الجمعة  16 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

متابعة "الحدث": الاسمنت في غزة.. سلعة يشتريها المضطرون وثمن الشوال 100 شيقل

2015-06-07 01:27:48 PM
متابعة
صورة ارشيفية
الحدث - محمد مصطفى
 
لم تفلح كل المحاولات التي بذلتها وزارة الاقتصاد الوطني، والجهات المعنية في قطاع غزة، بوضع تسعيرة منخفضة لثمن الاسمنت، فالأخير ما زال يباع في السوق السوداء بأسعار عالية، قد تصل إلى 100 شيقل كثمن للشوال الواحد "الكيس"، علماً بأن ثمنه الطبيعي لا يتجاوز 28 شيقلا.
 
سلعة للمضطرين
 
فبعد أكثر من تسعة أشهر من انتهاء العدوان، وفشل الآلية الدولية المخصصة في إعادة الإعمار في تحقيق غرضها، بات المضطرون في قطاع غزة وهم كثر، مجبرين على شراء الأسمنت من السوق السوداء بأربعة أضعاف ثمنه، إما لإصلاح أضرار منازلهم، أو لإنشاء توسعات جديدة في بيوتهم.
 
المواطن محمد الشيخ عيد، أكد أن الآلية التي وصفها بالعقيمة، لم تمنحه حقه في كوبون الاسمنت، على الرغم من الفترة الطويلة التي مرت بعد انتهاء العدوان، خاصة بعد أن منحته وكالة الغوث الدولية جزء من مبلغ مخصص لإعادة إصلاح الأضرار.
 
وبين أنه انتظر طويلاً، وراجع وزارة الأشغال مرة واثنتين وثلاثة، وفي نهاية المطاف لم يجد بداً من اللجوء للسوق السوداء، والوقوع تحت رحمة المستغلين مكرها، فاشترى الاسمنت، تارة مقابل 80 شيقلاً للشوال، وأخرى 90 وأحيانا مقابل 100 شيقل، فالأخير يبدو مثل البورصة، كل يوم ثمنه يختلف عما قبل.
 
وأوضح الشيخ عيد، أن تكلفة الإصلاحات التي نفذها في منزله فاقت تقديراته بثلاث أو أربع أضعاف، نظرا للارتفاع الكبير في أسعار الاسمنت.
 
تكاليف عالية
 
أما المواطن كمال شعبان، أكد أنه ينوي تزويج نجله المخطوب منذ ما قبل العدوان، وهو ينتظر بفارغ الصبر توفر الاسمنت في الأسواق، وانخفاض أسعاره ليكمل بناء شقته، لكنه يئس ولم يجد طريقة سوى اللجوء للسوق السوداء، وشراء الاسمنت بأضعاف ثمنه.
 
وأكد شعبان، أن المبلغ الذي كان يدخره لم يكفيه لإتمام عملية البناء، فاضطر للاقتراض من شقيقه، ومن أحد أصدقائه ليكمل مشروعه.
 
وأوضح أنه لو كان يعلم مسبقاً التكلفة العالية للبناء لما كان نفذها، رغم اضطراه له، ناصحاً كل من يفكر بالأمر التريث، وانتظار حدوث معجزة على حد وصفه، تسهم في خفض أسعار مواد البناء.
 
أما المواطن محمد أبو جزر، أكد أنه يسابق الزمن لإعادة ترميم وإصلاح منزله، الذي إصابته أضرار كبيرة خلال العدوان، بعد نحو عشرة أشهر عاشها برفقة عائلته متنقلا بين بيوت الأقارب وفي بيوت مستأجرة.
 
وأكد أبو جزر أنه كغيره اضطر لشراء الاسمنت بأسعار مرتفعة، وصلت في بعض الأحيان إلى أكثر من مائة شيكل للشوال الواحد، فهو كان مضطراً لذلك، كي يعود ويستقر وعائلته، خاصة بعد استشهاد والديه، في قصف إسرائيلي صبيحة الأول من آب الماضي "الجمعة الأسود".
 
واستهجن أبو جزر قيام بعض الباعة والتجار باحتكار سلعة الاسمنت، والمغالاة في ثمنها، واستغلال حاجة الناس لها.