الحدث- الاناضول
حققت أسعار اللحوم والدواجن وبعض أصناف الخضراوات، في السوق الفلسطينية، أرقاماً قياسية في الارتفاع، خلال الأيام الماضية، مع قرب حلول شهر رمضان، وبلغ سعر كيلو لحم العجل الطازج في أسواق مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، 65 شيكلاً (16.8 دولارا أمريكيا)، بارتفاع 18٪، مقارنة مع أسعار الشهر الماضي، بينما ارتفع سعر كيلو الدجاج 35٪، من 14 شيكلاً (3.6 دولارا) إلى 19 شيكلاً (4.9 دولارا).
وعزا المتحدث باسم وزارة الاقتصاد عزمي عبد الرحمن هذا الارتفاع إلى أسباب مرتبطة بقرب شهر رمضان، ما يعني مزيداً من الطلب على السلع، خاصة الأساسية منها، وأخرى مرتبطة بتغيرات المواسم الزراعية بين فصول السنة.
وأضاف خلال اتصال هاتفي مع مراسل الأناضول، إن المستهلك الفلسطيني هو أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع أسعار السلع، "من خلال الإقبال غير المنطقي على الخضار والفواكه واللحوم بأنواعها، تحضيراً لشهر رمضان، وهذا يفوق كمية عرض السلع مع ارتفاع الطلب عليها".
وتشكل الخضار والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء من سلة المستهلك الفلسطيني الشهرية، قرابة 30٪، بحسب أرقام سابقة صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.
وتابع عبد الرحمن، "في كل عام ترتفع أسعار السلع بشكل كبير، يرافقها مطالبات بضرورة الشراء بكميات معقولة، لأن المستهلك هو من يرفع الأسعار وهو من يخفضها من خلال زيادة الطلب عليها أو تراجعه".
واعتبر عبد الرحمن أن الانتقال من موسم زراعي لآخر، يسهم بشكل أساسي في زيادة العرض على السلع، وخاصة االزراعية منها، أو تراجعه، "وهنا أتحدث عن الخضار وبعض أصناف الفواكه، التي يقلإنتاج محاصيلها في مثل هذا الوقت من السنة".
وحول ارتفاع أسعار اللحوم، قال عبد الرحمن، إن هنالك استقرارا في عرض اللحوم في الأسواق الفلسطينية منذ سنوات، في ظل ازدياد حجم الطلب عليها بسبب الزيادة السكانية الطبيعية.
وأشار أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، تنص على استيراد حاجة السوق الفلسطينية من اللحوم من إسرائيل فقط، واللجنة الاقتصادية المشتركة متوقفة عن العمل منذ 15 عاماً، وبالتالي لم يكن هنالك ارتفاع في نسبة اللحوم المستوردة من السوق الإسرائيلية".
ومضى قائلاً، "ما حصل خلال الأيام الماضية من ارتفاع في أسعار اللحوم يأتي بسبب زيادة الطلب عليها، كما هو الآن مع الخضار والفواكه، علماً أن الأسعار السابقة لـ اللحوم تعد أيضاً مرتفعة مقارنة بالأسواق العربية المحيطة".
ووصف رئيس جمعية حماية المستهلك الفلسطيني (جمعية أهلية غير ربحية)، صلاح هنية، الارتفاع في أسعار اللحوم والخضار، بغير المضبوط، لإن إسرائيل قللت من استيراد العجول من الخارج تخوفاً من الحمى القلاعية، ما أثر على حجم العرض في السوق الفلسطينية.
وطالب هنية، خلال حديث مع مراسل الأناضول، بأن تنفذ الحكومة الفلسطينية عبر وزارة الزراعة، استيراداً من الخارج للكوتة المسموح بها من غير إسرائيل، للمساهمة بخفض أسعار اللحوم خلال شهر رمضان القادم.
إلا أن مواطنين اتهموا خلال لقاءات متفرقة مع مراسل الأناضول، التجار باستغلال زيادة الطلب على السلع، لرفع الأسعار وتحقيق هامش رح أكبر من المعقول، داعين وزارة الاقتصاد وطواقم حماية المستهلك التابعة لها، إلى ضرورة تكثيف حملات المراقبة والتفتيش على الأسواق.
ودعوا إلى ضرورة نشر وزارة الاقتصاد الوطني في حكومة التوافق، قائمة أسعار استرشادية في وسائل الإعلام المحلية، يتم التقيد بها من قبل المستهلك، والتاجر معاً.