحسيني في يافا والقدس او الاضراب الاطول في العالم في عام 1936

وفي جردة حساب لما انجزته "المقاومة الشعبية السلمية" التي ترددها قيادة اليوم منذ اكثر من 15 عاما، نجد أن عدد المستوطنين في الضفة الغربية (بدون القدس الشرقية ) ازداد بنسبة 42% مقارنة بالعام 2010 اذ يبلغ عددهم اليوم نحو 450 الف مستوطن فيما بلغ عددهم في القدس نحو 220 ألفا، ناهيك عن عربدتهم على طرق الضفة الغربية ومهاجمتهم لقرى وبلدات فيها، بالاضافة الى ان عدد الاسرى في سجون الاحتلال مع نهاية العام 2020 وصل الى 4,184  اسيرا  ..

ولعل الاسئله الاكثر اهميه، هي كيف للمقاومة الشعبية ان تحقق اهدافها وان تصبح آليه لاقامة دولة مستقله، والأجهزة الامنية تنسق مع قوات الاحتلال على أعلى المستويات؟؟  او بكلمات ناصر القدوة " ما يجري ليس تنسيقا امنيا بقدر ما هو ارتباط مباشر لجزء من الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأجهزة الأمن الإسرائيلية"!!  .. وكيف لها ان تحقق اهدافها والاجهزة الامنية تقمع المظاهرات، وتعتقل المتظاهرين كما شاهدنا في المظاهرات ضد العدوان الاسرائيلي الاخيرعلى قطاع غزة ، كما انها تقف حاجزا بين المتظاهرين وقوات الاحتلال على نقاط التماس في مدن الضفة الغربية؟؟ !!

إن القيادة الفلسطينية الحالية أضاعت الطريق، إذ انها لا تسعى لتحويل المقاومة الشعبية لوسيله فاعله لكنس الاحتلال، وهي عاجزه عن الغاء او على الاقل تجميد العمل باتفاق اوسلو، وفي المقدمة وقف التنسيق الامني مع اسرائيل، كما انها عاجزه عن اطلاق  حملة لمقاطعة البضائع الاسرائيلية، بالاضافة الى عدم جديتها في انهاء الانقسام وتحقيق الوحدة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ناهيك عن اصدار قوانين ومراسيم تؤدي لإضعاف  منظمات العمل الاهلي واخراس المعارضين .. والقائمة تطول