الثلاثاء  19 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

خبراء اقتصاديون لـ "الحدث": الدولار سيواصل الارتفاع وتوقعات بوصوله 3.55 شيقل

متى نشتري الدولار أو نبيعه؟

2022-07-06 08:35:26 AM
خبراء اقتصاديون لـ
دولار أمريكي

بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل.. ارتفاعات مرتقبة على أسعار السلع

 

خاص الحدث

 

سجلت أسعار صرف الدولار مقابل الشيقل، ارتفاعا ملحوظا خلال الأسابيع الماضي، قفزت فيها عن 3.48 للدولار الواحد مقابل الشيقل، حيث أكد خبراء اقتصاديون لـ"صحيفة الحدث"، أن هذا الارتفاع سيتواصل خلال الأشهر المقبلة ومن الممكن بلوغه حاجز 3.5 شيقل.

يقول الخبير الاقتصادي محمد سلامة في لقاء خاص مع "صحيفة الحدث"، إن أحد أهم أسباب ارتفاع الدولار الحالية هو اعتبار الدولار كعملة الاحتياط الأولى في العالم، وبسبب الاضطراب الذي حصل في النظام المالي العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية وتبعاتها مثل ارتفاع أسعار الطاقة وارتباك النظام المالي العالمي وتراجع النمو الاقتصادي أصبح الدولار عملة ملاذ، مضيفا أن المستثمرين لجأوا لعملة الدولار لأنها بعيدة عن التأثر بالحرب بين أوكرانيا وروسيا.

وأشار، إلى أن استمرار مشكلة التضخم في الاقتصاد الأمريكي من الربع الأخير  من العام الماضي 2021 والمستمرة حتى الآن، أحد أسباب التغيرات على سعر صرف الدولار. قائلا، إن التضخم يرتفع بقوة ويتزايد المستوى العام للأسعار، لأسباب عديدة، أهمها ارتفاع تكلفة التوريد أو الشحن للبضائع، حيث ساهمت في رفع تكلفة عناصر الإنتاج وبالتالي ارتفاع أسعار الطاقة والنفط، وهم ما ساهم في تغذية التضخم، وبالتالي أصبح لدى الدولار فارق الفائدة بين العملات الأخرى، وهناك من اشترى الدولار بسبب هذا الفارق.

ويرى سلامة أن الاقتصاد الأمريكي قادر على استيعاب مشكلة التضخم في العالم أكثر من الاقتصادات الأخرى، ومدى التأثر بالاقتصاد الأمريكي كونه اقتصادا كبيرا سيكون أقل من الاقتصادات الأخرى وبالتالي هذه مجموعة من الميزات التي اكتسبها الدولار بالإضافة إلى حاجة الولايات المتحدة لدولار قوي في ظل ارتفاع التضخم لأن الدولار الضعيف يزيد من مشكلة التضخم وواشنطن بصدد معالجة هذه المشكلة بوجود رغبة بوجود دولار قوي.

وأردف الخبير الاقتصادي سلامة، أنه طالما الظروف مستمرة بنفس الوتيرة، خاصة بما يتعلق بالحرب بين أوكرانيا وروسيا وإمكانية رفع الفيدرالي الأمريكي سعر الفائدة إلى 3.5 و4% في العام المقبل، وطالما أن مجموعة الظروف متوفرة نتوقع أن يحتفظ الدولار بقوته في المدة المنظورة ويمكن أن لا يسجل ارتفاعات أكبر مما هو عليه الآن، ولكن سيحتفظ الدولار بقوته وممكن أن تضاف له قوة بسيطة بحسب تطورات الأوضاع، لأنه ما زالت هناك مخاوف تحول دون ارتفاع كبير على سعر صرف الدولار الأمريكي.

وبحسب سلامة، فإن أسعار صرف الدولار مقابل الشيقل ستتأثر بعوامل وأسباب أخرى تضاف لعوامل قوة الدولار التي تم ذكرها سابقا، لأن الشيقل له خصوصيته بأنه أصلا يعتبر متغيرا يتبع تقلبات مؤشرات الأسهم العالمية.

وقال سلامة، إنه في تحليل سعر صرف الدولار إلى شيقل، نرى أن مؤشر ناسداك "الاسم الشائع للشركات التي تقدم خدمات مالية وتعمل في أسواق الأوراق المالية" هو المؤشر المستقل بينما الشيقل هو المتغير التابع، كلما انخفض مؤشر الأسهم ينخفض الشيقل تباعا لأنه متغير تابع لتغيرات أسعار الأسهم العالمية بسبب أن البنك المركزي الإسرائيلي كان يشترط على محافظ الاستثمار الإسرائيلية في الخارج أن تتحوط ببيع الدولار في حال الارتفاع على المؤشرات وشراء الدولار في حالة انخفاض المؤشرات لإدارة مخاطر الاستثمار الخارجي، وبشكل عام المحافظة على الاستقرار للاستثمار الخارجي بالنسبة للاحتلال، وهذه التعليمات أثرت بشكل كبير وجعلت الارتباط ما بين مؤشر ناسداك والأسهم الأمريكية والعالمية عموما مع الشيقل الإسرائيلي  هو ارتباط قوي، لدرجة تقترب من الارتباط الهيكلي.

وأوضح، أن هناك توقعات بأن يتجاوز الدولار مستوى 3% في مدى حتى شهر 10، ويصل إلى ما يقارب 3.55 مع العلم أن هناك سقفا عند 3.48 أو 3.50 من الممكن أن يتجاوزها الدولار قليلا، ويحتاج الدولار لقوة إضافية لتجاوزه ولكن في حال تجاوزه لن يكون هناك ارتفاع كبير ونأمل أن يصل إلى 3.55 قبل نهاية شهر 10.

نشتري أم نبيع الدولار؟

يقول سلامة في لقائه مع "صحيفة الحدث": نشتري الدولار في مناطق تقترب من 3.30- 3.35، على اعتبار أن دورة صعود الدولار أمام الشيقل لم تكتمل، والسبب الثاني هو عدم تحقيق الأهداف لأن السوق يبقى في حالة تردد في بيع الدولار بقوة ومنح الشيقل قوة كبيرة طالما لم يكتمل النصاب ولم نبلغ ذروة الارتفاع، وبشأن ذروة الارتفاع ما زال هناك وقت يحتفظ فيه الدولار بقوته لمدة شهور وليس لأيام، وبالتالي ننصح بشراء الدولار في مناطق بين 3.28 أو 3.30، وعند حدود 3.48 هذه مناطق بيع حتى في تجاوز سعر صرفه 3.43.

وعن تأثير ارتفاع الدولار أمام الشيقل على السوق الفلسطيني، قال، إن ضعف الشيقل أمام الدولار سيغذي التضخم وسيغذي ارتفاعات الأسعار في المستوى العام، خاصة السلع المستوردة من الخارج، سواء كان التاجر الفلسطيني هو من استوردها من الخارج أو كانت أصلا مستوردة من قبل تجار إسرائيليين.

وأوضح، أن البضائع المستوردة من الدول الأجنبية سعرها سيرتفع إذا ما ضعف الشيقل وهو ما يساهم في رفع التضخم لدينا وارتفاع المستوى العام للأسعار، وتآكل مدخرات المواطنين الذين يدخرون بالشيقل أو الذين يحصلون على رواتبهم بعملة الشيقل، وارتفاع الأسعار أمر طبيعي ويعادل فرق سعر الصرف الذي ممكن أن يستفيد منه المواطنين.

أما المختص الاقتصادي أحمد أبو قمر، فيرى، أن الدولار خلال الأسبوع الأيام المقبلة سيتحرك ضمن نطاق معين وضيق، ولن تكون هناك انخفاضات أو ارتفاعات كبيرة جدا، بسبب عدم وجود أحداث تعطي قوة للدولار أو الشيقل، وسيكون التحرك ما بين 3.38 و 3.44.

وقال أبو قمر في لقاء خاص لـ"صحيفة الحدث"، إن هناك اجتماعا مقبلا للبنك المركزي الإسرائيلي، سيعلن فيه عن أسعار الفائدة، ومن المتوقع أن يكون هناك رفع للفائدة على غرار ما قام به البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه الأخير قبل أسابيع. مضيفا: إذا كان الرفع أكثر من المتوقع سنشهد بعض القوة على الشيقل ويمكن أن يعود الدولار مقابل الشيقل إلى نهاية الثلاثينيات (3.38) وفي حال كان الارتفاع كما هو متوقع سيتراوح مستوى صرف الشيقل في الأربعينيات بكل بساطة، ويمكن الوصول لنهاية الأربعينيات.

وأشار أبو قمر، إلى أنه في الفترة المقبلة، يمكن أن نشهد قوة للدولار مقابل الشيقل خاصة إذا استمر البنك الفيدرالي الأمريكي في رفع معدلات الفائدة  وكانت لهجة الفيدرالي تتجه لسياسة تشديدية بخصوص الفائدة ورفع إضافي بعد الرفع لثلاث مرات، وإذا تم رفعها خلال الاجتماع المقبل سنشهد قوة في مؤشر الدولار، وبالتالي قوة على الدولار مقابل الشيقل وسنعيش مستوى الخمسينيات (3.5) وهذا كله يعتمد على خطاب وقرارات الفيدرالي الأمريكي الشهر المقبل.

وعن تأثير سعر الصرف على السوق الفلسطيني، يرى أبو قمر، أننا "نواجه إشكالية كبيرة بسبب الافتقار إلى وجود عملة وطنية، لأننا نتداول بثلاث عملات رئيسية وهي الشيقل والدينار الأردني والدولار الأمريكي، وهذا يجعل هناك حالة من عدم الاستقرار في أية تقلبات على أي من هذه العملات، وهناك فئات مستفيدة من ارتفاع عملات الدولار وهي من يتلقون رواتبهم بالدولار، على عكس الموظفين الحكوميين على سبيل المثال الذين يتلقون رواتبهم بالشيقل ويتم اعتبارهم ضمن الفئة المتضررة بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار".

 وعلى صعيد التجار، يقول أبو قمر، إن هناك فئات مستفيدة وأخرى متضررة، فالتجار الذين ينتجون السلع في فلسطين ويصدرونها للخارج من مصلحتهم أن يكون هناك ارتفاع على الدولار مقابل الشيقل، على عكس المستوردين الذين يتضررون من أي ارتفاع على في سعر الصرف بسبب تبعاته فيما يخص ارتفاع أسعار السلع.

وأكد، أنه كلما ارتفع سعر صرف الدولار مقابل الشيقل، كلما شهدنا ارتفاعا في الأسعار، وليس من مصلحة السوق الفلسطيني أن يكون هناك ارتفاع إضافي على سعر صرف الدولار، لأن جزءا من الارتفاع على بعض الأسعار إلى جانب الارتفاعات العالمية سببه ارتفاع قيمة صرف الدولار مقابل الشيقل، لأن التجار يستوردون بعملة الدولار ويبيعون بسعر الشيقل، ويحملون المواطن تكلفة هذه السلع.

ويرى الباحث الأكاديمي والخبير الاقتصادي طارق الحاج، أن الارتفاع الحاصل جاء نتيجة سياسات البنك الفيدرالي الأمريكي النقدية، المتمثلة برفع سعر الفائدة، وهو ما أدى إلى ارتفاع سعر صرف الدولار أمام العملات الأخرى.

وقال الحاج لـ"صحيفة الحدث"، إن وجود الطلب على الأوراق المالية الحكومية الأمريكي، بالإضافة إلى وجود جدوى لدى المستثمرين بإيداع أموالهم في البنوك أكثر من الاستثمار في مجالات أخرى أدى إلى زيادة الطلب على الدولار الأمريكي. مشيرا إلى أن هناك توجها لدى البنك الفيدرالي الأمريكي في الفترة المقبلة، بالاستمرار في رفع سعر الفائدة، حتى نهاية العام الجاري وهو ما قد يمتد إلى العام المقبل وقد يتجاوز 1%.

وأوضح: الاستمرار برفع سعر الفائدة يعني أن تحسنا سيطرأ على سعر صرف الدولار الأمريكي، لكن الخوف بأن هذه الخطوة لن تؤدي إلى كبح جماح التضخم بل ستؤدي إلى ركود في الاقتصاد، وتضخم، وإذا ما تم ذلك سيكون هناك ارتفاع غير محدود في أسعار السلع والخدمات وهو ما سيخلق حالة من عدم التوازن والاستقرار المالي على الأسواق المالية.

ويتوقع الحاج، أن يطرأ تحسن تدريجي على أسعار صرف الدولار في الفترة المقبلة، إذا ما استمرت أسعار الفائدة بالارتفاع، ولكن لن يكون هناك فارق كبير ملحوظ في سعر الصرف، بل سيكون هناك ارتفاع تدريجي.