الجمعة  29 آذار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

العام الماضي كان 91% من أطفال غزة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.. ماذا عن 2022؟

2022-08-08 11:35:06 AM
العام الماضي كان 91% من أطفال غزة يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة.. ماذا عن 2022؟
أطفال غزة| تصوير: مثنى النجار

الحدث- سوار عبد ربه

العام الماضي، نشر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان تقريرا قال فيه إن 9 من بين كل 10 أطفال في قطاع غزة يعانون من إحدى أشكال الصدمة المتصلة بالنزاع، وذلك بعد نحو شهر على انتهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع.

وقال المرصد في تقرير بعنوان "كبرت حربا أخرى"، أن 91% من أطفال غزة "يعانون صدمات نفسية" بعد  القصف الإسرائيلي الذي استهدف القطاع.

وفي العدوان الأخير على غزة، الذي بدأ يوم الجمعة، وانتهى باستشهاد 17 طفلا، وتيتيم العشرات من الأطفال، وإصابة العديد منهم بجراح مختلفة، ناهيك عن الآثار النفسية الصعبة التي بدت واضحة على وجوه من انتشرت لهم مقاطع فيديو وهم يبكون ويستنجدون، ويشعرون بالخوف، وغيرها من المشاعر التي تخلفها الحروب، فهل ستبقى النسبة 91% أم أنها ستزيد؟

يعرف اضطراب ما بعد الصدمة على أنه الأكثر شيوعا نتيجة الحرب، وتكون الصدمة نتيجة خطر غير متوقع يهدد حياة الشخص وأمنه النفسي، ويصعب علاجه.

وقالت الأخصائية في علم النفس المجتمعي رانية حجازي لصحيفة الحدث، إنه من الصعب معرفة ما إذا كانت النسبة ستزيد بعد العدوان الأخير الذي لم يعرف بعد إذا كان قد انتهى، أم أن جولة جديدة ستكون في الأيام القادمة، موضحة أن الأمر يستغرق من المختصين عدة أشهر بعد انتهاء الحرب لتحديد انعكاساتها على سلوكيات الأطفال.

وتضيف: "يجري ذلك من خلال ما يظهر على الأطفال من سلوكيات عنيفة، وغير اعتيادية". منوهة أن بعض الأطفال خاضوا أكثر من حرب، ولم يتعافوا بعد من آثار صدمة، وهذا ما يصعب من مهمة علاجهم، سيما وأن البيئة في قطاع غزة غير طبيعية حتى في حالة الهدوء، نظرا للكثافة السكانية، وعدم وجود أماكن تفسح المجال أمام الأطفال للترويح عن أنفسهم، ناهيك عن الأوضاع السياسية الصعبة، والحصار، وانقطاع الكهرباء المستمر، وغيرها.

وفي سياق متصل، يعتقد البعض أن الأمر قد يصبح اعتياديا بالنسبة لسكان القطاع، ما يذهب بهم إلى التحليل بأن الصدمات تتلاشى شيئا فشيئا بسبب اعتيادية المشهد.

وتقول الأخصائية في علم النفس المجتمعي غادة السخن لصحيفة الحدث إن الإنسان دائما يخلق أدوات وآليات كي يتعامل مع الواقع الذي يعيشه، وليس من الطبيعي أن يتعود الإنسان على فكرة أن تكون حياته مهددة بالخطر، فالإنسان بطبعه يعيش أمل التمتع بحياة أفضل. موضحة أن القصف على غزة يكون على فترات معينة ثم يتوقف ومع كل مرة يتوقف فيها يتجدد الأمل.

وأشارت السخن إلى وجوب شرعنة مشاعر الخوف والقلق والسخط والغضب، إلى جانب الخطاب الوطني، فهذا أمر إنساني وفطري، وما يحدث من تجاهل لفكرة التعبير عن مشاعر الخوف بدعوى منطقة الأشياء وعقلنتها، يجعل هذا الخطاب مغيبا.

ويشهد قطاع غزة منذ يوم الجمعة 5 آب الجاري، عدوانا أسفر عن ارتقاء 45 شهيدا بينهم 15 طفلا و4 نساء وإصابة 360 بجراح مختلفة، وفقا لبيانات وزارة الصحة بغزة.

وأمس، تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، بين حركة الجهاد الإسلامي والاحتلال بوساطة مصرية، دخل حيز التنفيذ في تمام الساعة 11:30 مساء الأحد.

وواحد من بين مقاطع الفيديو الأكثر تداولا خلال الأيام الأخيرة، والتي تظهر حالة الخوف والقلق والهلع التي يعيشها أطفال القطاع في كل لحظة لطفل يبكي ويقول: "بديش الحرب تيجي، بديش أموت"، إضافة إلى عشرات الصور التي تمكن المصورون الصحفيون والنشطاء من توثيقها، لأطفال يظهرون وهم متشبثون ببعضهم، وآخرون يغلقون آذانهم بسبب أصوات القصف التي تدور حولهم وغيرها الكثير.

يذكر أن الأطفال هم الفئة الأكثر استهدافا في غالبية الاعتداءات المستمرة للاحتلال على القطاع على الصعيدين النفسي والجسدي، وكذلك الشهداء ففي العام 2008 استشهد 315 طفلا، وفي العام 2012 استشهد 45 طفلا، وفي العام 2014 استشهد 546 طفلا، والعام الماضي استشهد 72 طفلا.