كيف تفاعل التونسيون مع قرار سعيد تكليف أول امرأة عربية لتشكيل الحكومة؟

الحدث العربي والدولي

حظي قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد القاضي بتكليف نجلاء بودن لتشكيل الحكومة التونسية، تفاعلا واسعا في أوساط التونسيين والعرب، سيما وأن بودن تعتبر أول امرأة عربية تمتثل لهذا المنصب.

وكتبت الشاعرة التونسية بسمة مرواني عبر حسابها في "فيسبوك": "هذا اليوم بدأ مشرقا، وزاد سعادة، هذا هو الخبر الأجمل، تونس منجم المفاجآت".

وعبرت مرواني عن احترامها الكبير لمن وصفتهم بمن لهم نمو الوعي المبهج والثقة في أداء المرأة التونسية لمسؤولياتها".

وأكد سعيّد في مقطع فيديو نشرته الرئاسة على موقعها على فيسبوك على البعد "التاريخي" لخياره وقال: "لأول مرة في تاريخ تونس امرأة تتولى الرئاسة حتى نهاية التدابير الاستثنائية، وسنعمل معا على القضاء على الفساد والفوضى التي عمت الدولة".

وتابع "هذا شرف لتونس وتكريم للمرأة وهذه مسؤولية تاريخية والمرأة قادرة على القيادة، مثل الرجل".

ووصفت الشاعرة التونسية الذين يثبطون أعمال المرأة ويقزمون أداءها بالمتخلفين، معتبرة أن قرارات قيس سعيّد بمثابة صفعة في وجههم.

بدورها، قالت الكاتبة التونسية ألفة يوسف إنها خطوة إيجابية جدا "رمزيا"، ولعلها ترث فقط نصف المشاكل الاقتصادية والسياسية التي تتخبط فيها تونس".

وأضافت أنها في انتظار تحقق المساواة الكاملة بين المواطنين والمواطنات، راجية التوفيق لبودن.

وبودن هي أستاذة تعليم عال في المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس متخصصة في علوم الجيولوجيا، وتشغل حاليا خطة مكلفة بتنفيذ برامج البنك الدولي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بحسب رويترز.

كما أنها تولت مسؤولية تنفيذ مشاريع البنك الدولي في وزارة التعليم، وفق الوكالة.

وبحسب مصادر إعلامية تونسية، عينت بودن مديرة عامة مكلفة بالجودة بوزارة التعليم العالي سنة 2011، وشغلت منصب رئيسة وحدة تصرف حسب الأهداف بالوزارة ذاتها، وكلفت بمهمة بديوان وزير التعليم العالي السابق شهاب بودن سنة 2015.

في المقابل رأى السياسي التونسي جوهر بن مبارك أن حركة قيس سعيد مدانة، كونه قزم منصب رئيس الحكومة في وقت سابق، ثم عين عليه امرأة تقديرا للمرأة.

وعلق على ذلك متهكما: "هي في الحقيقة لن تشكّل أيّ شيء، كلّ شي شكّله وحده".

وكان سعيد قد أصدر منذ أسبوع تدابير "استثنائية" بأمر رئاسي أصبحت بمقتضاه الحكومة مسؤولة أمامه فيما يتولى بنفسه إصدار التشريعات عوضا عن البرلمان، ما اعتبره خبراء تمهيدا لتغيير النظام السياسي في البلاد بدلا من البرلماني الذي نص عليه دستور 2014.

وخرج آلاف التونسيين في مظاهرة واسعة احتجاجا على قرارات سعيد، الأحد الماضي، معتبرين أنه يمارس حكما فرديا مطلقا.

وعبر جوهر عن أسفه بأن تشكل أول امرأة في تاريخ تونس أول حكومة "غير شرعية".

يذكر أنه في 25 تموز الماضي، أعلن الرئيس التونسي في "خطوة مفاجئة" تجميد أعمال البرلمان وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي وتولي السلطات في البلاد، الأمر الذي جعل العاصمة وعدد من ولايات البلاد تشهد احتفالات مساندة له.