الخميس  25 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

جميل البحري: أبو المسرح الذي جعل حيفا رائدة في مجال الثقافة

2023-02-16 11:51:52 AM
جميل البحري: أبو المسرح الذي جعل حيفا رائدة في مجال الثقافة
جميل البحري

شخصيات وأحداث

عرفت فلسطين مجموعة من الأسماء التي اهتمت بالكتابة للمسرح ما بين عامي 1919 و1949، وكان جميل البحري من أوفر الكتاب الفلسطينيين نشاطا في حقل المسرح، إذ كتب قبل عام 1948، 12 مسرحية، حتى لقب بـ" أبو المسرح".

 وولد الراحل في حيفا في أواخر القرن التاسع عشر، وتتلمذ في مدارسها وعايش فترة الازدهار الثقافي الذي عاشته المدينة سيما عام 1922، وعمل في حقل التعليم.

وإلى جانب كتابته للمسرح، كان البحري أديبا وصحفيا متمرسا، ومؤرخا، إذ صدرت أولى أعماله عام 1922، حيث بادر بتأليف كتاب يحتضن بين دفتيه تاريخ حيفا من الحقبة العثمانية، أعادت وزارة الثقافة طباعته نهاية عام 2022.

 ومن أعماله الأدبية: تاريخ حيفا، أبو مسلم الخرساني (مسرحية)، حصار طبريا (مسرحية)، الكرمليات (قصص)، وفاء العرب (رواية)، الأصم والأبكم (ترجمة)، الإخفاء الغريب (ترجمة)، الهجوم على بلجيكا (ترجمة)، مصائب المسيحية (ترجمة)، العاشق الروماني (ترجمة)، مائدة الزعيم (ترجمة)، الماسة الزرقاء (ترجمة)، والخرساء (ترجمة).

ويعتبر البحري أحد أبرز مؤسسي "حلقة الأدب" في حيفا عام 1922،  كما أنشأ عام 1921 مجلة "زهرة الجميل" التي عرفت لاحقا باسم "الزهور" واستمرت في الصدور حتى عام 1930، وهي مجلة أدبية روائية تاريخية فكاهية، كانت تصدر مرتين في الشهر من قبل المكتبة الوطنية في حيفا، وضمت أسماءً بارزة مثل: وديع بستاني وغيره.

والمجلة، تصدر مرتين في الشهر في 50 صفحة كل مرة وهي تحوي أرق ما كتبت أقلام أدباء العصر في مواضيع أدبية واجتماعية ومباحث تاريخية وعلمية فضلا عن قصائد لكبار الشعراء المعروفين ورواية مستقلة تنشر في كل عدد.

وإلى جانب المجلة كان البحري حريصا على إقامة سلسلة من المحاضرات والحفلات والمسابقات للتأليف المسرحي والقصصي، ذلك لتشجيع الشباب على إتقان فنون الخطابة والنظر في كل نقيصة من نقائص مجتمع حيفا الأدبي، كما شهد المسرح الفلسطيني في عهده، تعاونا بين الدول العربية منها سوريا، لبنان، ومصر، إذ استقطب مثقفي وفناني العالم إلى حيفا والعكس، جاعلا منها مدينة عربية رائدة في مجال الثقافة.

وفي العام 1930، توفي البحري مقتولا على خلفية نزاع على ملكية إحدى المقابر في حيفا.

وكان آخر ما كتبه الراحل تحقيقا صحفيا حول إعدام الشهداء الثلاثة محمد جمجوم، فؤاد حجازي، وعطا الزير، في مدينة عكا عام 1930، كما سخر طاقته وصحيفته في ذلك اليوم لأرواح الشهداء الثلاثة، إذ كتب في افتتاحية مقال له: "الساعة الرهيبة في حيفا وسائر فلسطين أحيوا ذكراهم لمن قضوا للوطن".

وشهدت مدينة حيفا جنازة حاشدة للراحل، كما ألقيت على قبره القصائد الشعرية والرثائية، إذ قال فيه صديقه الشاعر وديع البستاني:

قف بي على قبر(الجميل) الدامي   وأقرأ عليه تحيتي وسلامي

هل فيك غير فتى حديث بعده   للعيسوية كان والاسلام

يا ناكرين على الجميل جميله   وممرغين جماله برغام

يا قائمين إلى التباعد بعده    يا حاجبين ضياءه بظلام

لا الدين قاتله ولا أصحابه    يا ضاربين لجفوة بسهام

لا تلبسوا الدين الحنيف جريمة   يا آثمين كبيرة الآثام

قم يا جميل لظالميك وظلمهم    واطلب أخاك تجده في الظلام

قم يا جميل لكاتبين محطما    ما في أكفهم من الاقلام

قم يا جميل وقل لهم لا تحجبوا   وجه الصباح ببرقع الإيهام