الحدث- محمد مصطفى
رغم أن كافة المعطيات والدلائل تشير بشكل واضح إلى أن أنفاق التهريب مع مصر، والتي تقع إلى الجنوب من مدينة رفح، تقترب من لفظ أنفاسها الأخيرة، خاصة بعد توسيع مصر نطاق المنطقة العازلة، وتهجير وترحيل غالبية العائلات التي تقيم في مدينة رفح المصرية، إلا أن بعضاً من ملاكها يصرون على خوض معركة البقاء، نظراً للأرباح الفلكية التي قد تحققها أية صفقة تهريب يكتب لها النجاح.
فوفاة شخصين خلال قيامهما بصيانة وتأهيل أنفاق متضررة جنوب مدينة رفح، خلال الأسبوعين الماضيين، يشير بشكل واضح إلى استمرار أعمال الصيانة، والحفر من جديد، وإن كان ذلك على أضيق نطاق.
ويقول الشاب محمد سلامة، وكان يعمل في نفق تعرض للتدمير جراء الحملة المصرية، إن الجميع يدرك صعوبة الأمر، وأن الأنفاق قريباً ستصبح ظاهرة من الماضي، مع استمرار الجيش المصري في توسعة المنطقة العازلة، وخلق مساحات واسعة ومكشوفة، لكن الإغراءات الكبيرة، تدفع ملاك الأنفاق للمغامرة، عل الأمر ينجح، ويستطيعون تشغيل أنفاقهم ولو لفترة قصيرة.
وأكد سلامة أن معظم الجهود تذهب أدراج الرياح قبل الانتهاء منها، فربما يسير النفق في اتجاه منطقة معينة، بها بستان أو منزل أو بقايا مبنى، وقبل وصوله يتم مسح هذه المنطقة، فيصبح إحداث فتحة وعين أمر صعبا.
وبين أن الأنفاق التي تصل وتعمل لا تهرب سوى السجائر وبعض أنواع الأدوية، وغالباً لا يستمر عملها سوى فترات قصيرة جداً.
وبدا أن السلطات المصرية مصرة على إنهاء ظاهرة الأنفاق، من خلال سلسلة من الإجراءات على الأرض وصفت بغير المسبوقة، إضافة إلى سن قوانين وتشريعات تجرم العمل في الأنفاق، وتفرض عقوبات مغلظة على كل من يثبت عمله فيها.
أسواق تبحث عن بدائل
واقتنع معظم الباعة والتجار في الأسواق بضرورة البحث عن بدائل، بعد أن تراجع توفر السلع المصرية المهربة بصورة كبيرة، وباتت شحيحة، وأسعارها عالية.
فقد تبدلت البضائع المصرية التي كانت تعرض في المحال والأسواق بأخرى تصل من خلال معبر كرم أبو سالم، بينما تناقص عدد التجار ممن كانوا يعملون في بيعها.
ويقول البائع أحمد طه، إن الجميع بات يدرك بأن فترة الأنفاق ستصبح قريباً وراء ظهورنا، وكل السلع التي كانت تصل من مصر بات لها بدائل، حتى السجائر بدأت عملية إدخالها من خلال كرم أبو سالم.
ونوه طه إلى أن الأوضاع ستعود إلى ما كانت عليه قبل العام 2005، حين يفتح المعبر، بحيث ستصبح تجارة الشنطة من خلال معبر رفح، مصدر وحيد للبضائع المصرية التي تصل غزة، رغم أن هذه المهنة التي تعمل بها نساء تنقل كميات محدودة، وأنواع قليلة من البضائع إلى قطاع غزة.
يذكر أن أنفاق رفح كانت مصدرا لإدخال آلاف الأطنان من مختلف أنواع السلع والبضائع للقطاع بصورة شهرية، وكانت أسواق قطاع غزة تعتمد عليها بصورة كبيرة.