الإثنين  29 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

بايدن – نتنياهو.. عناق الدب/ بقلم: نبيل عمرو

2023-10-19 08:23:11 PM
بايدن – نتنياهو.. عناق الدب/ بقلم: نبيل عمرو

 

هذا مصطلح تردد في إسرائيل، بمناسبة زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وعناقه مع بنيامين نتنياهو بعد عدة مكالمات هاتفية، سجلت رقما قياسيا بين الرجلين في مدة وجيزة.

بايدن خاصم نتنياهو إلى الحد الذي حرمه من دخول البيت الأبيض، كاسراً بذلك تقليداً أمريكياً بأن يكون رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتخب هو زائر البيت الأبيض دون استئذان.

وقبله كان العديد من الرؤساء الأمريكيين، يرون في نتنياهو منافساً حقيقياً لهم في الحظوة من قبل الكونجرس، الذي حين يعتلي نتنياهو منبره، حتى يقاطع ثلاثين أو أربعين مرة بالتصفيق.

وقبل حكاية الهجمة على القضاء وأثناءها، لم يصغِ نتنياهو لنصائح بايدن، ولأقطاب إدارته الذين اتخذوا جانب التأييد للحراك الشعبي، والإدانة الصريحة لوجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة.

كان الرئيس بايدن، يواصل إغلاق البيت الأبيض في وجه نتنياهو، ما حدا به منع وزراءه بالاجتماع مع الرسميين الأمريكيين إلا بعد أن يفتح البيت الأبيض أمامه.

ظل الأمر هكذا، ومن أجل الحفاظ على مستوى الحد الأدنى في علاقة بايدن مع نتنياهو، التقى به في نيويورك في فندق، كما لو أنه رئيس وزراء دولة آسيوية أو أفريقية ممن يلتقيهم الرئيس عادة على هامش اجتماعات الجمعية العامة.

كان نتنياهو، يتألم وهو يرى باب البيت الأبيض يفتح لغيره، إلى أن وقع الزلزال واسمه طوفان الأقصى.

طرق نتنياهو باب البيت الأبيض عن بعد، فأرسل له بايدن حاملة الطائرات جيرالد فورد، واتبعها بآيزنهاور، وحضر شخصيا ليكون الرئيس الأمريكي الثالث الذي يشارك في الحرب، اثنان متوفيان، والثالث على الحافة.

إسرائيل هي قرة عين الإدارات الأمريكية، ديموقراطية أم جمهورية، غير أن رؤساء وزرائها ليسوا كذلك دائما، وكثيرون منهم تحدوا الرؤساء الأمريكيين ولم يصغوا لتعليماتهم، حتى بايدن وحين كان نائبا لأوباما غضب من رئيس وزراء إسرائيل حين فاجأه بإعلان مخطط استيطاني كبير، وهو يزور "ياد فاشيم"، ويتغنى بالعلاقة الأمريكية الإسرائيلية، كان ذلك بعد أن أعلن أوباما موقفاً صارماً من الاستيطان!

شعر بايدن بالحرج، وغادر إسرائيل وهو لا يلوي على شيء.

مناكفات رؤساء الحكومات في إسرائيل بفعل الدلال الزائد لا يتوقف، وأكثرهم استفزازاً كان نتنياهو، الذي زار الكونجرس من وراء ظهر أوباما، وبدا كما لو أنه أكثر شعبية من الرئيس.

السؤال... هل في زيارة بايدن بعدٌ يتعلق بإعادة الحكومة الإسرائيلية إلى بيت الطاعة، ربما يكون ذلك صحيحا ولكن تظل إسرائيل وليس حكوماتها هي قرة العين، التي تحرك من أجلها حاملة طائرات ويحج إليها الرؤساء.

لهذا وصف عناق بايدن لنتنياهو من قبل الإسرائيليين بعناق الدب.

قد يكون وداعياً للاثنين اللذين ربما يغادران مقعديهما، إلا أنه عناق إسرائيل الحميم وحاملات الطائرات تقول ذلك.