الحدث الفلسطيني
قال وزير الثقافة عماد حمدان بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة :"تبرز فلسطين، أرض الكلمة المقاومة، أمام العالم لتؤكد أن حرية الصحافة معركة يومية يخوضها الصحفيون الفلسطينيون بأجسادهم وأرواحهم، في مواجهة آلة الحرب التي تمارس القتل الممنهج، وتستهدف الكاميرا والكلمة".
وأضاف حمدان إن حرية الصحافة في فلسطين انتهكت، حيث تم انتهاك كل ما تم الاتفاق عليه دولياً في حماية الصحفيين. فمنذ بدء حرب الإبادة الجماعية المتواصلة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، سجل أكثر من 1639 انتهاكاً بحق الصحافة في فلسطين، حيث استُشهد ما لا يقل عن 210 صحفياً وصحفية، بينهم صحفيون يحملون بطاقات الصحافة الدولية، ويعملون لصالح وكالات عالمية. واعتقل 125 صحفياً بينهم إثنان قيد الاختفاء القسري؛ وتم استهداف وتدمير 73 مؤسسة إعلامية بالقصف المباشر، بما في ذلك مقرات قنوات ووكالات كبرى، في محاولة واضحة لطمس الحقيقة.
وأكد الوزير حمدان إن هذا الرقم يجعل من العام 2023-2024 الأكثر دموية بحق الصحفيين في العصر الحديث ليعكس حجم العنف، ويعرّي صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية التي عجزت عن توفير أدنى درجات الحماية للعاملين في الصحافة في فلسطين. لا توجد دولة في العالم يُقتل فيها هذا العدد من الصحفيين، ولا تُحاسب القوة المحتلة أمام المحاكم الدولية.
وفي الضفة الغربية، لا يختلف المشهد كثيراً. فقد وثقت المؤسسات الحقوقية ما يزيد عن 800 انتهاك بحق الصحفيين خلال العام الماضي، شملت الاعتقال الإداري، والاستدعاءات الأمنية، والمنع من التغطية، ومصادرة المعدات، والاعتداء الجسدي؛ وإغلاق 15 مكتب صحافة. وكلها جزء من سياسة ممنهجة لإسكات السردية الفلسطينية، وتجريد الشعب الفلسطيني من حقه في توثيق نضاله.
وشدد حمدان قائلاً :"إن وزارة الثقافة، تُحيي الصحفيات والصحفيين الفلسطينيين الذين قدّموا أرواحهم ليحملوا الحقيقة، وتؤكد أن حرية الصحافة في فلسطين حقاً يُنتهك، وواجباً يُمارَس في أخطر الظروف. إنهم يواجهون آلة الإبادة الإعلامية بمهنية، وإصرار تاريخي على نقل الصورة، وإبقاء العالم شاهداً – ولو أغمض عينيه.
واختتم الوزير حمدان: نُحمّل المجتمع الدولي كامل المسؤولية عن استمرار استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وندعو إلى فتح تحقيقات دولية عاجلة لمحاسبة الاحتلال على جرائمهم ضد الإعلام. كما نؤكد أن أي حديث عن حرية الصحافة في العالم يظل ناقصاً ومُفرغاً من مضمونه، ما لم يتم الاعتراف بأن فلسطين هي قلب المعركة الأخلاقية لحرية الكلمة في القرن الحادي والعشرين.
في هذا اليوم، نُجدد التزامنا بحماية الصحافة الحرة، ودعم الإعلام الوطني، وترسيخ الكلمة الفلسطينية كفعل مقاومة، وشهادة على جرائم الاحتلال.