الحدث العربي الدولي
تابعت وسائل الإعلام الأميركية بشكل مكثف مساء الإثنين خبر الإفراج عن عِيدان ألكسندر، الجندي الأسير لدى حماس والذي يحمل الجنسية الأميركية والإسرائيلية، حيث شددت العديد من العناوين في الصحف والمواقع المركزية على كونه "آخر أسير أميركي لا يزال على قيد الحياة لدى حماس".
وفي عنوان بارز، كتبت نيويورك تايمز: "حماس أفرجت عن أميركي كان في غزة بموجب صفقة تجاوزت إسرائيل". وأشارت الصحيفة إلى أن الإفراج تم نتيجة ضغوط مارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يستعد لزيارة إلى المنطقة.
وفي التقرير ذاته، أفادت الصحيفة بأن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "أشار في بيانه إلى أن الإفراج يعكس أهمية الضغط العسكري، لكن منتقدي هذه الاستراتيجية اعتبروا أن الإفراج يُظهر فشل هذا النهج، حيث تحقق الإنجاز بفضل الضغط الأميركي، وليس نتيجة لعملية إسرائيلية مباشرة".
ووفقًا لما نشرته نيويورك تايمز، فإن "عددًا متزايدًا من الإسرائيليين باتوا يؤيدون التوصل إلى اتفاق يفضي لإطلاق سراح كافة الأسرى، حتى لو استدعى ذلك وقف الحرب وبقاء حماس في السلطة".
وأضاف التقرير أن نتنياهو أوعز بإرسال وفد إلى الدوحة للتفاوض على وقف مؤقت لإطلاق النار، ضمن ما يُعرف بـ"مخطط ويتكوف"، وهو ما أثار خيبة أمل لدى من يطالبون بصفقة شاملة تشمل جميع الأسرى.
من جانبها، ذكرت شبكة CNN أن "إدارة ترامب تجاوزت الحكومة الإسرائيلية وتوصلت إلى اتفاق مباشر مع حماس بشأن الإفراج عن ألكسندر". ووفقًا للشبكة، فإن القيادي في حماس محمد مرداوي، قال إن حركته أجرت مفاوضات مباشرة مع الجانب الأميركي، تم خلالها الاتفاق على الإفراج مقابل تسهيل دخول المساعدات الإنسانية.
في المقابل، نفى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف وجود اتصالات مباشرة، وقال إن "المفاوضات لم تكن مباشرة".
وأشارت الشبكة أيضًا إلى أن 58 أسيرا ما زالوا لدى حماس رغم الإفراج عن ألكسندر، من بينهم ما لا يقل عن 20 شخصًا لا يزالون على قيد الحياة. ومن بين هؤلاء أربعة مواطنين أميركيين: الزوجان غادي حاغي وجودي وينشتاين، والجنديان إيتاي حن وعومر نوترا.
أما صحيفة وول ستريت جورنال فاختارت عنوانًا مباشرًا: "حماس تطلق سراح آخر أسير أميركي في غزة"، بينما عنونت واشنطن بوست تقريرها بـ"لفتة حسن نية نحو ترامب". وأشارت الصحيفة إلى أن عملية الإفراج تمّت دون "الطقوس" التي انتُقدت في السابق من قبل مسؤولين أميركيين وإسرائيليين.
وفي تقريرها، أبرزت واشنطن بوست أن "الاتصالات جرت بعيدًا عن الجهات الإسرائيلية، في خطوة اعتُبرت مؤشرًا إضافيًا على تصاعد التوتر في العلاقات بين ترامب ونتنياهو". ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع قوله إن إسرائيل لم تُبلغ بالصفقة إلا قبل يوم واحد من تنفيذها.