الأربعاء  14 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

في شهادة مروعة للأسير عجارمة.... رائحة الموت تخيم على أسرانا داخل سجون الاجرام الاسرائيلي

2025-05-13 02:32:06 PM
في شهادة مروعة للأسير عجارمة.... رائحة الموت تخيم على أسرانا داخل سجون الاجرام الاسرائيلي
الأسرى في سجون الاحتلال

الحدث للأسرى

تحت وطأة الألم والقهر وبين قضبان الأسر يعيش الأسير الفلسطيني بأمعاء خاوية و جسد أهلكته الأمراض الغريبة التي ظهرت وتطورت وزادت حدتها داخل سجون الاحتلال الاسرائيلي، بعد حرب الابادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/2023، بسبب الجوع الشديد وقلة النظافة والإهمال الطبي المتعمد ، حيث أصبحت أجساد الأسرى غير قادرة على مقاومة أي مرض، بل وجدت الأمراض في أجسادهم بيئة مناسبة للاستفحال.

يتناول كل 12 أسيرا علبة لبن صغيرة جدا و يتضورون جوعاً طيلة اليوم، ويضطرون إلى تناول طعام فاسد غير صالح للاستهلاك البشري من شدة الجوع، ليصبحوا غير قادرين على تحريك شفاههم حتى، وأجمع الأسرى بأن المجاعة التي يواجهونها أشد من مجاعة الصومال المعروفة عالميا بصعوبتها، حتى أدوات الطعام التي لايمتلك الأسرى سواها لا يستطيعون غسلها بسبب عدم توفير إدارة السجن مواد لتنظيفها أو بديل عنها اذا تلفت، علاوة على أن الأسير الذي يخرج بالبوسطة يبقى بلا طعام لأيام .

أما النوم فينام الأسرى إن استطاعوا النوم على فرشة بدون غطاء - اسفنج فقط- وهناك أسرى من شدة المرض تلتصق جلودهم بالاسفنج، أمراض غريبة غير معروفة فتكت بالأسرى عقب حرب أكتوبر 2023 .

شهادة مروعة قالها الأسير بلال عجارمة 44" عاماً " من بلدة سلواد والمعتقل منذ 7/9/2003 يقبع في سجن جانوت الاحتلالي لمحامية هيئة الأسرى خلال زيارتها له :" قضيت عشرات السنين في السجن ومر علينا أمراض عديدة منها الجرب ولكننا لم نرى الأعراض التي يسببها ما يسمى

" سكايبوس" .

ومر الأسير عجارمة بتجربة مرض قاسية: " أصبت قبل نحو سنة بـ ما يسمى "سكابيوس" كانت إصابة صعبة وقوية، فالدمامل داخل ركبتي تسببت لي بانتفاخ كبير وألم شديد لا يطاق وسط إهمال طبي متعمد من إدارة السجن ، رفيقي في المرض الأسير حسام شاهين كان يعصر الدمامل يوميا ليخرج منها القيح فتملأ ثلاث كاسات يوميا بالقيح نتيجة الالتهاب الشديد،

أربع شهور كاملة من الألم عشتها أمام مرأى السجانين دون حراك وبلا حبة أكامول واحدة. نقص وزني من 160 كيلو إلى كيلو 60.

و يضيف عجارمة الذي ما زال يتألم بشدة من ركبته نتيجة إصابته السابقة بالمرض رغم أنه شفي منه ، " الغريب في هذا المرض أنه يسبب أعراض مختلفة لكل أسير رغم أنهم في ذات الغرفة حتى أن بعض الأسرى تفوح من أجسادهم رائحة كريهة جدا ، وحال الأسرى يفوق التخيل وتقشعر له الأبدان من شدة فظاعته".

قرابة سنة وأكثر يبقى الأسير بذات الملابس، غيار داخلي واحد يملكه الأسير داخل السجن يرتديه يوميا، و لا وجود لمواد التنظيف لغسله، وإن غسله بالماء يضطر للبقاء في فراشه حتى تجف ليعاود ارتدائه.

الأسير بلال عجارمة أخاط ملابسه الداخلية بسلك حديد عندما تمزقت ولا زال يرتديها منذ ما يزيد عن عام فلا خيار آخر لديه.

إهانة الأسرى بشكل يومي أمر لا يمكن لأي أسير استيعابه، يقول أحد الأسرى: " نموت يوميا مرات عدة عندما نُشتم نحن وذوينا ، ألفاظ سيئة وسُباب الموت أهون من الذل".

سيروي الأسرى في زمن الحرب إن خرجوا أحياء من سجون الموت لنا سيرة الدم عندما تركوا وحيدين كالحصان بين مطرقة القهر وسنديان الألم ورائحة الموت، سنقول لهم طوبى على صمودكم، هل سيسمعوننا حينها ؟!