الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بين الهذال والهذالين حكاية استعمار ومقاومة

2022-01-18 11:10:29 AM
بين الهذال والهذالين حكاية استعمار ومقاومة

الحدث الفلسطيني

كتبت الأكاديمية في جامعة بيرزيت رلى أبو دحو معقبة على استشهاد المسن سليمان الهذالين يوم أمس متأثرا بجروحه الخطرة التي أصيب بها بعد أن دهسته مركبة تابعة لقوات الاحتلال، في الخامس من الشهر الجاري، إن سليمان الهذالين من مسافر يطا، "اختار أن يبقى صامدا قابضا على جمر المقاومة لا يبارح أرضه، وكان رمزا لرفض الاقتلاع والتهجير، فلا مكان لنا إلا هذه الأرض عليها ولد وعاش أجدادنا وعليها سنحيا ونظل نقاوم ونستشهد".

واستذكرت أبو دحو المناضل العراقي متعب الهذال الذي يتشارك مع الهذالين نصيب من اسمه ومسيرة نضاله، فالهذال كان له باع طويل من محاربة الاستعمار الأمريكي ومقاومته.

وحول ذلك قالت أبو دحو: "بين متعب الهذال في وادي العيون، وسليمان الهذالين في مسافر يطا، تاريخ استعمار اقتلاع وتشريد واحتلال، وبين الاثنين حكاية مقاومة".

وأضافت: "لم يحتمل متعب الهذال رؤية وادي العيون تقتلع أشجارها لصالح الشركة الأمريكية المستعمرة، فارتفع وطار واختفى في الصحراء محذرا من الخطر القادم".

وأكدت أبو دحو أن الشعوب من المحيط إلى الخليج ترفض الاقتلاع والتهجير، وتقاوم الاستعمار.

والهذال، هو شيخ من مشايخ قبيلة عنزة في العالم، عراقي، ويعد من أشهر الشيوخ على مستوى الخليج والجزيرة والعراق والشام.

وجسد شخصيته الكاتب السعودي عبد الرحمن المنيف في رواية مدن الملح المؤلفة من خمسة أجزاء حيث يتناول الجزء الأول منها بوادر ظهور النفط في الجزيرة العربية من خلال سكانها، حيث تظهر شخصية متعب الهذال الرافضة -كتعبير عن الموقف العفوي لأصحاب الأرض- ومواجهة السلطة العنيفة لهذا الرفض.

أما في الجزء الثاني فينتقل منيف إلى تصوير أهل السلطة والسياسة في الصحراء التي تتحول إلى حقل بترولي، ونقطة البداية كانت انتقال الحكم من السلطان خربيط إلى ابنه خزعل الذي يمنح كل التسهيلات إلى الأمريكان لتحقيق مخططاتهم.

وفي الثالث يعود إلى جذور العائلة الحاكمة إلى سنوات الصراع القبائلي التي تتوج خربيط كأهم حاكم في المنطقة في اللحظة التي يقتحم فيها الغرب الصحراء فيجد في تحالفه مع خربيط وسيلة لامتلاك الثروة التي كان يبحث عنها ويستغل السلطان ذلك الظرف للهيمنة على كل ما يمكن أن تطاله يده ويعود هذا الجزء إلى نشأة كل من خزعل وفنر.

وفي الجزء الرابع يستعرض عبد الرحمن منيف حال السلطان المخلوع "خزعل" بعد أن أطاح به أخوه الأمير "فنر" خلال زيارة إلى ألمانيا.

وفي الجزء الأخير بعد أن يستقر الأمر بلا منازع لفنر يعود منيف لرصد حالة الناس في ظل هذه المتغيرات حيث لا تبقى العادات هي نفسها ولا حتى الأمكنة ويتغير حتى شكل الانتماء والهوية.

بالأمس، استشهد المسن الفلسطيني سليمان الهذالين، الذي كان نموذجا للمقاومة في الضفة الغربية، ففي كل فعالية أو مظاهرة يكون دائما في الصدارة، يتصدى للجنود وآلياتهم العسكرية مرتديا حطَّة بيضاء مسدلة على كتفيه، وبيده عصاه يتكئ عليها ويلوّح بها في المظاهرات والفعاليات الشعبية إلى جانب علم فلسطين، فهل ستجد سيرة الهذالين من يؤرخها كما سيرة الهذال؟.