الجمعة  30 أيار 2025
LOGO
اشترك في خدمة الواتساب

توتر متصاعد بين نتنياهو وترامب على خلفية الملف الإيراني: إسرائيل تُخطط للهجوم والبيت الأبيض يتحفّظ

2025-05-28 01:57:59 PM
توتر متصاعد بين نتنياهو وترامب على خلفية الملف الإيراني: إسرائيل تُخطط للهجوم والبيت الأبيض يتحفّظ
مكتب بنتنياهو ينفي وجود توترات مع ترامب حول ضرب إسرائيل لمنشأت إيرانية

الحدث العربي الدولي

في الوقت الذي تبدي فيه الإدارة الأميركية قلقًا متزايدًا من احتمال إقدام "إسرائيل" على تنفيذ ضربة عسكرية تستهدف منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية، الأمر الذي قد يُفشل أي تفاهم دبلوماسي مع طهران، نفت مصادر في مكتب رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تقرير صحيفة نيويورك تايمز الذي تحدّث عن مكالمة متوترة بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واصفة التقرير بأنه "أخبار كاذبة". رغم ذلك، فإن "إسرائيل" لا تُخفي خشيتها من إمكانية توقيع اتفاق مبدئي بين إيران والولايات المتحدة في وقت قريب.

وبحسب ما أكدته مصادر رسمية إسرائيلية لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، فإن حكومة الاحتلال الإسرائيلي لا تملك تصورًا دقيقًا بشأن توجهات ترامب النهائية في الملف النووي الإيراني. ومع ذلك، أوفد نتنياهو بعثة دبلوماسية وأمنية رفيعة إلى واشنطن للتباحث مع الإدارة الأميركية، وهو ما أكدته نيويورك تايمز. الهدف من الزيارة، كما أوضح مسؤولون إسرائيليون، هو "توضيح الموقف الإسرائيلي" الرافض لأي اتفاق لا يشمل تفكيك كامل للبنية النووية الإيرانية.

وقد ضمت البعثة كلًا من وزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون ديرمر، الذي اجتمع بمبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف، كما التقى الوفد أيضًا بنائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس، ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية جون راتكليف، في أول حوار استراتيجي من هذا النوع على مستوى نائب رئيس أميركي. كما شارك في الاجتماعات رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، وعاد مؤخرًا إلى الأراضي المحتلة.

وبحسب مصادر مطّلعة صرّحت لصحيفة يديعوت أحرونوت، فقد أعطى ترامب تعليمات منذ نحو شهرين بفتح قناة تنسيق مباشر مع "إسرائيل" بشأن المحادثات مع إيران، ووجّه إدارته بإطلاع تل أبيب على كل تطور في المفاوضات. وبحسب ذات المصادر، فإن البيت الأبيض يولي اهتمامًا بالغًا للموقف الإسرائيلي، ويتعامل معه بجدية كبيرة. على هامش هذه المشاورات، ناقش الوزير ديرمر مع ويتكوف ملف الأسرى الإسرائيليين.

في المقابل، صعّد قائد الحرس الثوري الإيراني، الجنرال حسين سلامي، لهجته تجاه واشنطن، محذرًا من أن "إيران جاهزة بالكامل لأي سيناريو أو تهديد أميركي". وأكد أن "اليد على الزناد، ونحن نترقب"، مضيفًا أن "أي خطأ صغير من العدو سيُقابل برد قاسٍ وسريع وغير متوقع". سلامي شدد على أن الجمهورية الإسلامية "لن تستسلم أمام الإملاءات السياسية الأجنبية"، معتبرًا أن الاستقلال والكرامة الوطنية "خطوط حمراء".

ووفق ما نُشر في نيويورك تايمز، فإن الولايات المتحدة حذّرت "إسرائيل" من تنفيذ أي هجوم مباغت قد يُعرقل المفاوضات الجارية، وأبدت شكوكها في جدوى عملية عسكرية إسرائيلية دون دعم أميركي مباشر. لكن مصادر قريبة من نتنياهو أكدت للصحيفة أن الولايات المتحدة لن تجد بديلًا سوى مساعدة "إسرائيل" عسكريًا في حال ردّت إيران على أي هجوم.

وتشير التقارير إلى أن مسؤولين إسرائيليين أبلغوا نظراءهم الأميركيين بأن نتنياهو يحتفظ بخيار الهجوم حتى وإن تم التوصل لاتفاق دبلوماسي مع طهران. ووفقًا لمصادر أمنية، فقد أعطى نتنياهو توجيهات بعد لقائه ترامب في البيت الأبيض في أبريل الماضي لمواصلة التخطيط لهجوم على إيران، بما يشمل سيناريوهات محدودة لا تتطلب تدخلًا أميركيًا، وكذلك عمليات تمتد على مدى أيام وتستهدف منشآت داخل مدن مكتظة.

وبحسب مصدرين مطّلعين على تفاصيل الاتصالات بين الطرفين، فقد أبلغت "إسرائيل" إدارة ترامب، قبيل زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط، بنيتها مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، في حين رصدت أجهزة الاستخبارات الأميركية استعدادات إسرائيلية فعلية لتنفيذ هذه الهجمات.

في غضون ذلك، تزداد المخاوف في "إسرائيل" من توقيع ترامب على اتفاق مؤقت مع إيران، قد يتيح لها الحفاظ على قدرات التخصيب الأساسية. وفي هذا السياق، كشفت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نُوام، التي زارت "إسرائيل" مؤخرًا في زيارة خاطفة، أن واشنطن منحت طهران مهلة لا تتجاوز عدة أيام لاتخاذ قرار نهائي بشأن التوقيع على الاتفاق بالشروط الأميركية، أو رفضه.