الأحد  28 نيسان 2024
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

الحمدالله معدلاً لا مشكلاً / بقلم: فارس الصرفندي

خلف الخطوط‎

2015-06-30 03:05:11 PM
الحمدالله معدلاً لا مشكلاً / بقلم: فارس الصرفندي
صورة ارشيفية
 
 
عندما غادر سلام فياض موقعه كرئيس للحكومة الفلسطينية بعد ضغوطات من حركة فتح كان خيار الرئيس محمود عباس أن يأتي بشخصية أكاديمية فتحاوية لا تثير استياء أحد وليست محسوبة على أحد في تيارات فتح الكثيرة... فكان الدكتور رامي الحمد الله الخيار الأكثر منطقية رغم أنه لا يملك صفات القائد السياسي، لكن الرجل يملك صفات الإداري الناجح، والأهم أنه محاط بنائبين من العيار الثقيل أحدهما اقتصادي فذ والآخر سياسي عريق... حكاية الحمد الله مع الصراعات الداخلية في فتح بدأت مع تشكيل حكومة الوفاق التي حملت الاسم ظلماً، لأن الوفاق فيها كان اتفاقاً على عدم الاتفاق... الحمد الله في هذه الحكومة وجد نفسه أمام استحقاقات كثيرة لا فتح معنية بدفعها ولا حماس، ومن هنا بدأت دوامة الرجل الذي حاول بكل الطرق أن يثبت أنه يصلح للموقع، لكن الصراع بين حركتي فتح وحماس أجهض أحلامه بتوحيد القطرين على طريقة الملك مينا في مصر... الرئيس الفلسطيني في الأسابيع الأخيره قرر ألا يترك حماس لاجتهاداتها بعد أن لاحت في الأفق أنباء تتحدث عن اتفاق بين الحركة وإسرائيل يقضي بإعلان هدنة طويلة الأمد مقابل منح حماس ميناء وفتح المعابر ورفع الحصار.
 
أبو مازن يدرك أن هذا الأمر إن تحقق فإن الطلاق بين الضفة والقطاع يكون قد وصل حد البينونة الكبرى... وعليه ذهب الرجل نحو فكرة حكومة الوحدة التي ستجعل أي اتفاق يمر من خلالها، وبالطبع هي في الختام حكومته بوصف القانون الأساسي الذي يعتبر الحكومة هي حكومة الرئيس، فهو من يكلفها وهو من يقيلها... رغم أن أحد السياسيين من ذوي الأصوات المسموعة والمؤثره أسر لي بأن الاتصالات بين موسى أبو مرزوق وعزام الأحمد إيجابية، إلا أنني أستطيع أن أجزم أن حكومة وحدة لن تتشكل وأن الحمد الله الذي يقف على صفيح ساخن سيعدل حكومته وسيحتفظ بموقعه... حركة حماس لا تحتاج إلى حكومة الوحدة الوطنية لأن هذه الحكومة تعني رفع يد الحركة على الأقل في الأمور الإدارية عن القطاع ومشاركة حماس بوزراء يعني أن على حماس أن تقبل ببرنامج الحكومة الذي سيعترف بإسرائيل وبشروط الرباعية... حماس لديها مبرراتها كي ترفض المشاركة، وأبو مازن لن يستطيع التنازل لحركة حماس أو أن يغير برنامجه السياسي وعليه تكون حماس برفضها الاعتراف بشروط الرباعية الدولية تنصلت من المشاركة بدبلوماسية وبفخر أمام شارعها الذي سيثني على قيادته رفضها الانصياع لما يريده عباس وحركة فتح. بالنسبة لحماس حكومة الوفاق غير الموفقة هي الأفضل... أما في حركة فتح يعلمون أن حماس لن تقبل المشاركة في حكومة وحدة وطنية، وعليه فهم يحاولون أن يصلوا إلى حكومة تضم الفصائل الفلسطينية الأخرى والتي ستشكل ديكوراً ليس إلا، وستبقى القرارت في يد فتح كما هي العادة... أما الحمد الله ففي فتح تيار يرى بضرورة إقالته وتكليف أحد قادة فتح من اللجنة المركزية وأن حكومة جديدة تحتاج إلى سياسيين وليس إلى تكنوقراط... لكن التيار الأوسع في فتح يرى ضرورة الإبقاء على الحمد الله كشخصية توافقية مع تشكيل حكومة فصائل... لكن أبو مازن ما لم تأت حركة حماس إلى الحكومة وتشارك بوزراء من مسؤوليها في الضفة وقطاع غزة، لن يقدم على إقالة الحكومة وتشكيل حكومة جديدة... الرئيس الفلسطيني سيمنح الحمد الله إمكانية تعديل وزاري خاصة وإن أبدى الرجل رغبة في إقالة وزراء أمثال زياد أبو عمرو وشكري بشارة وخولة الشخشير... إذاً شرط أبو مازن لإقالة الحكومة موافقة حماس على المشاركة، دون ذلك فإن الحمد الله سيكون معدلاً لا مشكلاً.