السبت  04 أيار 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

"عواصف حزمٍ" ما بعد اليمن؟! بقلم: تيسير الزّبري

2015-05-08 04:02:37 PM
صورة ارشيفية

صريح العبارة

الحرب على اليمن لم تنته بعد، وكل ما تغير منها هو اسم الحملة، من "عاصفة الحزم" إلى "عاصفة الأمل"! في المرحلة الثانية من العاصفة يجري تدمير المراكز الصحية والطرق ومدرجات المطارات في صنعاء والحديدة منعاً لوصول المساعدات الإنسانية. المآساة في اليمن كبيرة، وأصوات الاستغاثة لا مجيب لها من عالمنا العربي وحتى الإسلامي بالرغم من سقوط الآف القتلى والجرحى من اليمنيين المدنيين وبشهادات المؤسسات الدولية، فالمال المسموم يفعل فعله، والتحريض الطائفي يأخذ أسوأ مديـاته وبكل علانية، واستعداء إيران وسوق الاتهامات والتحريض عليها يتم دون وازع من خلق أو ضمير. النهايات على أرض اليمن لم تصل إلى أقصاها ولكن كل الاحتمالات واردة، فالشيء المؤكد أن الشعب اليمني لن يستسلم رغم الخسارات البشرية والمادية بالرغم من تخاذل بعض القوى المحلية بفعل المال إياه، أو الطموح السياسي والرغبة في تحويل اليمن إلى يمنين، وللأسف فإن قوة اليمين السلفية تلتقي مع قوى كانت تحسب يوماً في صف القوى التقدمية واليسارية!

اللوحة السوداء لم ينته الفاعلون من صبغها، لأن هناك من يريد استكمالها واهماً بأنه يستطيع تكرار ما جرى على أرض اليمن والتحول إلى سوريا "بعاصفة حزم" جديدة وبأدوات مختلفة، وفي سياق التحريض لهذه المرحلة يجري توحيد المجموعات المسلحة بمن فيها النصرة "وهي على قائمة الإرهاب العالمي" وتحت إشراف وتدريب من تركيا والولايات المتحدة وبتمويل عربي – خليجي، كما تم استدعاء قائد ما يسمى بجيش الإسلام للغاية ذاتها. الملاحظ أن (المجلس الوطني السوري) المشكل من قوى مدنية غير مسلحة قد تبنى هذه الخطة وأعاد طرح شعار إسقاط قائد الدولة السورية والمطالبة بما يسمى بالمناطق الآمنة قبل أية مفاوضات يجري الاستعداد لها الآن في جنييف 3.

المعارك التي تشتد في الشمال السوري ما بين إدلب ومدينة جسر الشغور هي مؤشرات على أوضاع خطيرة قادمة قد تدفع بالمنطقة إلى الالتهاب بإدخال قوى إقليمية جديدة إلى ساحة الصراع، دون أن ننسى الجبهات الصراعية في جنوب سوريا بالرغم من تأثيرها الضعيف راهناً.

حتى تكتمل صورة ما تسعى له القوى سالفة الذكر فإن ما يجري تداوله من مقترحات وتشريعات في الكونغرس الأمريكي ذي الأغلبية الجمهورية الذي أعاد الحياة إلى مشروع تقسيم العراق إلى ثلاث مناطق (سنية وشيعية وأكراد) وتحديد الاشتراطات التي تجري مناقشتها في أروقة الكونغرس لدعم العراق عسكرياً مرهونة بهذا المخطط. الحكومة العراقية المركزية ترفض مخطط التقسيم هذا وتتصدى له بكل وسائلها راهناً، وبموازاة ذلك فإن مسعود برزاني يسعى من أجل كسب الود الأمريكي لإعلان الانفصال عن الحكومة المركزية العراقية وإقامة دولة كردية مستقلة!

نحن أمام مؤامرات وحروب ودماء ودمار بتخطيط ودعم استراتيجي أمريكي – إسرائيلي وبتمويل دولي عربي خليجي، وبصمت ومباركة من أطراف أخرى لا تملك المال بل تعتاش على المال المسموم من نفس الأطراف، فهل تستطيع  قوى التقسيم بمالها وبأحقاد البعض وطموحاتهم الإمبراطورية أن يحققوا مآربهم، أم أنها مرحلة سوداء سوف تنشقع غيومها ولو بعد حين؟!