ترجمة الحدث
من المتوقع أن يُفرج خلال الساعات القادمة عن الجندي عِدان ألكسندر، الذي أُسر في غزة أثناء الحرب، وهو يحمل الجنسية الأميركية. بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت، تعد هذه الخطوة خبرًا مهمًا ومفرحًا في ظل حرب طويلة، حيث يُنظر في "إسرائيل" إلى خروج أي أسير من الأسر كإنجاز تقف خلفه هذه المرة إدارة ترامب، عبر مبعوثيها ستيف ويتكوف وآدم بوهلر، الذين سبق لهم لعب دور حاسم في صفقة سابقة.
وتضيف يديعوت أحرونوت أن هذه الفرحة لا تلغي الألم الذي تعيشه باقي عائلات الأسرى الذين لم تشملهم صفقات التبادل، خاصة أولئك الذين لا يحملون جنسية أجنبية. وقد عبّرت عائلة الأسير متان أنغريست عن استيائها من أن الاعتبارات الإنسانية لا تشمل سوى مزدوجي الجنسية. كما كتبت والدة الجندي نمرود كوهين أن نجلها إسرائيلي بالكامل، وهو أيضًا يستحق العودة.
وفي هذا السياق، تنقل يديعوت أحرونوت عن استطلاع رأي أجرته جامعة "رايخمان"، أن نسبة كبيرة من الجمهور الإسرائيلي فقدت الثقة في نية حكومة الاحتلال استعادة أسرى الحرب، حيث قال 60% إنهم لا يثقون بأن الحكومة ستبذل أقصى جهد لذلك. وقد أصبح جواز السفر الأجنبي بالنسبة للبعض وسيلة لحماية الذات في حال نشوب حرب.
كما توضح يديعوت أحرونوت أن هذا التراجع في الثقة العامة انعكس في إدراك حماس لميزان الضغط، وهو ما استُغل في إدارة التفاوض حول تحرير الأسرى. وتشير تقارير إعلامية إلى أن إطلاق سراح ألكسندر جاء بعد تفاهمات مباشرة مع إدارة ترامب، في إطار تحركات أوسع تسعى لتهدئة الأوضاع.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجهود الأميركية لإنهاء الحرب لا تنسجم مع بعض المقترحات الإسرائيلية المتشددة، وأن خطة مصرية بديلة تحظى بزخم أكبر، وهو ما يعكس تغيرًا في مقاربات التعامل مع الوضع في غزة، بعيدًا عن الحلول القصوى.
وفي معرض حديثها عن الجانب السياسي، تشير يديعوت أحرونوت إلى أن الإعلان الإسرائيلي عن تحرير ألكسندر سبق الإعلان الأميركي، في محاولة من رئيس الحكومة لإظهار أن "إسرائيل" طرف في الصفقة. لكن مصادر مطلعة أكدت أن الأمر جرى خارج التنسيق الإسرائيلي المباشر.
كما تنقل الصحيفة عن مصدر رسمي أن إسرائيل حاولت نسب الإنجاز إلى سياساتها الحازمة بدعم من إدارة ترامب، إلا أن أطرافًا إقليمية ودولية تشكك في ذلك، معتبرة أن الخطوة كانت بقرار أميركي مستقل. وقد عبّر بعض أهالي الأسرى عن خشيتهم من تأخر استعادة أبنائهم لفترات طويلة كما حدث في تجارب سابقة.
وفي تحليلاتها السياسية، تذكر يديعوت أحرونوت أن هناك توترًا متزايدًا بين إدارة ترامب الحالية ومكتب رئيس الوزراء، نتيجة تباين التوجهات، لا سيما فيما يخص الملف الإيراني واستمرار الحرب في غزة. وتشير مصادر إلى أن أصواتًا داخل تيار ترامب بدأت تنتقد السياسة الإسرائيلية الحالية، وخاصة أداء نتنياهو.
وتنقل الصحيفة عن مسؤول سابق في إدارة بايدن تحذيرًا مبكرًا وُجه إلى نتنياهو مفاده أن تجاهل التحولات السياسية في واشنطن قد يؤدي إلى استبعاد إسرائيل من أي تسوية مستقبلية تتعلق بقطاع غزة. الرسالة كانت واضحة: على "إسرائيل" أن تبادر بخيارات تلائم مصالحها ضمن المتغيرات الدولية.
وتوضح يديعوت أحرونوت أن الرئيس ترامب يركز في قراراته على النتائج المباشرة التي تنال رضا قاعدته الانتخابية، وليس على خطط بعيدة المدى. وهو يتصرف براغماتية واضحة، سواء في الحرب بأوكرانيا أو في التعامل مع الملف الفلسطيني، ما يتطلب من إسرائيل مواكبة هذا الأسلوب المتغير.
وتختم الصحيفة بالإشارة إلى أن ترامب يرى في أي خطوة ناجحة، مثل تحرير أسير أميركي أو توقيع صفقات اقتصادية مع الخليج، عنصرًا انتخابيًا قويًا، وأن زيارته المرتقبة للمنطقة قد تُختتم بمشهد رمزي مثل مرافقة أسير محرر إلى واشنطن. إلا أن الأولوية الحقيقية لديه تبقى داخلية – مثل خفض أسعار الأدوية – وليس ما يحدث في الشرق الأوسط، ما يُظهر أن أي اهتمام أميركي بالشأن الإسرائيلي هو فرصة مؤقتة لا ينبغي التفريط بها.