الخميس  09 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

أوقفوا هذا الجنون| بقلم: عصام بكر

2021-07-07 09:02:16 AM
أوقفوا هذا الجنون| بقلم: عصام بكر
عصام بكر

ما يجري في الضفة الغربية منذ مقتل الناشط نزار بنات أثناء عملية اعتقاله من قبل قوة من الأجهزة الأمنية أواخر الشهر الماضي، وما تلاه من خروج مسيرات غضب شعبية تنديدا بمقتله، وللمطالبة بمحاسبة من قام بهذا العمل، وقمع هذه المسيرات من قبل الأجهزة الأمنية، والاستخدام المفرط للقوة بحق المواطن الفلسطيني ينذر بانزلاق خطير، والدخول في مربع المحظورات التي لا يريدها أحد، ولا يجب أن نصل إليها بأي حال من الأحوال.

راعنا جميعاً المشهد الموجع بحق الناس، والمشاركين في الوقفات، والتظاهرات التي عبرت عن رفضها لهذا السلوك الذي لا يتناسب مع قيم، وأخلاق شعب تجرع الويلات على يد الاحتلال، وما زال يعاني من عنجهية المحتل الجاثم فوق صدورنا، وهو ما يجب أن لا يغيب عن أحد منا أن التناقض الأساس هو ما زال  مع هذا الاحتلال، وعليه يجب تغليب كل التناقضات الداخلية لصالح التوجه لمواجهة الاحتلال، والاقتداء بنموذج بيتا القرية الصغيرة القريبة من نابلس ذات الفعل الكبير العالي في نضالها المتواصل يومياً منذ نحو 70 يوماً رفضاً للاستيطان، بيت دجن شرق نابلس، وهي تقاوم بإرادة أبنائها مشاريع ومخططات الاحتلال، ومستوطنيه الحاقدين، كفر قدوم إضافة إلى عشرات النماذج الأخرى من صناع المقاومة الشعبية في مواجهة الاحتلال لا أن تتدحرج الأمور إلى زوايا الفلتان التي بتنا أقرب للأسف منها.

المسألة ليست مجرد حالة تنفيس أمام مقتل ناشط قد نختلف أو نتفق معه هذا شأن آخر بل ما يجري أكثر خطورة من ذلك  بكثير  بحيث أنه يجعل الجميع على شفى الهاوية أي - الفوضى الخلاقة -  وتفتيت المشروع الوطني وكأن حالة الانقسام المتواصل وما جرى خلالها ليست كافية لنتعلم منها الدروس، والعبر، ومدى التكلفة والدمار التي لحقت بالحالة الوطنية، والنسيج الاجتماعي ومقومات الصمود في وجه الاحتلال ألا يكفي ما يجري أمام أعيينا! لنا في الانقسام عبرة يا أولي الألباب إن كان هناك من يتعظ!!

 لذلك علينا العمل بسرعة قبل فوات الأوان بخطوات جدية ملموسة من العقلاء من الشرفاء من الناس الطيبين الأصيلين أبناء البلد أسراها المحررين من أجل معالجة جدية جذرية قوامها، وعنوانها الأساس سيادة القانون، وصون الحريات العامة، ووقف التعدي عليها بل محاسبة كل من قام بأي اعتداء على أي مواطن ومتابعة حثيثة لمقتل نزار بنات، وإيجاد آليات لمنع تكرار ذلك وكشف الحقيقة أمام الجمهور علنا دون إخفاء أو إبطاء أو تلكؤ.

الصورة الحقيقية الطبيعية هي صورة الصمود، والتكاتف التي كانت قبل أسابيع قليلة في مواجهة الاحتلال وحربه العدوانية على الشعب الفلسطيني خصوصا في القدس، وغزة، والضفة، والداخل شعب واحد في مواجهة محتل لئيم يزرع الحقد، والعنصرية في كل شبر من أرضنا لا يجب تهشيم هذه الصورة فهي التي أعادت القضية لصدارتها أمام العالم أجمع ومعها حركة التضامن الدولي التي نحتاجها وهي ما نتمسك به بديلا لصورة قبيحة لا أحد يرغب أن يراها أو حتى أن تبقى عالقة في ذهنه لماذا الإصرار على استبدال الصورة؟ بأخرى لا تليق بنا ولا بتضحيات شعبنا.

من أجل ذلك كله علينا وقف هذا الجنون هذا خروج عن العقل ضرب الصحفيين، والصحفيات الاعتداء على محرمات وممتلكات عامة الدخول في أتون وضع داخلي هو خروج عن قوانين ومعتقدات تمهيداً لانهيار البلد بكاملها ليس السلطة فقط لا أحد يرغب بأن نشهد اليوم التالي لسقوط البلد في وحل الاقتتال، وما يحمله من وبال - إعادة هيبة السلطة، وأجهزتها تأتي من خلال استعدادها لحماية الناس، وكرامتهم،  وحفظ السلم الأهلي، وحقن الدماء لا بد من علاج  جدي وجذري قبل التحول لدولة عميقة تفقدنا ما تبقى حتى من ذكريات علينا العمل على وثيقة شرف وطنية مغايرة بأدوات وآليات عمل جديدة إعادة الاعتبار لمنظومة العمل الوحدوي والكفاحي، وتغليب المصلحة الوطنية فوق أي اعتبارات ضيقة وفئوية ليتوقف هذا الجنون فورا.